سقط أكثر من مائة قتيل ومائتي جريح من عناصر تنظيم القاعدة، بينهم مقاتلون أجانب وعرب، منذ بدء الحملة العسكرية التي يشنها الجيش اليمني جنوبي البلاد، بالإضافة لمقتل نحو 20 جنديا وإصابة العشرات، في حصيلة غير نهائية، بحسب ما أبلغ به مصدر عسكري رفيع المستوى وكالة الأناضول. وقبل خمسة أيام، بدأت السلطات اليمنية حملة عسكرية كبيرة ضد مسلحي تنظيم القاعدة في محافظتي أبينوشبوة، بهدف تطهير المحافظتين من التنظيم، خاصة مع تزايد العمليات التي تقوم بها القاعدة ضد مقرات عسكرية وأمنية في محافظات جنوبية. وتوقع المصدر العسكري "ألا تستمر العملية العسكرية في شبوة وابين طويلا نظرا لنجاح قوات الجيش في توجيه ضربات قوية للتنظيم ولمواقعه وتحقيقها جاناب كبيرا من أهدافها". وجاءت هذه الحملة بعد أسابيع من ظهور عناصر تنتمي لتنظيم القاعدة في مقطع فيديو تم بثه على موقع "يوتيوب" يحتفلون بتحرير 29 سجينا كانوا في السجن المركزي بصنعاء، وهو ما عدته السلطات اليمنية استفزازا. ويشارك في المعارك قوات تابعة للمنطقة العسكرية الرابعة في الجيش بقيادة اللواء الركن محمود الصبيحي قائد المنطقة التي تعمل جنوبي البلاد، وعناصر من قوات الأمن الخاصة التابعة لوزارة الداخلية بمساندة سلاح الجو اليمني واللجان الشعبية في المحافظتين. وتعمل هذه القوات تحت إشراف وزير الدفاع اليمني الذي يتواجد هذه الأيام في محافظة شبوة، المسرح الرئيسي للعمليات، وكذلك اللواء علي حسن الأحمدي رئيس جهاز الأمن القومي (المخابرات اليمنية)، بحسب المصدر العسكري. وانطلقت المواجهات، الثلاثاء الماضي، بمهاجمة مواقع لتنظيم القاعدة في منطقة مفرق الصعيد بمحافظة شبوة ومديرتي المحفد وأحور بمحافظة أبينوتستخدم الحملة الكبيرة المدفعية وصواريخ الكاتيوشا والدبابات والمعدلات بالاشتراك مع الطيران الحربي والمروحيات في تنفيذ مهمتها وتمكنت الحملة حتى مساء الجمعة من تطهير أجزاء مهمة من مديرية المحفد، بالإضافة إلى تطهير مديرية أحور من عناصر تنظيم القاعدة، بحسب بيان لوزارة الدفاع اليمنية وأفاد البيان، الذي صدر مساء الجمعة، أن قوات الجيش والأمن بمساندة اللجان الشعبية وسلاح الجو تمكنت من التقدم والسيطرة على كثير من مواقع "الإرهابيين"، بعد تلقيهم ضربات قوية ألحقت بهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات وأجبرتهم على الفرار من المعاقل والأوكار والكهوف التي كانوا يتحصنون بمديرتي المحفد وأحوروفي محافظة شبوة وتمكنت القوات المسلحة والأمن بمساندة قوات جوية وعناصر في اللجان الشعبية من التقدم باتجاه مديرية عزان التي ينشط فيها تنظيم القاعدة بشكل كبير بعد أن تمكنت من تمشيط المناطق التي يتحصن فيها عناصر التنظيم بمديرية ميفعة ومنطقة مفرق الصعيد وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية في اليوم التالي للحملة مقتل 72 من عناصر تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى أسر العشرات منهم في محافظتي أبينوشبوة. وقال الناطق الرسمي للداخلية محمد القاعدي في مؤتمر صحفي بصنعاء إنه تم أسر 26 "إرهابيا" من القاعدة، وقتل 72 وأصيب أربعة، مع إبطال 12 عبوة ناسفة جاهزة للتفجير، وضبط عدد من الأسلحة والمتفجرات والسيارات وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية مقتل نحو 20 من عناصر التنظيم، بالإضافة إلى إصابة العشرات منهم منذ الأربعاء حتى مساء الجمعة. في المقابل، نفي تنظيم القاعدة مقتل أي قيادي في التنظيم في هذه المواجهات، وأنه تمكن من قتل عشرات الجنود وأسر آخرين، بحسب بيان تلاه جلال بلعيد القيادي في التنظيم، وبثته مواقع على الإنترنت منذ يومين. وتحظى الحملة العسكرية بمساندة شعبية وسياسية كبيرة، حيث أعلنت الأحزاب السياسية الرئيسية في البلاد عن تأيييدها للحملة، ودعت أنصارها إلى مساندة ودعم قوات الجيش والأمن في الحملة. ودعا حزب "المؤتمر الشعبي العام"، الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وأحزاب "التحالف الوطني الديمقراطي" المتحالفة معه، أنصارهم وأعضاءهم لمساندة ودعم قوات الجيش والأمن في المواجهات التي يخوضونها ضد عناصر تنظيم القاعدة في أبينوشبوة. وفي بيان مشترك، طالبت الأحزاب، التي تملك نصف حقائب الحكومة، "كافة أعضاء وكوادر وأنصار المؤتمر الشعبي العام وحلفائه بالوقوف خلف أبناء القوات المسلحة والأمن ومساندتهم وتقديم الدعم لهم لمواجهة الإرهاب وعناصر القاعدة حتى يتم اجتثاثهم وإنهاء خطرهم. بدوره، أعرب تحالف أحزاب اللقاء المشترك (ستة أحزاب إسلامية ويسارية وقومية)، تملك النصف الآخر للحكومة، عن تأييده للحملة العسكرية، ومساندتها للجيش والأمن في هذه الحملة. وقال التحالف، في بيان اليوم السبت، إنه يدين كافة العمليات "الإرهابية" التي تستهدف الجيش والأمن وجدد دعمه ومساندته لقوات الجيش والأمن وضرورة كشف مرتكبي الاغتيالات والمحافظة على السلم الأهلي. وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أعلن في اليوم الأول من الحملة في كلمة له بثها التلفزيون الرسمي أن نسبة المقاتلين غير اليمنيين في تنظيم القاعدة بالبلاد تصل إلى 70%. وأضاف أن السلطات تحتفظ بجثث عشرات العناصر الأجانب والعرب، بينهم هولنديون وفرنسيون وألمانيون وبرازيليون. ودعا نشطاء يمنيون إلى تنظيم مسيرات في العاصمة صنعاء للتعبيرعن تأييدهم للحملة العسكرية، ومساندتهم للجيش والأمن في مواجهاتهم مع القاعدة جنوبي البلاد، فيما لا يزال تنظيم القاعدة ينشط في عدة مناطق بالبلاد، ويقوم بين فترة وأخرى بشن هجمات ضد قوات الجيش والأمن. وكانت عناصر القاعدة سيطرت على محافظة أبين خلال عام 2012، لكن قوات الجيش بمساندة اللجان الشعبية استعادت السيطرة على المحافظة في يونيو/ حزيران من العام نفسه. الأناضول