عدن أونلاين/خليج عدن- مراد ثابت السعيدي منذ بداية عام 2007 عند اندلاع الحراك الجنوبي السلمي تباينت آراء الشباب والمواطنين من أبناء الشمال وتفاوتت نظرتهم للقضية الجنوبية فمنهم مؤيد ومنهم معارض ومنهم من فضل الصمت إما بسبب الحيرة أو عدم الفهم الصحيح لمطلب أبناء وطننا في الجنوب، ومرت الأيام والأشهر والسنين تتلوها السنين والحراك السلمي يواصل نضاله وكفاحه في سبيل تحقيق مطالب يراها البعض مشروعة ويراها البعض الآخر محظورة وغير قابلة للنقاش، مع العلم أن مطالب الحراك كانت مشروعة فقد كان مطلبهم رفع الظلم والاستبداد وإعادة الحقوق المغتصبة وتعويضهم عن الأضرار التي تسبب نظام العائلة بها لهم لكن هذه المطالب تطورت شيء فشيء حتى صار جزء كبير من أبناء الحراك يطالبون بفك الارتباط والانفصال عن الشمال وبناء دولة مستقلة لأبناء الجنوب وهو ما عدّه الكثير من الساسة ومن تربعوا على كراسي السلطة وأمسكوا زمام الأمور خطاً أحمر لا يجوز التكلم فيه أو حتى مجرد النقاش فيه, وقمعت الاحتجاجات السلمية لأبناء الحراك وسالت الدماء وسقط الشهداء واعتقل الكثير وجرح الكثير وأخفي الكثير وهو ما زاد وتيرة الاحتجاجات اشتعالاً واستمر النظام المخلوع بقمع تلك التحركات والمظاهرات دون أن يفكر ولو لمرة لمحاورتهم أو مناقشتهم أو حتى الاستماع لمطالبهم ومحاولة إيجاد حلول أو مخارج لتلك الأزمة, واستمر الحراك في حراكه حتى جاءت ثورة الشباب ضد نظام العائلة والفرد الواحد ضد الظلم والاستبداد فتباينت مواقف قادة الحراك واختلفت فمنهم من رأى في الثورة مخرجاً وخلاصاً من ذلكم الحكم الكهنوتي والاستبدادي الذي عاث في الأرض الفساد خصوصاً وأن أهداف الثورة الشبابية تلبي تطلعات الكثير من أبناء المناطق الجنوبية والتي قام الحراك لأجلها, ومنهم من رأى عكس ذلك ورأى بأن الثورة ستفقد القضية الجنوبية زخمها وستقضي على طموحات بعض شباب الحراك الداعون إلى فك الارتباط فقرروا الوقوف في وجهها ومحاولة عرقلة نجاحها وهو ما جعلهم يعترضون مسيرات الثورة ويعتدون على شبابها, وهناك فصيل آخر فضل الصمت والبقاء متفرجاً ومنهم من خاض في المعركة السياسية. وفي ساحات الحرية والتغيير بعموم المحافظات برزت القضية الجنوبية وكان لها صداها القوي في تلك الميادين وصار الكل يتكلم عنها ويتحدث عنها وأخذ البعض يبحث عن حلول وآخرون يعدون بحلها عن طريق خطط وإصلاحات ارتأوا أنها حقاً قد تنجح وتناسى الكثيرون مطلب البعض بالانفصال وفك الارتباط وهو ما زاد تخوف المطالبون بالانفصال من الثورة وأنها قد تظلم الجنوبيين مرة أخرى. لكن شباب الثورة ينظرون للقضية من زوايا مختلفة وبآراء متعددة فنصر ناصر الأحمدي أحد شباب الثورة وعضو اللجنة الإعلامية لساحة التغيير بصنعاء يقول : القضية الجنوبية بالنسبة لنا كشباب ثورة من أبناء المحافظات الشمالية هي القضية الأهم بل القضية الأم التي يستوجب النظر فيها وحلها الحل المنصف والعادل الذي يرضي كل أبناء الجنوب والشمال أيضاً , ويضيف ماجد يحيى الضيعاني الممثل والكوميدي المعروف في ساحة التغيير بصنعاء فيقول : نحن شباب الثورة آمنا بالقضية الجنوبية وضرورة إعطائها الحل العادل والمنصف وقد حاولنا جاهدين لإيصال صوت الجنوب لكل شباب الثورة في ساحات الحرية والتغيير من خلال عدة طرق ومنها تخصصنا نحن الفنانون، فقد قمنا بالعديد من المسرحيات والفقرات الدرامية والبرامج التوعوية والتثقيفية لشرح قضية إخواننا في الجنوب ولإيصال صوتهم للعالم لأننا شعرنا بضرورة الوقوف معهم فنحن ثرنا ضد الظلم والاستبداد ومن أجل استرجاع الحقوق والحريات وتحقيق مواطنة متساوية وعدالة اجتماعية وانتقالية. والثائر مراد الشيخ من أبناء محافظة المحويت يرى بأن القضية الجنوبية قضية مشروعة وأن كل مطالب الحراك وأبناء الجنوب مطالب عادلة ومشروعة مهما كان سقفها وأن من حق أبناء الجنوب تقرير مصيرهم شريطة أن يكون ذلك بالطرق السلمية والمشروعة.