عدن اونلاين/خاص بين فبراير إلى الأيام الأخيرة من يوليو الحالي، خمسة أشهر وزيادة، مضت في كل ساعة ودقيقة وثانية منها لم تهدأ صرخات اليمنيين في الساحات والمدن والمحافظات ووسائل الإعلام المحلية والعالمية، لكنها مع ذلك لم تغير من القناعات لدى هذا النظام و بأن الزمن قد انتهى وعليه إفساح المجال لحدوث سنة التغيير الكاسحة والماضية رغم أنف علي عبدالله صالح وأبنائه وأبناء أخيه ومن يقف في خندقهم. سالت الدماء في ساحة التغيير بصنعاء وشوارعها الفسيحة، احترقت خيام الحرية في تعز، سقط العشرات شهداء في عدن وإب والحديدة وحجة، قامت القيامة وتجسدت المأساة في أبين وأرحب ونهم، اشتعلت النيران في كل شبر من الوطن ووصلت الشرر إلى جامع النهدين واحترقت أجساد النظام وأركانه. لكن صالح وما بقي من نظامه بعد أن تفككت الكثير من قطعه وناصرت الثورة، ما يزال يستميت وبعضه تعفن دون أن يتنازل عن نظام هو في حكم المنتهي. أوقفت الولاياتالمتحدة الدعم المالي الذي كانت تقدمه للنظام اليمني والمقدر بنحو 150 مليون دولار معظمه مخصص لدعم قدرات الحكومة في مجال مكافحة الإرهاب، في مؤشر إلى أن الولاياتالمتحدة بدأت مراجعة علاقتها بصنعاء. وفي تطور جديد عقد مجلس الشيوخ الأميركي جلسة استماع لأعضاء لجنة آسيا الفرعية التابعة للجنة العلاقات الخارجية بالمجلس، طالب من خلالها أعضاء اللجنة الإدارة الأميركية ب"الاستعداد للتعامل مع مرحلة ما بعد الرئيس علي عبدالله صالح". من جانبها دعت وزارة الخارجية الروسية، المواطنين الروس إلى الإحجام عن السفر إلى اليمن، في وقت تحدثت فيه مصادر إعلامية عن مساعي ألمانية لإقناع صالح عن التنحي عن السلطة. ملايين اليمنيين في الساحات بحت أصواتهم منذ خمسة أشهر وهم يصرخون برحيل صالح وإسقاط نظامه، أكثر من سبعة عشر محافظة ومثلها من الساحات وأكثر من 23جمعة أقامها اليمنيون بمسميات لا حصر لها، أكدوا على الرحيل والحسم والفرصة الأخيرة والتصعيد ورفض الوصاية، والحرب الأهلية والعقاب الجماعي، لكن صالح لا يسمع. غادر اليمنيون المساجد وافترشوا الساحات والشوارع ، هتفوا وصلوا وابتهلوا كثيرا لعل الله أن ينقل صالح بطريقة سلسة وهادئة إلى عهدة ملك الموت (عزرائيل)، ما دام يرفض الإذعان لمطالب الداخل ونصائح الخارج، بنقل السلطة ويعيدها إلى الشعب المالك الحقيقي ومصدرها ، ويبدي صالح كل هذه الوقاحة المقيتة رئيسا لشعب يقول له صباح مساء (ارحل).