على غرار ما مرّت وتمرّ به العديد من المحافظات من حالة حرب، يعيش سكّان صنعاء أوضاعاً إنسانية مزرية، مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك. وتشهد العديد من الأسواق ارتفاعاً في أسعار الموادّ الغذائية المهمّة، مع ضعف حالة الطلب والإقبال على الشراء من قبل المواطنين. ويقول المواطن صهيب بشر، ل"العربي"، إن هناك ارتفاعاً "بنسبة الضعف في أسعار المواد الغذائية هذا العام، مقارنة بالأعوام الماضية". وأضاف "إن المواطن كان يعمل ميزانية محدّدة لرمضان، لكن هذا العام، في ظل تدهور الوضع الإقتصادي، أصبح عاجز عن شراء مواد غذائية كانت من الأشياء المهمّة التي يشتريها في رمضان في الأعوام الماضية". وبحسب بشر فإنه من الملاحظ أن ثمة احتكاراً كبيراً من بعض التجّار في المواد الغذائية، كون أغلب تلك المواد كانت داخل المخازن، ومع حالة الحصار والحرب عجز كثير من التجّار عن الإستيراد. إرتفاع جنوني للأسعار في المقابل، يقول التاجر محمد بدير أنه يوجد "ارتفاع مبالغ فيه في الأسعار، وذلك ناتج عن ارتفاع الدولار"، إلى جانب الأزمة التي تمرّ بها البلاد. وأضاف "إن البضاعة أو السلعة لا تصل إلى المستهلك، إلا وقد ارتفعت بنسبة 30% من سعرها المحدّد، مقابل أجور النقل". وتابع بالقول "في هذا السنة وفّرنا حوالى 20 % من نسبة المواد الغذائية كنا نوفّرها في الأعوام الماضية، والعديد من المواطنين خفّت نسبة استهلاكهم للمواد الغذائية". وأوضح أن دخل المواطن العادي لا يغطّي ذلك الإرتفاع في الأسعار. إرتفعت الأسعار بنسبة الضعف هذا العام وأشار إلى أن المواطن، في أغلب الأوقات، يكون مجبراً على شراء احتياجاته، حتّى مع وجود ارتفاع في الأسعار. حالة إرباك وألقت الحرب، الدائرة في عدّة محافظات يمنية، بظلالها على الوضع المعيشي في البلاد، مع استمرار تفاقم الوضع الإنساني وتزايد حالات عجز المواطنين عن توفير مستلزمات الحياة الأساسية. وبحسب تعبير المواطن منصور الأصبحي فإن الناس "مربوكون" مع حالة الحرب والحصار والوضع السيء. وقال الأصبحي بأن تكاليف شهر رمضان مرتفعة عن بقية أشهر السنة، مضيفاً أن "من لم يمت بالحرب مات جوعاً". ويرى المواطن سعيد الزكري بأن دخل المواطن العادي لا يستطيع، في الفترة الحالية، تغطية ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وذلك يعود إلى غياب مصادر الدخل، وأن من كان قادراً على أن يتأقلم مع الظروف وتتوفّر لديه مصادر دخل، الآن لا يستطيع إيجاد منابع التموين أو المصادر التي تساعده على زيادة الدخل. ويأتي استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية، والمشتقّات النفطية هي الأخرى، في ظل تزايد قلق المواطنين من انعدامها. وحذّر مكتب الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية من أن الوضع في اليمن أصبح أسوأ من أي وقت مضى. العربي