قالت القيادية في الثورة الشبابية السلمية والحائزة على جائزة نوبل للسلام "توكل كرمان" أن ثورةُ 11 فبراير من العام 2011 كانت استجابةٌ حتميةٌ لرفضِ القبحِ والاستغلالِ والاستكبار، وتعبير صادق عن توقِ شعب بأكمله للحريةِ والحياةِ الكريمة، وتجل صادق للشجاعةِ والالتزامِ الأخلاقيِ الذي يمتلكُه اليمنيون. جاء ذلك في كلمة متلفزة لها بثتها عدد من القنوات بالتزامن مع الذكرى الخامسة لثورة فبراير الشبابية والتي قالت توكل كرمان بان الاحتفاء بها يأتي في الوقت الذي أصبح الكثيرُ من قياداتِها إما في المعتقلاتِ أو المنافي أو المقابر. وأضافت كرمان: نحتفي اليوم بذكرى فبراير وعاصمتُنا محتلةٌ من قِبلِ قوى الثورةِ المضادة، التي حظيت بدعمٍ ورعاية من قبلِ مشروعٍ إقليميٍ استكباري توسعي عدواني غاز، وتعز عاصمةُ الثورةِ السلميةِ تتعرضُ لحصارٍ خانق وكامل، ولقصفٍ دون هوادة، يطالُ أحياءَها وشوارعَها ومنازلَ المدنيين دون تمييز.
وذكرت كرمان في حديثها بأن ثورةُ فبراير جاءت في سياقِ الاعتراضِ المشروعِ بل الواجبِ على دولةِ العائلةِ والمنطقةِ والجِهة، بعد أن استحوذ شخصٌ واحدٌ وعائلتُه وحاشيتُه على كلِ شيء، المالِ العام، ومقدراتِ الدولة، والمناصبِ، والمعسكراتِ، والموانئِ، والنفطِ والغازِ والذهب، والآثارِ، والسلطةِ، والانتخابات، ونتج عن هذه السياسةِ الحمقاءِ فشلٌ كبيرٌ على صعيدِ التنميةِ والاستقرار.
وأشارت كرمان قائلة: لا يكفي تخويفُنا بالمصيرِ السوريِ واليمنيِ والليبيِ والمصري لكي نتوبَ عن الثورة، لا يكفي تذكيرُنا بالجماجمِ والأشلاءِ والدماءِ المراقةِ بغزارةٍ في بلدانِ الربيعِ لكي نكفَ عن الحُلم!
وأكدت كرمان على ان جيل فبراير سيسقط الانقلابَ الفاشيَ والثورةَ المضادةَ بقولها: تلك هي معركتُنا، وذلك هو قدرُنا، وهي غايتُنا النهائية، وهدفُنا المركزيُ الذي سنحققُه بكلِ كفاءةٍ ومهارةٍ واقتدار.
وتتابع كرمان تأكيدها: لا خيارَ آخرَ أمامَنا إلا أن ننتصرَ أو ننتصر، وليس أمامَ العالمِ المتمدنِ إلا أن ينظرَ بإكبارٍ واحترامٍ لكفاحِنا العظيمِ ضدَ العنصريةِ والفاشيةِ في اليمن.
واختتمت كرمان حديثها: كل شيء في اليمنِ يقول إن الثورةَ باقيةٌ ومستمرة، وإنه لا خِيارَ آخرَ أمام شعبِنا سوى الاستمرارِ في هذه الثورة إلى أن يتحقق التغيير باتجاهِ دولة يمنية معاصرةٍ وحديثة.