أعلنت جماعة المتمردين الحوثيين أن يوم السبت إجازة رسمية في المناطق الخاضعة لسيطرتها بمناسبة ذكرى اجتياحها المسلح للعاصمة صنعاء. وأقرت مليشيات الحوثيين منذ عام 2015 يوم 21 سبتمبر إجازة رسمية بمناسبة ما تسميها ثورة وتجبر المواطنين في المناطق الخاضعة لها على الإحتفال بها على الإحتفال بها، إلا أن مساحة سيطرتها تتآكل باستمرار لصالح القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية. في المقابل دشن مدونون وإعلاميون ونشطاء مساء الخميس حملة على مواقع التواصل الإجتماعي لإحياء ما يسمونها "نكبة 21 سبتمبر" وهو اليوم الذي تمكنت فيه مليشيات الحوثيين بمساندة القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من اجتياح العاصمة صنعاء عام 2014 والسيطرة عليها بعد أن أعلن وزير الدفاع في سلطة الرئيس عبدربه منصور هادي يومها التزام الجيش الوقوف على مسافة واحدة من "الأطراف المتصارعة". وتحت وسم #نكبه_اليمن_21سبتمبر ، نشر نشطاء ومغردون على مواقع التواصل الإجتماعي آلاف التغريدات التي يستعيدون فيها ذكريات الأيام العصيبة التي عاشوها لحظة اقتحام الحوثيين للعاصمة صنعاء، واستعرضت تلك التغريدات، رصد المصدر أونلاين بعضها، التواطؤات والخيانات التي شهدتها اليمن في تلك الأيام وما تبعها حتى استكمال الحوثيين الإنقلاب والوصول إلى شواطئ عدن منتصف مارس 2015. وفي تغريدة له على صفحته في موقع التواصل الإجتماعي تويتر قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني: "اربعة أعوام سوداء مرت على اليمنيين منذ اقتحام المليشيا الحوثية الإيرانية العاصمة صنعاء وانقلابها على الشرعية الدستورية والاجماع الوطني المتمثل بمخرحات مؤتمر الحوار الوطني بعد محاصرة مداخل العاصمة واقتحام مؤسسات الدولة تحت مزاعم اسقاط الجرعة وتغيير الحكومة". وغرد الكاتب والصحفي عارف أبو حاتم بهذه المناسبة على صفحته في تويتر متحدثاً عن نكبة 21 سبتمبر قائلاً "الحسنة الوحيدة لعبدالملك الحوثي انه القى حجرته القذرةفي بركة اليمن فأخرج وسخا عمره ألف سنة، ما كنا نظن أن كل تلك الوجوه خصوصا الناشطة تتدثر بعباءة الجمهورية وتخفي وجهها الإمامي الحقير وما كنا نظن أن الذين تعلموا واستفادوا من النظام الجمهوري عادوا ليشتغلوا ضده". وأشار أبو حاتم إلى أن الوعي التراكمي الذي انتجته ثوره سبتمبر 62 في عقول جيلين كاملين لن تمحوه حركة مسيرة ظلامية بمضامين شيعية ذات صبغة طائفية ارهابية واختتتم تغريدته بالقول "سيزول الظلام وتبقى الجمهورية والحرية والدولة المدنية". واعتبر الكاتب السعودي البارز جمال خاشقجي أن نكبة اليمن في 21سبتمبر يوم دخل الحوثي صنعاء غدرا وتأمرا، "هدفهم كان مزودوجا، تقويض الجمهورية والبطش بقوى التغيير في اليمن التي ارادت يمناً جديداً تعددياً حراً بثورة الشباب". وأضاف خاشقجي في صفحته على تويتر "الحوثي مشروع لا ينتمي للعصر، إقصائي لن يتمكن من حكم اليمن بغير القوة والبطش بالآخرين، ما يعني فتنة مستمرة". وشارك أنصار الرئيس السابق صالح (شريك الحوثيين في الإنقلاب وأٍدموا على تصفيته في ديسمبر من العام الماضي) في إحياء هذه الذكرى بعضهم أحياها باعترافات بدورهم في مساندة الإنقلاب واعتذارات عن هذا الدور كما دوّن ذلك الإعلامي المعروف محمد الردمي على صفحته، بينما استمر بعضهم في الدفاع عن ذات الموقف واعتبروه محاولة من صالح وحزبه حينها لاحتواء الجماعة والحفاظ على الدولة. من جانبه قال سفير اليمن في واشنطن أحمد عوض بن مبارك إن "الحوثية جائحة وبائية اجتاحت اليمن وأهلكت الحرث والنسل وعاثت فساداً في الارض، وبرغم التضحيات والآلام إلا انها ستزول وسيتعافى اليمن". الصحفي والناشط محمد سعيد الشرعبي دون شهادته على صفحته في تويتر قائلاً "في مثل هذه الأثناء قبل أربعة أعوام كنت أشاهد إطلاق ألعاب نارية من جولة مذبح للتمويه من قبل آخر القوات المدافعة عن مقر الفرقة الأولى مدرع"، وأضاف الشرعبي "وكانت كل المواقع الجبلية التابعة للحرس الجمهوري تساند مليشيات الحوثي، وهذا ما شاهدته بنفسي وليس نقلا عن أحد". واعتبر الصحفي غمدان اليوسفي يوم 21 سبتمبر هو اليوم الذي صارت فيه قيمة الإنسان اليمني أرخص من قيمة طلقة رصاصة حوثية، وأضاف "استدعى الحوثيون علينا كل الحالمين بامتصاص دمنا، ومكنوهم من تمزيقنا وزرع الكراهية في كل بيت". وفي تعليق له على هذه الذكرى قال الكاتب والصحفي خالد العلواني "رفعت مليشيات الحوثي شعار اسقاط الجرعة في 2014 وشرعت في نهب مقدرات الشعب حتى أحالت اليمن إلى وطن المجاعة، فضحتهم الأيام وأثبت التاريخ الجريمة في انتظار العقاب المستحق وفقا لمبدأ العدالة". يذكر أن اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء كان نهاية لمرحلة من الحروب خاضتها المليشيات منذ خروجها من مدينة صعدة وبداية لمرحلة جديدة مكنتها من السيططرة على مساحات واسعة من اليمن إلا أن تلك السيطرة لم تستمر كثيراً فبعد وصول الحوثيين إلى مدينة عدن وتهديدهم للممرات المائية الدولية أعلنت المملكة العربية السعودية عن تحالف بقيادتها ويضم عدداً من الدول العربية، وشرعت في تدخل عسكري في اليمن بدأ من السادس والعشرين من شهر مارس ولا تزال الحرب مشتعلة إلى اليوم وقتل فيها خلال السنوات الماضية آلاف اليمنيين ودمرت آلاف المنازل والمنشآت العامة والخاصة، وتعيش اليمن أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم حسب تقارير المنظمات التابعة للأمم المتحدة.
