تُحدثنا الأخبار.. فنسمعها فجائع وأوجاع؛ وهكذا تعودت آذاننا لسمعها.. في كل يوم وآخر، مشرعة.. عويلها ورثائها، ترجمة لمرحمة، من القلوب الدامية على عزيز جليل.. فارق الأحبة والولدان، كان يملأ السمع والبصر، قدم حياته كشمعة مضيئة، خدمة للأجيال إلا أن نورها لا يغادر الطريق وهي علامة تربوية في الحياة والمجتمع، وبصمة دالة.. مآثرها في الوجدان، رؤى، ومنهاج، هي كلها.. جل ما يأتي عليها الرثاء ولمن نحب ونحترم، هو من ترطبت لسانه على الدوام بأول كلمة قرآنية (اقرأ) (للتلاميذ والطلاب) ولعلي أتساءل هنا هل هذا كل الوفاء؟ لهذا أعود وفي قلمي بعض وفاء، بعد أن فارق قلمي رؤية ثمانية أهله، احتسبها.. خيراً، هي من اعمارنا ترى فينا ما تقدم؛ ونرى فيها الفرصة للعظة، وحسين طالعها ما كان من وقفة تاملية نتذكر منها، ونذكر.. (فإن الذكرى تنفع المؤمنين) صدق الله العظيم وبعد ذلك هي احترام لنفسي ككاتب، وحتى لا أكررها.، وعملاً بقول رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) هكذا جئت لأحفر جديدي ليس فحسب، على القرطاس، بل بدعوتي لقلوب الناس، وعقول من ولّي علينا وغفل أمرنا؛ جئت مذكراً بما سبقني إليه أمير القوافي حين قال: قم للمعلم وفّه التبجيلا ××××× كاد المعلم أن يكون رسولا والحديث هنا عن خلفاء الأنبياء والمرسلين هم (المعلمون). وحتى ابسط حديثي جازماً به؛ أن المراد هو واسع الكلمة (لقم) فهي التي أرادها الأمير.. (فعل أمر) لا ليوقعها حبيسة في المجالس الاجتماعية، بل لتتعدى ذلك في ديمومة من الحركة والانتقال وفي شتى مناحي الحياة، منتهية بكل الواجب المجتمعي والرسمي لتشمل أعظم معاني الحياة الكريمة للمعلمين المربين المادية والروحية منها، في (حياتهم صحتهم ومرضهم) في (معاشهم وعجزهم)، عند ذكرهم (أحياءً أم أموات). وفي العلاقة الجدلية بين وفاء قلمي ورؤية بصري، هو عظيم الاهتمام للمشمولين بالتامين الصحي (لعمال وموظفي وأسر) المرافق المستقلة مالياً وإدارياً وهذا حقهم بمقابل رؤية عكسية تماماً لمن جاء من أجلهم هذا المقال، هم التابعون لخزانة الدولة، ومنهم (المعلمين المربين وأسرهم) الذين نجدهم كثيراً ما يلجئون إلى هذا التاجر، وتلك الجمعية .. يحملون تقاريرهم الطيبة بأيديهم والعرق يتصبب خجلاً من وجوههم لواقع الحال، وكثرة السؤال، في منظر درامي معيب! فهل هذا هو الوفاء المنشود من الدولة والمجتمع؟! لذا أذّكر من يستشعر المعاني الصحاح ويريد أن تعدوا به مثقلة ميزان حسناته.. أذّكر هنا حيث يتجلى مبدأ (قم)، وحيث المعلمين يستحقون صناديق وفاء، لا صناديق وفاة؛ وقم هي بحد ذاتها هجرة في ذكرى الهجرة، لكي نقيل عثرات المكلومين من لا يزالون يعانون، وتراهم من التعفف كأنهم أغنياء يمشون بيننا بهاماتهم المرفوعة ومظهرهم النظيف، لا يحيدون عن القيم والمبادئ التي تعلموها وعلموها.. وإن ماتوا فهم كالنخيل، تموت واقفة.