فوجئت ومعي الكثير من قراء عدن أون لاين منذ يوم أمس (الثلاثا 31 ديسمبر 2013) وأنا أتصفح الموقع بمقال بعنوان "الضالع في مواجهة ضباع الموت" لكاتب غير معروف يدعى "ابراهيم علي ناجي" يتشابه مع مقال لي كنت قد نشرته على موقع "عدن أون لاين" و"مأرب برس" ومواقع أخرى بعنوان "ضبعان في مواجهة الضالع" نشر في 10/12/2012م، وظننت بأن هذا مجرد نوع من توارد الخواطر وتشابه العناوين، وعند تصفحي للموضوع وجدت أن الكاتب قد قام باستنساخ المقال المذكور بصورة حرفية ما عدا بعض التعديلات أو الحذف في بعض الفقرات عند ضرورة مواكبة الحدث الجديد واكتشفت أن العنوان لم يكن مجرد تشابه بل إن السرقة شملت حتى العنوان مع بعض التعديل. إنني أعرف أن الاقتباس من نصوص للآخرين هو حق ممكن لكن بشرط أن يكون إلاقتباس لفقرة أو فقرتين وليس للنص كاملا، مع الإشارة إلى النص المقتبس منه ومؤلف النص. إن نظرة خاطفة للنصين تبين حجم السرقة التي جرت والتي قام بها المدعو "ابراهيم علي ناجي" بالاعتماد على نص كاتبة هذه السطور المشار إليه أعلاه، وإليكم في ما يلي مقانة بين النص الأصلي والنص المسروق: في الفقرة الأولى من النص الأصلي تقول كاتبة هذه السطور "ليس المقصود هنا بمفردة "ضبعان" هو مثنى حيوان الضبع المتصف بالغدر واللؤم والفجاجة والقبح، بل القائد العسكري جنرال القتل المدعو ضبعان، الذي أنهى مهمة القتل والحرق والتدمير في تعز فجاء ليكمل المهمة في الضالع، وسبحان الذي جعل لكل شيء من اسمه نصيب، فليس من الصدفة أن يأتي ضبعان ومعه شهيته للدم والقتل والإحراق، ليحاول ممارسة مهنته المفضلة على أبناء الضالع الأبطال". ويقول المدعو ابراهم علي ناجي في نصه المسروق بعد عام " لم يكن المقصود في مفردة "ضبعان" تثنية حيوان الضبع المتصف بالغدر واللؤم والفجاجة والقبح، بل القائد العسكري جنرال القتل المدعو ضبعان، الذي أنهى مهمة القتل والحرق والتدمير في تعز فتم تكريمه من خلال تحويله الضالع ليكمل مهمته الإجرامية في الضالع، وسبحان الذي جعل لكل شيء من اسمه نصيب، فليس من الصدفة أن يأتي ضبعان ومعه شهيته للدم والقتل والإحراق، بل خلط أوراق واستكمال ممارسة مهنته المفضلة في الضالع ". في الفقرة الخامسة من المقالة الأصلية تقول الكاتبة "ما تشهده الضالع هذه الأيام على يد المدعو ضبعان هو جرائم حرب بكل المعاني، فضحايا الضبعان من المدنيين والنساء والأطفال، وأهداف مدفعيته هي مساكن الآمنين، ومنشآت العمل المدني، وما يستخدم في هذه الحرب هي الوسائل التي يمكن أن تستخدم ضد أي جيش عالي التدريب وافر الإمكانيات والعتاد، وليس ضد مدنيين عزل لا يملكون إلا إراداتهم الرافضة للضيم والمتعطشة للكرامة والحرية". وفي الفقرة الثانية من النص المسروق يقول السارق" ما شهدته الضالع على يد النتن ضبعان جرائم حرب بكل معاني الإنسانية ، فضحايا الضبعان من المدنيين والنساء والأطفال، ومساكن المسالمين ، ومحلات المواطنين ، فما يستخدمه في الضالع حرب بوسائل يمكن أن تستخدم في مواجهة أي جيش بقدرات عالية وافر الإمكانيات والعتاد، وليس ضد مدنيين عزل في مخيم عزاء مع أطفالهم لا يملكون إلا العزيمة والرايات الرافضة للضيم والمتعطشة للكرامة والحرية". وفي الفقرة السادسة من مقالتنا الأصلية ورد "قد لا يبدو غريبا ما يتعرض له أبناء الضالع من حرب ظالمة لا تكافؤ فيها ولا معنى لها إلا محاولة كسر شوكة الكبرياء والإباء لدى أبناء الضالع، من قبل نظام لم يقدم لليمنيين إلا أنهار الدماء وحرائق الحروب ودمار المدن والقرى" وفي الفقرة الخامسة يقول المنتحل " لا نستغرب من الهستيريا الهمجية ضد أبناء الضالع في حرب ظالمة لا تكافؤ فيها ولا معنى لها إلا محاولة كسر شوكة الكبرياء والإباء لدى أبناءها، من قبل نظام لم يقدم لليمنيين إلا أنهار الدماء وحرائق الحروب ودمار المدن والقرى . . .". في الفقرة الثالثة من مقالتنا ورد " طوال فترة الإمامة والاستعمار ظلت الضالع موئل الثوار والمقارعين للظلم والطغيان في الشمال والجنوب على السواء، وبعد تحرير الشطر الجنوبي كانت الضالع قلعة الدفاع عن النظام الوطني وبوابة استقبال النازحين من ظلم وتنكيل وقمع النظام الاستبدادي في صنعاء، ومثلت الضالع دوما وعاء لانصهار الوطنيين الأحرار من كل اليمن في بوتقة النضال من أجل الحرية والكرامة والاستقلال والاستقرار." وفي استكمال للفقرة الخامسة يقول المنتحل في نصه المسروق" فطوال فترة الإمامة والاستعمار ظلت الضالع ملاذ الثوار ومقارعي الجبروت والطغيان في الشمال والجنوب على السواء، وبعد تحرير الشطر الجنوبي كانت الضالع قلعة الدفاع عن النظام الوطني وبوابة استقبال النازحين من ظلم وتنكيل وقمع النظام الاستبدادي في صنعاء، وكانت الضالع وعاء جامعا لكل الوطنيين الأحرار . . ومع ذلك قد يقتلون ويدمرون ويحرقون، لكن الضالع ستنتصر لإنها صاحبة الحق والإرادة والإباء وسينكسر المتعجرفون كما انكسر أسلافهم يجرون أذيال الخزي والشنار"، وواضح أن الفقرة المضافة بعد "ومع ذلك . . .حتى . . .الخزي والشنار" هي فقرة عديمة الصلة بما قبلها ولكن جرى حشرها في محالة التظاهر بالابتكار وادعاء الإبداع. في الفقرة السابعة من النص الأصلي قالت الكاتبة " لقد كانت وسائل الأعلام هذه منصفة إلى حد ما عندما كان ضبعان يمارس هواية القتل والإحراق في مناطق أخرى من اليمن، وكشفت حقيقة هذا الضبعان وتعطشه للدم والقتل وإزهاق الأرواح وإراقة الدماء. . . .". وفي الفقرة الثالثة من النص المسروق ورد " هذه المرة كانت وسائل الإعلام منصفة إلى حد ما عندما (عرعرت) ضبعان متلبساً يمارس هواية القتل والإحراق في مشهد إنساني يدمي القلب من كمدٍ ، ليتضح الضبع على حقيقته متعطشاً للدم والقتل وإزهاق الأرواح وإراقة الدماء". ومن الواضح أن عملية السرقة قد تمت ممارستها باحتراف حينا عندما قام المنتحل بتغيير بعض العبارات بما يتلاءم وطبيعة الحدث وردود الأفعال تجاهه ، مثل موقف وسائل الإعلام هذه المرة مستخدما المفردات والتتابع الموجودين في النص الأصلي، لكن ولأن السارق مكشوف دائما فقد خانه ذكاؤه عندما حاول حشر بعض الكلمات في مواقع لا تتناسب والسياق الذي وردت فيه مثل قوله في مطلع الفقرة الثانية إن" ما شهدته الضالع على يد النتن ضبعان جرائم حرب بكل معاني الإنسانية" لأن الحرب ليس فيها معاني إنسانية ومفردة إنسانية هنا لا محل لها ولا معنى لكنها تكشف فشل السارق في محاولة تغطية وإخفاء سريقته بغطاء لا ينفع للإخفاء وهذا ينطبق على ما تمت الإشارة إليه في الفقرة المضافة حشوا في نهاية فقرته الخامسة. إنني أدعو القراء الكرام وعلى رأسهم هيئة تحرير موقع عدن أون لاين إلى متابعة الموضوعين الأصلي والمسروق على الرابطين التاليين على التوالي، وذلك للتأكد من صدق ما ورد في هذا التعقيب وإليكم رابط المقالة الأصلية: http://aden-online.com/Article/226715 ورابط المقالة المسروقة: http://aden-online.com/Article/3619424 ليتضح أن المدعو قد قام باختلاس وسرقة عمل لم يبذل فيه أدنى قدر من الجهد، طبقا للمقولة السائدة "إذا لم تستح فاصنع ما شئت". وقد صدق الشاعر العربي القديم حينما قال: حياؤك فاحفظه عليك فإنما يدلُّ على فضل الكريم حياؤه إذا قلَّ ماء الوجه قلَّ حياؤه ولا خير في وجهٍ إذا قلَّ ماؤه إنني أعتبر ما قام به المدعو "ابراهيم علي ناجي" سرقة فكرية سافرة ومكشوفة، وهو ما يعطيني الحق بمقاضاته والمطالبة بمعاقبته قانونا خصوصا وإن المدعو ليس له أي كتابات سابقة ولم نقرأ له قط في أي صحيفة أو أي موقع إلكتروني معروف ومحترم لكنه أراد أن يبحث عن الشهرة وتسجيل موقف وموقع في وسائل الإعلام على حساب جهد الآخرين بوسائل رخيصة وبأسلوب فج ومذموم وهو الانتحال والسرقة، ومن خلال مخادعة موقع عدن أون لاين وهيئة تحريره المحترمة، وأعتقد أن هيئة التحرير لن تسمح لهذا الموقع أن يكون منبرا للصوص المقالات ومكانا للنصوص المسروقة. * محامية وناشطة حقوقية يمنية.