تباينت تصريحات قيادات جماعة الحوثي بعد الكشف عن لقاء جمعهم بالمبعوث الأمريكي إلى اليمن في العاصمة العُمانية مسقط في ال26 والعشرين من شهر فبراير الماضي. وسادت تصريحات قيادة الجماعة إرباك وتباين كبيربن ما بين التأكيد الضمني والنفي أو الزعم بأنه لم يكن لقاءً مباشراً.
وكشفت وكالة رويترز عن مصدرين مطلعين القول إن مسؤولين أمريكيين كباراً عقدوا أول اجتماع مباشر مع مسؤولين حوثيين في سلطنة عمان.
وحسب الوكالة، أضاف المصدران أن المناقشات التي جرت في مسقط 26 من فبراير شباط ،لم يعلن عنها أي طرف بين المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينج وكبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام.
وفي تأكيد ضمني للقاء ، قال القيادي محمد علي الحوثي إن "أي لقاءات مع الأعداء لوقف العدوان وفك الحصار فهو لقاء أعداء السلاح وليس رفاق السلاح وفرق كبير بين الحالين".
واعترف الناطق باسم الميليشيا، محمد عبدالسلام ، بالتواصل مع الجانب الأمريكي لكنه قال انه لم يكن لقاءً مباشراً.
وقال عبدالسلام في تصريحات نقلها موقع "سبوتنيك" إنهم تواصلوا مع مسؤولين أمريكيين عبر سلطنة عمان، مضيفاً: "الذي حصل تواصل عبر الأخوة العمانيين فقط، ولم يكن هناك تواصل مباشر"، وقال "أبلغناهم برؤيتنا للحل في اليمن، وأن العدوان والحصار طالما استمر فسنواجه ذلك بكل قوة".
وفي السياق قال القيادي الحوثي محمد البخيتي لقناة "الجزيرة" القطرية إنه تم التواصل مع الأمريكيين بشكل غير مباشر ولم يتم إحراز أي تقدم.
وأضاف: أبلغنا الوفد الأمريكي أننا مستمرون في هجماتنا حتى إنهاء العدوان.
من جانب آخر رفض المتحدث باسم الخارجية الأمريكية التعليق على الأنباء التي تحدثت عن اللقاء بين مسؤولين أمريكيين وحوثيين بمسقط.
وقالت وكالة الأناضول عن مصدر دبلوماسي يمني تأكيده أن لقاء ضم المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، ومسؤولا بجماعة الحوثي، في اجتماع هو الأول من نوعه منذ إلغاء واشنطن قرار تصنيف الجماعة منظمة إرهابية.
وقال المصدر إن "مبعوث واشنطن إلى اليمن تيم ليندر كينغ التقى رئيس وفد الحوثيين التفاوضي، محمد عبد السلام". يذكر أن المبعوث الأمريكي لليمن قال في 16 فبراير الماضي إن الولاياتالمتحدة تتواصل "بشكل نشط" مع الحوثيين عبر قنوات خلفية.
وأضاف في إفادة صحفية بوزارة الخارجية الأمريكية "لدينا سُبل لتوصيل الرسائل إلى الحوثيين ونستخدم تلك القنوات بشكل نشط للغاية مع تحاورنا ... بشكل مباشر مع قيادات الدول الرئيسية المعنية".
الجدير بالذكر أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، صنفت ميليشيا الحوثي "منظمة إرهابية أجنبية"، وفرضت عقوبات على 3 من قادتها، لكن إدارة جو بايدن ألغت هذا التصنيف منتصف فبراير/ شباط الماضي مع الابقاء على العقوبات.
وقال مصدر إن اجتماع مسقط كان جزءاً من سياسة "العصا والجزرة" الجديدة التي يتبناها الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أعلن الشهر الماضي وقف الدعم الأمريكي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الثلاثاء عقوبات جديدة على اثنين من قادة الحوثيين العسكريين، متهمة إياهما بجلب أسلحة من إيران وتنظيم هجمات، بعدما كثفت الحركة الهجمات على السعودية وصعدت هجوما على مأربباليمن.
