عند زيارتك إلى مناطق الريف يلفت نظرك مشهد مثير , تشعر انه صار بديلاَ عن وسائل النقل الحديثة .الحمير تعد مرتكز وذم اهمية للمواطن الريفي . بحيث يستخدم الحمار في نقل الأشخاص والبضائع و جلب المياه والمحاصيل، إضافة إلى حرث الأرض وحمل الاعلاف والحطب وغيرها. وفي بعض المناطق الجبلية الوعرة التي لم تربط بشبكة الطرق العمومية. ويحتل الحمار هذا الكائن الأليف المدوجن، مرتبة الشرف، ليس لكونه أقدم وسيلة نقل عرفته البشرية على الإطلاق ، بل لان جغرافيا الريف القاسية ، وتضاريسها الشاقة المعقدة التي تقطع الأنفاس كل صعود ،تحتاج الى الحمير في كل شيء ، فالحاجة الماسة للمواطنين لنقل حاجياتهم الضرورية من الاسواق والاماكن البعيدة، يحتاج الى قوة بلهاء تحمل أضعاف وزنها ، لا ترفض طلب، وليس في أجندتها تمرد أو عصيان ، وللحمير الريفية هذه الخاصية على ما يبدو ، لذلك تصل أحيانا درجة التفضيل عن الكائن البشري ، ومرتبة الشرف هذه احتلها الحمار، ذلك حيوان المستأنس ، الرفيق الدائم للإنسان،حامل المشقة، في وهادها وتضاريسها الوعرة ، وما يزال ، لم يتمرد ، ولم يتقاعس في أداء دوره القديم في الطاعة البلهاء منذ تدجينه أول التاريخ من غير ثورة ولا تمرد أو عصيان.