كشفت مؤسسة «عدالة للحقوق والحريات» في عدن حجم الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي وصالح في محافظتي عدن ولحج أثناء اجتياحها للمحافظات الجنوبية مطلع العام الجاري. وفي مؤتمر صحافي عقدته المؤسسة في عدن، رصدت مؤسسة عدالة حجم الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي وصالح في عدن ولحج. وقالت المؤسسة في تقرير صادر عنها إن عدن ولحج وغيرهما من المحافظات الجنوبية عانت من حرب لم تشهدها على مر القرون .. حيث أقدمت ميليشيات الحوثي وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح على شن حرب عدوانية غازية على محافظات الجنوب تحت شعارات محاربة القاعدة والدواعش، وهي ليست إلا مجرد ذريعة شبيهة بحرب صيف 94 على الجنوب، والتي كانت بذريعة محاربة الشيوعية، وكلا الحربين تدثرت برداء ديني لتخفي طابعها الطائفي وأطماعها التوسعية للسيطرة السياسية. طابع تدميري وأضافت المؤسسة أن الحرب كان ذات طابع تدميري لكل مقومات الحياة واستهدفت بدرجة أولى الإنسان في عدن ولحج وغيرهما، خلفت بعدها الكثير من الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان ترتقي لمستوى جرائم الحرب والإبادة الجماعية من خلال الممارسات اللاإنسانية واللاأخلاقية التي أودت بحياة الناس إلى نهاية محتومة سواء من خلال القتل العمد (القنص) أو التجويع (الحصار) أو الحرمان من الخدمات الصحية والعلاجية والقتل الجماعي للمدنيين،.. ولهذا تعددت أشكال الجرائم ضد المدنيين لاسيما الأطفال والشيوخ والنساء بمختلف وسائل الموت والدمار. ووفقاً للمتابعة والرصد اللذين قامت بهما المؤسسة تضمن التقرير جملة من الانتهاكات المرتكبة من ميليشيات الحوثي وقوات صالح خلال عدوانها على عدن ولحج، وأهمها، القتل المتعمد للمدنيين من خلال استخدام القنص للمارة والسكان في مساكنهم .. والاختطاف والاعتقالات للناشطين في المجال الطبي ومنظمات المجتمع المدني وكل من يعترضهم أو يبدي موقفاً معارضاً إلى جانب مواطنين أبرياء، وتشريد وتهجير المواطنين عبر البحر إلى جيبوتي وبعض المديريات الآمنة نسبياً من أهوال الحرب . دروع بشرية إضافة إلى ذلك، قامت الميليشيات باستخدام السكان دروعاً بشرية من خلال التواجد والتمركز بالبيوت والأحياء السكنية أو احتجاز المواطنين في نقاط التفتيش وإعاقة تحركاتهم، خاصة بين مديريات عدن (كريتر – التواهي - خور مكسر) المتواجدين فيها ومديريات الشيخ عثمان والمنصورة التي لم يتمكنوا الوصول إليها أو بين عدنوالمحافظات الأخرى. كما لجأت إلى استخدام المختطفين والمعتقلين دروعاً بشرية في المعسكرات والمرافق المهمة التي يحتمل ضربها من قبل المقاومة أو طيران التحالف، وكذا الاحتماء بالسكان المدنيين من خلال تخلل طرق سيرهم بمعداتهم العسكرية وأدوات تنقلهم أثناء التنقل بين المدن والمحافظات تدرعا بالمواطنين من قصف الطيران. وتعمدت الميليشيات إبقاء جثث الضحايا من المواطنين في الشوارع ورفض تسليمهم لأهاليهم وحتى للهلال الأحمر والمنظمات الأخرى، وكذلك تدمير شبكة المياه والكهرباء بسبب تواجدهم فيها بفعل الطيران. تجنيد أطفال وقامت الميليشيات وقوات صالح باختطاف وتجنيد الأطفال والزج بهم في معارك وساحات قتال أتت بهم من شمال الشمال إلى الجنوب واختطاف مدنيين من عدن ولحج كأسرى حرب من قبل الحوثي وترحيلهم إلى السجون في صنعاء. ومنع التمرد دخول المواد الغذائية والطبية للسكان بمديريات (كريتر- خور مكسر- المعلا- القلوعة - التواهي) المسيطرين عليها.. ولجأت إلى السيطرة على المستشفيات وتهديد الأطباء واختطاف الجرحى والمختلين عقلياً ونهب الأدوية وتدمير الأجهزة، وانتهاك حرمة المساجد بممارسة الاعتداء والاختطاف والتصفيات والتفتيش والقتل فيها، وتحويل المرافق الصحية إلى ثكنات عسكرية وتعريضها لمخاطر ضرب الطيران. ولم يكتف التمرد بذلك، بل قام بإغلاق العيادات والصيدليات وحرمان السكان من حق العلاج، وعدم السماح بإسعاف المرضى من المديريات المسيطرين عليها إلى مديريات تشتغل بها المستشفيات.. والاستيلاء على المؤسسات ومعدات النظافة والصرف الصحي وتوقيف أعمالها وعمالها، ما تسبب في تراكم المخلفات وانسداد المجاري وفيضانها في الشوارع مع المخلفات، نتج عنه انتشار الأمراض المميتة مع عدم إمكانية تلقي العلاج والعناية الصحية والأدوية.