كشفت مصادر في الرئاسة اليمنيةبالرياض عن أن الرئيس عبد ربه منصور هادي وصل إلى مدينة عدن أمس الأحد، وتتزامن عودة هادي لعدن مع استكمال عودة كافة أعضاء الحكومة لعدن خلال الأيام القليلة المقبلة، والتي دشنت بعودة نائبه رئيس الوزراء خالد بحاح أمس، إلى سقطرى. وأكدت المصادر ل«الخليج» أن هادي سيمكث في عدن لفترة أسبوع وستكرس للالتقاء بمختلف المكونات الجنوبية، لحثها على الإسهام في دعم جهود الحكومة الهادفة إلى التسريع بتطبيع الأوضاع الأمنية والإنسانية بعدن. وكانت المصادر ذاتها ألمحت إلى أن الرئيس اليمني بصدد تعيين قيادات بارزة في الحراك الجنوبي بعدن في مناصب متفاوتة في السلطة التنفيذية بالمحافظة، في إجراء يهدف إلى التسريع بتطبيع مظاهر الحياة العامة بعدن، وإدماج الحراك في الحياة السياسية.
وكشفت المصادر ل«الخليج» عن اتصالات أجراها الرئيس هادي مع قيادات بارزة في الحراك الجنوبي عرض من خلالها عليهم تولي مناصب قيادية في الجهاز التنفيذي بالمحافظة، مشيرة إلى أن العديد القيادات وافقت على مبادرة الرئيس اليمني وأبدت استعدادها لتحمل مسؤولية المشاركة في السلطة التنفيذية بعدن، غير أن مصادر في الحراك لم تؤكد ذلك، فيما تحفظت أخرى عن الحديث عن الأمر. من جانب آخر، تفقد نائب الرئيس رئيس الحكومة خالد بحاح، يرافقه وفد وزاري يضم أربعة وزراء أمس، محافظة أرخبيل سقطرى، في طريق عودته من العاصمة السعودية الرياض إلى اليمن، واطلع ومرافقوه على حجم الخسائر البشرية والأضرار المادية الكبيرة التي خلفها إعصاري «تشابالا» و«ميج»، اللذين ضربا سقطرى مؤخراً. وقال بحاح إن الحكومة وهي تعود بكامل أعضائها إلى أرض الوطن تعي حجم المعاناة الكبيرة التي يعيشها أبناء الشعب اليمني المناضل والصابر في مختلف المحافظات، وخصوصاً تلك المحافظات المحررة والمحافظات التي في طريقها إلى التحرر، وما يعانيه المواطن من أوضاع إنسانية غاية في الصعوبة فرضتها ميليشيا الانقلاب بطريقة همجية تتنافى مع القيم الإنسانية والأخلاقية.
وأضاف: «إننا في الحكومة ندرك أنه لا مناص من تولي المسؤولية والاستجابة لنداء الوطن، فكما عملت الحكومة من الخارج في ظروف استثنائية من أجل استعادة الدولة والانتصار على قوى الشر، فإنها لن تألوا جهداً وهي تعمل من الداخل لإكمال النصر وتطبيع الحياة وإعادة البناء والتأهيل لمختلف المؤسسات التي طالتها عمليات الدمار التي خلفتها الميليشيا الانقلابية في محافظاتعدن والضالع ولحج وأبين وشبوة وتعز، وغيرها من المحافظات».
وأكد بحاح أن من أولويات الحكومة اليوم هو ملف الإغاثة ومعالجة الجرحى وإعادة الإعمار ودمج أبطال المقاومة الشعبية، ضمن قوات الجيش الوطني، وتطبيع الحياة في المحافظات المحررة من الميليشيا الانقلابية وإعادة الأمن والاستقرار وتوفير المتطلبات الضرورية التي ينتظرها المواطن من محافظة صعدة وحتى المهرة.
ودعا الجميع إلى لم الشمل ورص الصفوف والوقوف جنباً إلى جنب والتجرد من العصبية والمناطقية المقيتة، والبدء في عملية بناء الوطن والدفاع عنه من شر العناصر الخارجة عن النظام والقانون، والتي تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار وإقلاق السكنية العامة وزرع الكراهية والحقد بين أبناء الوطن الواحد الموحد التائق للحرية والعدالة والمساواة والعيش الكريم بوطنٍ يسوده الحب والإخاء والتسامح والأمن والاستقرار.
وقال بحاح «يكفي احتراباً ويكفي إراقة الدماء التي تسفك كل يوم أمام مرأى ومسمع الجميع من دون وجه حق، ويكفي العبث بمقدرات الوطن وإقلاق الأمن والسكنية العامة لدى كافة أبناء الشعب اليمني، وآن الأوان للبناء لتصبح كافة المدن والمحافظات نموذجاً للتطور والازدهار».
وشدد بحاح عقب اطلاعه على حجم الكارثة التي حلت بسقطرى جراء الإعصارين، على ضرورة تكاتف جهود كافة الجهات المعنية من أجل معالجة الأضرار المترتبة على إعصاري «تشابالا» و«ميج»، في مختلف جوانب الحياة. وضم الوفد الوزاري الذي رافق بحاح في زيارته إلى سقطرى، وزير الثروة السمكية فهد كفاين، ووزير النقل المهندس بدر باسلمة، ووزير الصحة العامة والسكان الدكتور ناصر باعوم، ووزير الداخلية اللواء عبده الحذيفي.