تقع منطقة الضبيات إلى الجنوب من مدينة الضالع وتبعد عنها نحو ( 12 كم ) ، وكانت هذه القرية في غابر التاريخ منارة علم يقصدها طالبو العلم من القرى المجاورة ، يقطنها حولي أكثر من سبعة ألف نسمة تقريبا وقد اعتبرها ""الأكوع""" " في كتابه " هجر العلم ومعاقله في اليمن " إحدى هجر العلم في ( القرن التاسع الهجري ) ، حيث برز منها كثير من علماء الدين الإسلامي والعلوم الأخرى, وكان وضعها كهجرة علم وفر لها خدمة جليلة بالنسبة لحماية منازلها ومنشآتها العامة من الحروب ، فالهجرة - كما هو معروف - محرم فيها القتال ؛ لذلك لم تتعرض للنهب والتدمير كحال الكثير من المدن والقرى اليمنية الأخرى ولم كان في العرف السابق من تقديس لمعلمي الناس الغير وهم بالغالب هاشميون تعايشو مع الناس ألفهم الناس وألفوهم .. وتعد منطقة الضبيات بموقعها هضبة في أقصى ناحية من الجنوب من الضالع تطل على مديرية الازارق القريبة منها وترتبط مع ابناء الازارق بعلاقات إجتماعية ومصاهرة وهي متعرجة تبلغ مساحتها حوالي ( نصف ميل مربع ) ، وطبيعتها صخرية جرداء ، والأرض التي تقع في الشمال لها شكل المدرجات وتصب مياهها غرباً ، وتحتوي حوضاً تربته خصبة أقيمت فيه مدرجات زراعية واسعة ، والجزء الجنوبي شكل النجد ، له حواف مسطحة أجزاء منها صخرية وأخرى أراضي زراعية ، وتنحدرالهضبة كلها إلى المنطقة المرتفعة في جانبها الشرقي ، وأغلب مياه جبل الضبيات تذهب غرباً إلى المدرجات وإلى سيلة يطلق عليها سيلة توّنة وإلى مضايق عميقة تمتد إلى الطرف الجنوبي من الهضبة ، وأكبرها سيلة طلابة التي يصب ماؤها في وادي حردبة وأيضاً سيلة سعطب التي يصب ماؤها في وادي تونة ، وتنعدم الأشجار في أغلب أنحاء الهضبة إلا أن أشجار التولق الجيدة تكثر في الحقول أسفل قرية الضبيات ، مثلها مثل القرى المجاورة .. البحث عن الماء ! توجد عدد من الآبار في شمال القرية ، والمسافة من قرية الضبيات إلى الضالع تبلغ ( عشرة أميال ) ، وعلى بعد يسير من الهضبة يوجد ممر صعب كثير الالتواءات يمتد حتى شرق جبل ظفر ، وبعد مسيرة ( خمسة أميال ) توجد عيون ماء في سيلة الريدة ومنها سهل الزند ومنها إلى زُبيد ، ومن هنا تمتد طريق صالحة مسافة ( ثلاثة أميال ) إلى الضالع.. ولموقع الضبيات الجبلي تنعدم المياه الصالحة للشرب وكانت الدولة السابقة في الجنوب قصرت في وضع مشاريع للمنطقة واستمر التقصير والنكران إلى وقتنا الحاضر مع أن المنطقة بأمس الحاجة لشربة ماء نقيه وصافية. دار العفيف التاريخية. توجد دار العفيف بالضبيات وهو الدار الذي ضل صامدا لأكثر من 400 سنة رغم تجاهل الدولة في الحفاظ على مثل هذه الآثار والكنوز التاريخية فدار العفيف من المعالم الأثرية التي يرجع تاريخها إلى ما يقارب 400 سنة وتوجد فيها معالم تاريخية وحضارية وكتابات قديمة على الأبواب ويقال أنها تعود إلى الكتابة الحميرية ومن خلال ما رواه المواطنون بأنه يوجد في هذه الدار أكثر من 360 غرفة وقيل أنها بنيت بناءً على عدد أيام السنة وهذه الصورة جزء بسيط لمقدمة الدار حتى أن من يلاحظها أنها مبنية من الطين المحروق ( الياجور ) و أختير ليكون في أعلى الدار و مقدمته كونه خفيف ويتحمل عوامل التعرية . أما باقي الدار فقد تهدم لمرور السنين للأسف الشديد وتتميز في بعض العقود والفن الحضاري في البناء. حضرموت الجنوب ! يشتهر أبناء الضبيات بالنكتة التلقائية والكرم الباذخ والجود وتوجههم نحو التجارة والعمل والبناء فلاعجب في ان تجد اكبر تجار محافظة الضالع هم من أبناء الضبيات ومع ذلك فالغربة والعمل في دول الجوار وبالذات المملكة السعودية هو مناخ شباب الضبيات واكثر رجالهم لحبهم العظيم للعمل والاستثمار بعيدا عن الكسل والخمول وكما هي "حضرموت"في الجنوب تسمى الضبيات بحضرموت الضالع .. شخصيات من الضبيات ذكرها التاريخ : 1- عبدالله بن علي بن سفيان بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن سفيان. أمير من أمراء الدولة (الطاهرية)، قائد عسكري. تولى للسلطان (عامر بن عبدالوهاب الطاهري) قيادة جيوشه في بعض بلاد تهامة، وكُلِّف بجباية الخراج، وكان حسن السيرة، محبوبًا من الرعية. بنى له قصرًا في قريته الضبيات، ولاتزال أطلاله قائمة حتى اليوم، ويسمى: (دار ابن العفيف). 2- محمد بن سفيان بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن سفيان عالم، فاضل. من مآثره الخيرية: بناء بيوت في جوار الجامع القديم في القرية المذكورة، جعلها رباطًا لطلاب العلم.