- إشراقات شاهر محمد العبسي حديث شد الرحال الذي يقول فيه نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : «المسجد الحرام ، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى» عن أبي هريرة ، أخرجه البخاري ومسلم لإيدع للمتمسكين ببدعة شد الرحال إلى غيرها من المساجد عذراً ، ومن ذلك شد الرحال إلى مسجد الجند في أول جمعة من رجب ، ومهما كان المسمى الذي يتنطع تحت شعاره المصرون على بدعتهم فإن أهل اليمن الموصوفين بالفقه والحكمة ليسوا بحاجة إلى يوم يتخذونه عيداً غير ما ارتضاه لهم ربهم جل وعلا وبلغهم نبيهم صلى الله عليه وسلم ، ولهم كما لعامة المسلمين عيدا ن يأتيان بعد فرضي طاعة وعبادة هما عيدا الفطر والاضحى ، ولو تتبعنا الخبر وتركنا الأثر لتفرقت كلمتنا فسيتخذ أهل حضرموت ، وأهل صنعاء ، وأهل تهامة وغيرها من مناطق اليمن من أيام وصول عمال رسول الله صلى الله عليم وآله وسلم إلى مناطقهم أيام أعياد ، والدين كل لا يقبل النقصان ولا المزيد أي كان وهكذا هي شأن البدعة التي تخالف الكتاب والسنة والقياس والاجماع لا تجمع وإنما تفرق ، وضررها في الدين بالغ التأثير ولهذا فإن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول في الحديث الصحيح : «إن الله احتجز التوبة على كل صاحب بدعة» عن أنس . أخرجه/البيهقي. وإذا تتبعنا خروج أهل اليمن فرادى وجماعات من ديارهم مهاجرين إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، لعجزنا عن الاحاطة بأعدادهم ، وأيام سعدهم بدخولهم راغبين في دين الله الحق الإسلام ، ومنهم من بقي في مخلافه حتى بلغه الخبر فالتحق بركب اخوانه ، وأردت من قولي هذا التنبيه إلى عدم جواز اتخاذ يوم بعينه أوموضع بعينه يكون منّا فيه مالم نؤمر به ، فتكون كلمة حق أريد بها باطل.. فالذين بقوا في مخاليفهم وأسلموا على يدي مبعوثي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كثيرون ، والذين هاجروا رغبة في أجر الهجرة والسابقة أيضاً كثيرون وأذكر من هؤلاء وكما ورد في الصحاح الصحابي أبو موسى الأشعري رضي الله عنه واثنين من إخوانه هما أبو بردة وأبو رهم ومعهم أكثر من خمسين رجلاً وهم أصحاب السفينة ، وقد أصابها العطب فأنزلتهم على أرض الحبشة فالتقوا هناك بجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه فكانت إقامتهم معه وكذلك اسلامهم حتى عادوا جميعاً بعد فتح خيبر ، وأحزنهم أن سمعوا من إخوانهم المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم أن لا هجرة لهم ، لأنهم قدموا مسلمين ، ولم يخرجوا من ديارهم فراراً من الفتنة في الدين كما هو الحال مع جعفر وأصحابه رضي الله عنهم . وبلغ الخبر نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم فبشرهم على ملأ لتكون فرحتهم أعظم ، وكأنما حيزت لهم الدنيا .. وأنتم يا أصحاب السفينة لكم هجرتان ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استعمله على زبيد وغيرها من بلاد التهائم وكذلك عدن ، واستعمل معاذ بن جبل رضي الله عنه على اليمن أي أكثر مناطق اليمن المعافر، الجند ، وحتى حدود منطقة صنعاء. وأمره بأن يلتقيا هو وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهما ويتشاورا فيما يستجد عليهما من أمور ، وقد صفا ذلك الرعيل الأول رضي الله عنهم إيمانا ونالوا تلك البشارات ومن اتبعهم بإحسانً فهو معهم ، ومن خالف نهجهم وماتربوا عليه من دين قويم ابتعد عنهم بقدر ما ابتدع أو اتبع من البدع والضلالات.قضية الجمعة :شد الرحال إلى جامع الجند .. صلاة الرغائب الرجبية صلاة أمّ داؤود بدائع عجب .. في شهر رجب - كتب / شكري الخذيفي لا يختلف إثنان أومسلمان بأن للمسلمين عيدين في العام هما عيد الفطر المبارك الذي يأتي عقب صيام شهر رمضان المبارك ، فيكون الأول من شهر شوال من كل عام عيداً للمسلمين الذين أدوا فريضة الصيام ، ومنحهم الله تعالى هذه النعمة «العيد» ليبتهجوا بما صنعوا من أعمال صالحة تقربهم من ربهم ، وتطهرهم من ذنوبهم ، وتعطيهم التجديد والحيوية ، وتحل لهم الطعام والشراب والرفث إلى النساء خلال النهار حيث كان عليهم محرماً في شهر رمضان كله. والعيد الثاني هو العيد الأكبر ، عيد الأضحى المبارك الذي يعقب فريضة الحج ، فيكون العاشر من شهر ذي الحجة من كل عام عيداً للمسلمين سواء الذين أدوا فريضة أم الذين أعاقتهم الامكانات وكبر السن وقلة ذات اليد الموصلة إلى ذلك .. فينحرون الأضاحي ويتزاورون ويفرحون ويمرحون بكل ما هو مشروع ومباح ومسنون عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. واعتماداً على أوامر الله في كتابه العزيز ، ووحيه إلى رسوله الكريم عليه أزكى الصلاة والتسليم حيث قال الله تعالى آمراً عباده المؤمنين بالمحافظة على السنة والدعوة إليها ، وحاثاً على اتباع رسوله ، بقوله سبحانه في سورة الحشر : «وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا».. واتباعاً لأمره سبحانه في سورة آل عمران بقوله تعالى : «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ، ويغفر لكم ذنوبكم ، والله غفور رحيم، قل أطيعوا الله والرسول ، فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين». فإن الذين يعظمون أول خميس من رجب أو أول جمعة منه .. والذين يتخذون يوم الخميس (ليلة الجمعة الأولى من رجب) ويصلون فيها صلاة مخصوصة يسمونها صلاة «الرغائب» ليس لها أصل في دين المسلمين ، وقد استحدثت هذه الصلاة وتعظيم يوم الجمعة الأولى من شهر رجب فيما بعد في مطلع القرن الخامس الهجري .. ورويت فيه أحاديث موضوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا هي بالأحاديث الصحيحة ولا الحسنة ولا المرسلة ولا حتى الضعيفة بل هي مختلقة ومكذوبة على رسولنا عليه الصلاة والسلام ، تضمنت فضيلة صيام ذلك اليوم ، وفعل هذه الصلاة المسماة عند المبتدعين بصلاة الرغائب وما يصاحبها من تعظيم لهذا اليوم كصناعة الأطعمة وإظهار الزينة ، وشد الرحال إلى مسجد معاذ بن جبل أو جامع الجند وكأنه بمثابة حج من لاحج له ولاقدرة له على الحج !! والذين يقولون : إن الاحتفال بهذا اليوم كان في أول جمعة من رجب ، وأنهم يعبرون عن سعادتهم بهذا اليوم ويقيمون ذكرى سنوية له ، لا يعتمدون في ذلك على دليل من كتاب الله تعالى ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فشد الرحال إلى مسجد معاذ بن جبل في أول جمعة أو ليلتها بدعة ضالة وضلالة مخالفة لمنهج الإسلام الصحيح .. لأن الكثير من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام هاجروا إلى البلدان في العالم العربي وأصقاع الأرض وبنوا فيها مساجد تحمل أسماءهم ولم يشد الرحال إليها .. فقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «لا تشد الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، والمسجد الأقصى ومسجدي هذا» .. وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ» رواه البخاري .. ولفظ الإمام مسلم «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ».. وقد أفتى علماء اليمن بأن جمعة رجب وصيامها وشد الرحال إلى جامع معاذ بن جبل وظهور المجاذيب والسمّر ومضغ القات ليلة الجمعة في صرح الجامع وحوله وصيام الجمعة إفراداً ليس من الدين ، وهو من ابتداع الجهلة الذين لا يفقهون في الإسلام ويستفيدون من توافد عامة الناس فيما هم يؤسسون لبدعة وضلالة في الدين الذي جاء إلى أهل اليمن من المنبع الصافي والمنهل العذب رسول الإنسانية محمد عليه الصلاة وأزكى التسليم.. فاتخاذ بعض الناس أزمنة وأمكنة محددة مزارات ومواقيت صلاة وعبادة يعد استحداثاً في الدين وبدعة وضلالة ، وجمعة رجب هو يوم لم تعظمه الشريعة الإسلامية أصلاً ولم يكن له ذكر في وقت الصحابة ولاجرى فيه ما يوجب تعظيمه .. كما أن هناك يوماً آخر في وسط شهر رجب الجاري يصلي فيه بعض الجهلة بالدين صلاة يسمونها صلاة «أم داؤود» وهي صلاة ابتدعتها أفكار شيطانية في أدمغة جاهلة بالدين والفقه. والصحيح أن شهر رجب من الأشهر الحرام التي حُرِّم القتال فيها إلاّ إذا بدأ العدو بذلك فقد قال تعالى في سورة التوبة : «إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرُم ، ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ، وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين». وعن أبي بكر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ، السنة اثنا عشر شهراً ، منها أربعة حرُم .. ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب شهر مُضر الذي بين جمادي وشعبان». بدع أحاديث رجب المكذوبة ويخص بعض المسلمين شهر رجب بعمرة ظناً منهم أن لها فضلاً وأجراً .. والصحيح أن شهر رجب كغيره من الأشهر ولا يُقصد بأداء العمرة فيه ، وما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام إلاّ بفضيلة العمرة في رمضان وأشهر الحج للتمتع ولم يثبت أن النبي عليه الصلاة والسلام اعتمر في رجب. أما «الرجبية»أو ذبح «العتيرة) في رجب فقد كان بعض العلماء استحبوا ذبح عتيرة في شهر رجب مستدلين بحديث مخنّف بن سليم رضي الله عنه قال : كنا وقوفاً مع النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات فسمعته يقول : «يا أيها الناس، على كل أهل بيت في كل عام أضحية وعتيرة ، هل تدرون ما العتيرة ؟ هي التي تسمونها الرجبية).. رواه الإمام أحمد وأبو داؤود والنسائي والترمذي .. «وقال الترمذي : هذا حديث حسنٌ غريب ، ولا نعرف هذا الحديث إلاّ من هذا الوجه من حديث بن عون».. وقد ضعّف هذا الحديث ابن حزم في كتاب «المحلى» وعبدالحق كما في «تهذيب السنن» .. والخطابي في كتاب «المعالم» .. وقال ابن كثير : وقد تُكلم في إسناده. وجمهور العلماء على أن الرجيبة منسوخة بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «لا فَزَعَ ولا عَتِيرة» رواه البخاري ومسلم.. قال أبو داؤود : قال بعضهم : الفَرَع أول ما تنتج الإبل ، كانوا يذبحونه لطواغيتهم ثم يأكلونه ، ويُلقى جلده على الشجر .. والعتيرة : في العشر الأول من رجب.. حديث (رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات فمن صام يوماً من رجب فكأنما صام سنة ومن صام منه سبعة أيام غلقت عنه سبعة أبواب جهنم ، ومن صام منه ثمانية أيام فتح له ثمانية أبواب الجنة ، ومن صام عشرة أيام لم يسأل الله إلاّ أعطاه ، ومن صام منه خمس عشرة يوما نادى منادٍ من السماء : قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل ، ومن زاد ، زاده الله».. راواه البيهقي في «الشُّعب» والطبراني في «الكبير» ..وعدَّه الحافظ بن حجر العسقلاني من الأحاديث الباطلة. وحديث صلاة النصف من رجب وهو من الأحاديث الموضوعة «المكذوبة» عن النبي صلى الله عليه وسلم. وحديث صلاة ليلة المعراج : هي صلاة تصلى ليلة السابع والعشرين من رجب وتسمى «صلاة ليلة المعراج» وهي من الصلوات المبتدعة التي لا أصل لها صحيح من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. حديث صلاة الرغائب التي استحدثها بعض الجهلة : وهي اثنتا عشرة ركعة بعد المغرب في أول جمعة من رجب بست تسليمات يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة سورة القدر ثلاثاً والاخلاص اثنتي عشرة مرة وبعد الانتهاء من الصلاة يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم سبعين مرة ويدعو بما شاء» وهي بلا شك بدعة منكرة .. وحديثها موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاتل الله من ابتدعها واخترعها ليفتري على الله ورسوله الكذب عامداً.بلاغة الگلمة القرآنية المفردة القرآنية ذات بلاغة متفردة ، لأنها بلاشك وضعت وضعاً فنياً مقصوداً في مكانها المناسب ، وأن الحذف من المفردة حرفاً أو حرفين مقصودٌ أيضاً .. كما أن الذّكر والإبدال ، وكل تغيير في المفردة القرآنية له غرضه البليغ. فقد يستعمل القرآن الكريم المفردة أحياناً مُبدلة ، وذلك نحو «يتذكَّر» و«يذكَّر» و«يتدبّر» و«يدَّبَّر» ونحو «مكة» و«بكة» و«بسطة» و«بصطة» .. فهل لهذا الإبدال غرض ؟.. يجيب عن ذلك الدكتور/ فاضل صالح السامرائي في كتابه : «بلاغة الكلمة في التعبير القرآني» فيقول : إن هناك حقيقتين لغويتين لا بدَّ أن نذكرهما في هذا الأمر : الأولى : إن بناء (يَتَفَعّل) أطول من بناء «يفَّعَّل» في النطق .. ف «يتذكّر» أطول من «يذّكر» بمقطع واحد .. ف (يتذكر) متكون من خمسة مقاطع (ي + ت + ذكْ ك + ر) في حين أن «يذّكر» متكون من أربعة مقاطع (يْذ + ذَك +ك +رُ). والحقيقة الثانية أن بناء «يفَّعَّل» فيه تضعيف زائد على (يَتَفَعّل) .. ففي (يفعل) تضعيفان وفي (يتفعل) تضعيف واحد .. وهاتان الحقيقتان اللغويتان لهما شأنهما في تفسير ما نحن بصدده .. فما كان على وزن (يتفعل) قد يؤتى به في اللغة للدلالة على التدرج ، أي الحدوث شيئاً فشيئاً .. وقد يؤتي بهذا الوزن للدلالة على التكلف وبذل الجهد، وفي كلا المعنيين دلالة على الطول في الوقت والتمهل في الحديث .. وكذلك الأمر في القرآن الكريم حيث يفرِّق بين الصيغتين .. وعلى هذا فإنه يستعمل بناء«يتفعّل» لما هو أطول زمناً ، وقد يستعمله في مقام الإطالة والتفصيل .. ويستعمل «يفّعّل» للمبالغة في الحدث والإكثار منه. ومن ذلك على سبيل المثال قوله تعالى في سورة الأنعام : «ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرّعون».. وقوله تعالى في سورة الأعراف : «وما أرسلنا في قريةٍ من نبيٍّ إلاّ أخذنا أهلها بالبأساء والضرّاء لعلهم يضرّعون». ففي الأية الأولى في سورة الأنعام قال «يتضرعون» وفي الآية الثانية في سورة الأعراف قال «يضرّعون» بالإبدال وادغام التاء مع الضاد .. وذلك لأنه قال في آية الانعمام : «لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك» وقال في آية الأعراف : «وما أرسلنا في قرية» والأمم أكثر من القرية وهذا يعني تطاول الإرسال إلى أمم على مدار التاريخ ، فلما طال الحدث واستمر جاء بما هو أطول بناءً فقال : «يتضرعون» .. كما كان الإرسال في آية الأعراف إلى قرية فقط قال : «يضرعون» فجاء بما هو أقصر في البناء. هذا من ناحية .. ومن ناحية أخرى ، أنه استعمل في آية الأنعام (أرسل إلى) فقال تعالى : «ولقد أرسلنا إلى أمم» واستعمل في آية الأعراف أرسل في قوله تعالى : «وما أرسلنا في قرية» والإرسال إلى شخص ما يقتضي التبليغ ولا يقتضي المكث ، فإنك قد ترسل إلى شخص رسالة فيبلغها ويعود .. وأما الإرسال في القرية أو في المدينة ، فإنه يقتضي التبليغ والمكث ، فإن الحرف (في) تفيد الظرفية ، وهذا يعني بقاء النبي بينهم يبلغهم ويذكرهم بالله ويريهم آياته المؤيدة .. ولاشك أن هذا يدعوهم إلى زيادة التضرع والمبالغة فيه فجاء بالصيغ الدالة على المبالغة في الحدث والإكثار منه فقال تعالى : «لعلهم يضرّعون» فوضع كل مفردة في مكانها اللائق بها. جامع معاذ بالجند يرثي حاله - عادل مداحش الاعتقاد السائد أن الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه وصل إلى اليمن في أول جمعة من شهر رجب من العام التاسع الهجري وأنه شرع في بناء جامع بين جبلين عظيمين ، وتشير بعض الروايات بأن الجبلين هما جبل صبر الحاضن لمدينة تعز وجبل سورق الواقع في الاتجاه الشرقي لتعز، وترد بعض الروايات التاريخية أن بناء الجامع في مدينة الجند الواقعة إلى الشرق من مدينة تعز يعود إلى أن اليمن كانت آنذاك تعيش قلاقل في أغلب مناطقها ،وكانت مدينة الجند شبه مستقرة ولهذا السبب شرع رسول رسول الله في بناء الجامع الذي يعتبر من أوائل المساجد التي بُنيت في الإسلام. فخامة المشير/ علي عبدالله صالح حفظه الله أصدر توجيهاته في عيد الفطر الفائت بأن تقام صلاة العيد الرسمية في جامع الجند والاهتمام به ، وبناء مدرسة شرعية بجواره تعود بالنفع على الإسلام والمسلمين. ولكن ما يبعث الأسى والقلق أن من يزر جامع الجند حالياً يجد أن الاهمال قد طاله ويحتاج للترميم .. والصورة توضح مدى الاهمال وحاجة الجامع لإصلاح ما أفسده الزمن من تشققات تهدد الجامع الأثري ، ومن هنا نوجه نداءً عاجلاً إلى الجهات المختصة وبخاصة مكتبي الأوقاف والسياحة بتعز بسرعة العمل لترميم الجامع حتى يظل شاهداً لنا وللاجيال القادمة بعظمة اليمنيين ودخولهم الإسلام ضمن الأوائل الذين ساندوا الإسلام ورسول الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام .. ويعد مسجد الجند معلماً أثرياً إسلامياً وسياحياً .. ويتم تطهيره من عبث الذين يدنسون صرحه وطهارته بالأعمال المنافية مع التعاليم القيمة لديننا الإسلامي وخصوصاً الذين يحولونه إلى لوكندات لمضغ القات والتدخين في هذا الشهر وغيره.فتاوى يجيب عنها الداعية الإسلامي الحبيب عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ الدّين الطويل الأمد ما الذي يترتب على التأخر في سداد الدين الكثير والطويل الأمد بسبب عدم الاستطاعة في الدفع ،وما موقفه من الشرع ؟ الدين الكثير والطويل الأمد يترتب عليه : خطر عدم القدرة على الوفاء به ، وأن يموت صاحبه وفي ذمته شيء من الدين لا يخلف له وفاء أي لا يجعل له فيه رهناً يؤخذ منه الدين ، فيكون أقل ما يلاقي من ذلك أنه تحبس روحه في البرزخ فلا يزور ولا يزار من قبل أهل البرزخ ، فإن نفس الميت مرهونة بدينه حتى يقضى عنه ، هذا مهما كان يستدين لغير الضرورة ، وينبغي للمؤمن أن لا يستدين إلا لضرورة ، فإذا استدان لضروة فينبغي ان يجعل فيه رهناً إن قدر على ذلك ، وإلا فإنه سيعان ما دامت نيته الوفاء وما دام متسبباً في تحصيل ما يوفي به دينه ويقضي به دينه ، فيختلف الاقتراض وأخذ الدين بحسب الأغراض وحال الشخص في القدرة على الوفاء وفي قوة الاعتماد على الله والاستناد إليه ، فالأصل أنه لا يقترض إلا من كان ذا عزيمة إما لضرورة أو لمصلحة عامة ، ولا يقترض لأجل التفاخر والتكاثر بشيء من مظاهر الدنيا ، فإن ذلك مما لا ينبغي للمؤمن ، وعلى كل الاحوال فمهما اقترض فإنه يترتب عليه ان ذلك المدين لا يجوز له الانتقال من مكانه ، والسفر الى آخر إلا بإذن من استدان منهم ، وأنه ينبغي له أن يكون حذراً من أن يفاجئه الموت والدين عليه ، ومع ذلك كله فإذا أحسن نيته في الوفاء وقام بسببه ذلك وسأل الله وألح عليه فالحق ييُسَرّ له أسباب الوفاء للدين ويقضيه عنه ، وبالله التوفيق. حدود تعامل الرجال مع النساء في العمل ما هي الحدود التي يجب وضعها بين الأصدقاء والمعارف والأقارب خاصة في تعامل الرجال والنساء أيضاً في مجال العمل ؟ وهل يجوز أن تقول المرأة : إن هذا الشخص مثلاً في العمل او كونه صديقاً يخاف عليّ كأنني أخته مما يجعله يتمادى في التعامل بحرية معها ،، وهي معتقدة أن ذلك ليس فيه أي ضرر وأنه لا ينظر إليها مثلاً بطريقة سليمة أو لا ؟ الحدود التي يجب أن تكون بين الرجال والنساء في التعامل مع التعارف والتصادق والتشارك في الأعمال حدود ما أمر الحق تبارك وتعالى به من غض البصر، وقد جاء في الصحيح عنه صلى الله عليه وآله وسلم : إنه لوى رأس الفضل بن العباس حين كانت تسأله أيام الحج امرأة من خثعم حتى انهت سؤالها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وانصرفت وذلك لما لاحظ انها تنظر إلى الفضل ، والفضل ينظر إليها فلوى النبي صلى الله عليه وسلم رأس الفضل عن وجه المرأة حتى انتهت من سؤالها وانصرفت ، فإذا كان هذا في مجتمع الصحابة ففي مجتمعاتنا أولى ان يحذر من النظرات وأن تراقب الأنفس في الالتفاتات فهذا الضابط الأول فيما يتعلق بالنظر. ثم الضابط الثاني : وهو البعد عن حد الخضوع بالقول وهو الرقة فيه واللين بالصوت فيه .. قال تعالى : «ولا يخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض» فيجب ان يكون الكلام على جدية بعيداً عن المزاح وعن الليونة في المقال بل يكون عادياً متزناً جاداً ، فهذا الضابط الثاني من القرآن الكريم. والضابط الثالث : أن لا تكون خلوة لما حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك وقال : لا يخلونّ رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما ، ولذلك جاء في الأثر : لا يخلونّ رجل بامرأة ولو كان يعلمها القرآن ، ولو كانت مريم بنت عمران. الضابط الرابع : الابتعاد عن الزينة واظهارها ، لما حرّم الله ذلك في القرآن ، قال تعالى : «ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ، وليضرين بخمرهن على جيوبهن» . فيكون الضابط الخامس : الستر لكل ما أوجب الله ستره عليها ، وبقي الخلاف في مسألة الوجه والكفين إذا لم تقترن بذلك زينة ولا تميز في الجمال يلففت النظر ولا خوف نظر العيون الخائنة .. وفي هذا كتيب حسن للدكتور/ محمد سعيد بن ملا رمضان البوطي عنوانه : إلى كل فتاة تؤمن بالله ، فيمكن الاطلاع عليه ونشره بين أوساط النساء خاصة اختراع القصص للترغيب في الدين أحاول أن أرغّب شخصاً في الإسلام باختراع بعض القصص ؟ وخصوصاً أن علمي ليس بالكثير ، فهل هذا جائز ، افتونا جزاكم الله خيراً؟ لا يجوز إدعاء حصول أحوال بقص قصة يدعي أنها حاصلة وهي لم تحصل ، وإنما اختلف العلماء في اختراع القصص التي تتعلق ببيان كثير من المعاني والوقائع فيقال يحكى أنه حصل كذا ، فتربط من خلال العقل والفقه لسنة الله في الحياة بما ينبه سامعها على نتائج أقوال أو أفعال ، إنه إذا لم ينسبها لشخص معين ، ولم يدّع حصولها لجماعة معينة فإن ذلك محل نظرهم في هل أنه يجوز أو لا يجوز ، وعلى الجواز مضي كثير فمنه الّفت القصص التي ترغب في الآداب والاخلاق والتي تنهي عن المفاسد والشرور ، وتبين خطر تلك المحرمات والمحذور من ارتكابها ، وعلى كل الأحوال فالأولى لك والأفضل أن تأخذ من قصص المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ومن قصص أصحابه وقصص النبيين ما ينفعك وينفع هذا الذي تريد أن ترغّبه في الإسلام والله يتولى هداه ،وعليك بكثرة دعاء الحق تعالى بأن يهديه إلى الإسلام ، ومهما أخلصت النية وصدقت فلن تحتاج إلى تأليف القصص أو غيرها ، ولكن بالجهد اليسير مع الخلق الطيب والوجهة الصادقة إلى الرب تحصل الهداية إن شاء الله سبحانه وتعالى. - حديث قدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : «إن الله تعالى يقول : يا ابن آدم ، تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى ، وأسد فقرك ، وأنْ لا تفعلْ ملأت يديك شغلاً ، ولم أَسَدُّ فقرك» .. حديث صحيح. وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إن الله تعالى يقول : «يا ابن آدم اكفني أول النهار أربع ركعات، أكفك بهنّ آخر يومك» حديث صحيح .. أخرجه أحمد