لقد تحدث الكثير عن السفينة التي تمخر عباب بحرٍ هائجٍ متلاطم الامواج , كثير الاعاصير في ليالٍ مظلمة رياحها هوجاء ألا وهي ( سفينة الوطن).وضع الكثير من ابناء هذا الوطن المثخن بالجراح ومن هم على السفينة وضعوا ايديهم مرة على قلوبهم ومرة رفعوا اكفهم الى السماء يتضرعون الى الله ان يسلم سفينتهم . وها هي سفينة الوطن قد بدت صاريتها عند الافق وهي تقترب رويداً رويدأ لتصل الى حضن الميناء وشاطئ الامان . ايام قلائل تفصلنا عن الاحتفال التاريخي ايذاناً بانتهاء مؤتمر الحوار الوطني , هذا اليوم الذي انتظره كل ابناء اليمن بفارغ الصبر , صبراً بدى طويلا ً خلال مسيرة عشرة اشهر من الانتظار والترقب , تخللتها دماء ودموع , دماء زكية سفكت على طريق سفينة الوطن , حاول فيها جند الشر والظلم والطغيان عرقلة سير السفينة وزرعوا الالغام في طريقها خلال محاولات عدة لتدمير وتشويه كل جميل , أكثر من 90 جريمة اغتيال لضباط في المخابرات والجيش من خيرة ابناء اليمن ,اغتيال العديد من القيادات والكوادر السياسية وقيادات في الدولة , عشرات التفجيرات الاجرامية استهدفت انابيب نقل النفط والغاز في مأرب وشبوة وحضرموت , وأكثر منها استهدف خطوط نقل الطاقة الكهربائية ومحاولات انقلابية فاشلة استهدفت شخص الرئيس ومحاولة اغتياله وليس اخرها جريمة العرضي الدامية , افتعال ازمات للفوضى والفتنة طائفية مرة في اقصى الشمال ومناطقية مرة اخرى في اقصى الجنوب , سلسلة طويلة من المحاولات اليائسة لقوى الشر والطغيان لعرقلة نجاح مؤتمر الحوار وإفشاله ومنع سفينتنا من الوصول الى نهاية رحلتها . لقد التقى اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني على كلمة سواء بكل اطيافهم وتوجهاتهم وانتماءاتهم ومشاربهم السياسية ليجسدوا الوحدة الوطنية والحكمة اليمانية في ابهى صورها , بحيث يختلفوا ولكن لا يفترقوا او يتمزقوا . ستصل حتما سفينة الوطن الى نهاية رحلتها وستلقي مراسيها في شواطئ الخير اليمانية وسينجح بأذن الله مؤتمر الحوار , ولكن سيبقى هذا النجاح مرهون بضمأن تنفيذ مخرجاته على الوجه الصحيح , وهوى ما سيكون هدفاً سامياً لكل قوى الخير التي حملت مشعل النور خلال عشرة اشهر من زمن الحوار الوطني لتصل الى بر الامان , ولن يسقط هذا المشعل وقد رأينا حرص وتفاني كل القوى الخيرة على ابقائه مرفوعاً متوهجاً ينير الطريق ويبدد الظلام , وما موقف الرئيس هادي الاخير في الجلسة الختامية للمؤتمر وإصراره على نجاح المؤتمر وتنفيذ مخرجاته إلا بشائر خير نستلهم منه المستقبل .
