اعتبرت مصادر سياسية مغادرة المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد العاصمة السعودية الرياض، دون إجراء لقاء مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بمثابة “نعي” لخارطة الطريق التي نشط ولد الشيخ طيلة الأيام الماضية لعرضها والترويج لها وكسب الدعم لتمريرها. وغادر المبعوث الأممي، الأربعاء، العاصمة السعودية الرياض، دون أن يلتقي الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أو أي مسؤول حكومي بشأن خارطة السلام الأممية، وذلك بحسب مصدر حكومي رفيع نقلت عنه وكالة الأناضول قوله أيضا إنّ “ولد الشيخ أخفق في إقناع الحكومة اليمنية بقبول رؤيته أو حتى مجرد اللقاء بأعضاء الحكومة لمناقشتها”. وأضاف ذات المصدر أن المبعوث الأممي “التقى سفراء الدول ال18 الراعية للسلام باليمن في الرياض”. وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وبقية المسؤولين في الحكومة اليمنية قد رفضوا المبادرة التي اقترحها المبعوث الأممي على طرفي النزاع وعلى مجلس الأمن الدولي قبل أكثر من أسبوع، حتى أن مصادر إعلامية يمنية ذكرت أن الرئيس والحكومة اليمنية، رفضا استقبال المبعوث الأممي، واعتبرا أن موقفهما منسجم مع الموقف الذي تبنياه سابقا والقاضي برفض المبادرة الجديدة “بسبب تحيزها للانقلابيين”. وكان رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر قال خلال لقاء مع السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر، إن حكومته قبلت مبادرة ولد الشيخ شكلا، الأمر الذي اعتبر بمثابة رفض لبق وبلغة دبلوماسية للمبادرة التي يتوقّع أنها كانت مدعومة أميركيا. وترى أوساط مراقبة لحركة المبعوث الأممي أن مبادرة ولد الشيخ باتت منتهية بسبب ما رافقها من توجّس أبدته الحكومة اليمنية والتحالف العربي، وخاصة السعودية، رغم التعهدات التي قدمتها سلطنة عمان وأكثر من جهة لإلزام الحوثيين بتنفيذ ما يخصهم من المبادرة التي عرضها المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وآخرها صادر عن السلطنة التي تحتفظ بعلاقات خاصة مع المتمردين الموالين لإيران. ونُقل عن وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي تأكيده لمسؤولين يمنيين أنه سيضمن تنفيذ الحوثيين لما ورد في المبادرة وأنه سيذهب إلى طهران لأجل إلزامهم بذلك، لكن مصادر يمنية رأت أن الضمانات العمانية جاءت لطمأنة الأممالمتحدة وسفراء الدول الراعية للتسوية السياسية في اليمن وأنها لم ترق إلى مستوى أن تكون آلية متكاملة تضمن تنفيذ بنود خارطة الطريق من قبل الحوثيين. واعتبرت هذه المصادر، وعلى رغم ثقتها بالمسعى العماني، أن الحوثيين لن يترددوا بخداع الطرف العماني الوسيط، خدمة للأجندة الإيرانية في المنطقة.