وطن في صلعة    باشراحيل: على مواطني عدن والمحافظات الخروج للشوارع وإسماع صوتهم للعالم    الطائرات اليمنية التي دمرتها إسرائيل بمطار صنعاء لم يكن مؤمنا عليها    الحوثي يعلق على الخلاف بين ترامب ونتنياهو..والحكيمي يحذر من الخديعة    الجولاني يعرض النفط والتواصل مع إسرائيل مقابل رفع العقوبات    لماذا يحكمنا هؤلاء؟    تغاريد حرة .. صرنا غنيمة حرب    دبلوماسي امريكي: لن ننتظر إذن تل أبيب لمنع اطلاق النار على سفننا    تحديد موعد أولى جلسات محاكمة الصحفي محمد المياحي    عيد ميلاد صبري يوسف التاسع والستين .. احتفال بإبداع فنان تشكيلي وأديب يجسد تجارب الاغتراب والهوية    أرقام تاريخية بلا ألقاب.. هل يكتب الكلاسيكو نهاية مختلفة لموسم مبابي؟    البرلماني بشر: اتفاق مسقط لم ينتصر لغزة ولم يجنب اليمن الدمار    أرقام تاريخية بلا ألقاب.. هل يكتب الكلاسيكو نهاية مختلفة لموسم مبابي؟    السعودية تقر عقوبات مالية ضد من يطلب إصدار تأشيرة لشخص يحج دون تصريح    تعيين نواب لخمسة وزراء في حكومة ابن بريك    رئاسة المجلس الانتقالي تقف أمام مستجدات الأوضاع الإنسانية والسياسية على الساحتين المحلية والإقليمية    وسط فوضى أمنية.. مقتل وإصابة 140 شخصا في إب خلال 4 أشهر    السامعي يتفقد اعمال إعادة تأهيل مطار صنعاء الدولي    صنعاء.. عيون انطفأت بعد طول الانتظار وقلوب انكسرت خلف القضبان    انفجارات عنيفة تهز مطار جامو في كشمير وسط توتر باكستاني هندي    سيول الامطار تجرف شخصين وتلحق اضرار في إب    القضاء ينتصر للأكاديمي الكاف ضد قمع وفساد جامعة عدن    *- شبوة برس – متابعات خاصة    الرئيس : الرد على العدوان الإسرائيلي سيكون مزلزلًا    تكريم طواقم السفن الراسية بميناء الحديدة    صنعاء .. شركة النفط تعلن انتهاء أزمة المشتقات النفطية    اليدومي يعزي رئيس حزب السلم والتنمية في وفاة والدته    المرتزقة يستهدفون مزرعة في الجراحي    السعودية: "صندوق الاستثمارات العامة" يطلق سلسلة بطولات عالمية جديدة ل"جولف السيدات"    لوموند الفرنسية: الهجمات اليمنية على إسرائيل ستستمر    باريس سان جيرمان يبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا    . الاتحاد يقلب الطاولة على النصر ويواصل الزحف نحو اللقب السعودي    محطة بترو مسيلة.. معدات الغاز بمخازنها    شرطة آداب شبوة تحرر مختطفين أثيوبيين وتضبط أموال كبيرة (صور)    شركة الغاز توضح حول احتياجات مختلف القطاعات من مادة الغاز    كهرباء تجارية تدخل الخدمة في عدن والوزارة تصفها بأنها غير قانونية    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الحاج علي الأهدل    الأتباع يشبهون بن حبريش بالامام البخاري (توثيق)    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على بوينغ    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    وزير الشباب والقائم بأعمال محافظة تعز يتفقدان أنشطة الدورات الصيفية    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    اليوم انطلاق منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الثانية لكرة السلة    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معركة الحديدة.. استحقاق عسكري طال انتظاره
نشر في أخبار اليوم يوم 12 - 12 - 2017

يعتبر مراقبون استعادة قوات الجيش الوطني للساحل الغربي ضربة في مشروع الانقلاب وتقليص من حجم تهريب السلاح للمليشيا التي ستفقد القدرة على التحرك
يُنظر إلى الساحل الغربي من مناحي أهميته الاقتصادية والعسكرية والإستراتيجية والسياسية ولذلك يرى خبراء عسكريون في تحريره أهمية ذات أولوية
يصف قادة عسكريون تحرير الحديدة بالإنجاز الاستراتيجي على اعتبار أن التحرير سيقطع الطريق على إمدادات إيران بالسلاح للحوثيين عبر مينائها
يتمتع الساحل الغربي بأهمية إستراتيجية في البعد الدولي والمحلي تنطلق من أهمية البحر الأحمر بالنسبة للتجارة العالمية ولكونه يشرف على الممر الدولي بباب المندب
يعتبر محللون فقدان الانقلابيين الطريق الساحلي وتحرير تعز في نهاية المطاف بأنه يشكل أهمية في فتح خطوط إمداد لجبهات الحديدة وصنعاء
فُتحت معركة الحديدة على السواحل الغربية لليمن، في ظلّ تقديرات تفيد بأن الحوثيين سيعانون عسكرياً، بعد سقوط تحالفهم مع أنصار الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وفي ظلّ تقدم التحالف والشرعية.. وخلال الأيام الماضية، حققت قوات الشرعية المدعومة من التحالف اختراقاً مهماً نحو محافظة الحديدة، وذلك بالسيطرة المفاجئة على مديرية الخوخة الساحلية، أولى مديريات المحافظة، المحاذية لتعز من جهة الساحل.
وتسارعت التطورات الميدانية، في الساحل الغربي لليمن، عقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة اليمنية صنعاء، مع تمكن قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية ومعها قوات التحالف، من تحقيق اختراق، صوب محافظة الحديدة، الحيوية، إحدى أهم المحافظات اليمنية، التي طالما أعلن التحالف أنها “الهدف التالي المطل على البحر الأحمر، التي من شأن التقدم فيها أن يحرم جماعة الحوثيين من المنفذ البحري الوحيد الواقع تحت سيطرة الجماعة، والأهم يمنياً، للعديد من الاعتبارات.
وأفادت مصادر قريبة من قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية، الأحد، بأنها “وصلت إلى أطراف مدينة حيس، بعد أن تمكنت خلال الأيام الماضية، من الدخول إلى مديرية الخوخة الساحلية، أولى مديريات الحديدة من جهة الجنوب.
في ظل معارك مستمرة مع الحوثيين والقوات المتحالفة معهم، الذين نفذوا محاولات التفاف واستقدموا تعزيزات لاستعادة مناطق فقدوها أو إعاقة تقدمها في مزيد من المناطق”.
وخلال الساعات الماضية، ارتفعت وتيرة المعارك، وسط تضارب المعلومات حول خسائر تكبّدها الطرفان. فأعلنت مصادر قريبة من التحالف وقوات الشرعية أن “غارات جوية دمّرت تعزيزات للحوثيين تصل إلى 15 طاقماً”، فيما أعلن الحوثيون، من جانبهم، أنهم “دمّروا خمس مدرعات و12 آلية عسكرية، لخصومهم، بالإضافة إلى قتل وجرح العشرات”.
وأكدت مصادر قريبة من الشرعية أن “القوات التي تقدمت صوب محافظة الحديدة، مؤلفة من قوات الجيش الموالية للشرعية، ومسلحي المقاومة الجنوبية، ومسلحي المقاومة التهامية، التي جرى تدريبها في الأشهر الأخيرة من قبل التحالف”.
وذكرت مصادر قريبة من الحوثيين أن “التقدم جاء بعد أن أخلت قوات موالية للرئيس الراحل علي عبدالله صالح، كانت ترابط في جبهة الساحل الغربي، مواقعها، على إثر التطورات التي شهدتها العاصمة صنعاء، الأسبوع الماضي”.
فتح جبهات جديدة
ويخوض الجيش الوطني معارك على الخط الشرقي للخوخة يطوق حاليا مدينة حيس تمهيدا لتحريرها والاتجاه نحو مناطق الجراحي وزبيد للوصول إلى مدينة الحديدة خلال الأيام القادمة.
أكد العميد/ عبده عبدالله مجلي – المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني – أن الجيش الوطني يفتتح جبهات جديدة في أماكن مختلفة لتحرير ما تبقى من المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية.
واعتبر في تصريح ل”سبتمبر نت” أن انطلاق معركة الحديدة يوم الخميس هي إحدى تلك الجبهات الهادفة لمحاصرة العاصمة وتحريرها، وفقاً لتوجيهات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ونوه مجلي إلى أهمية الانتصارات التي حققها الجيش الوطني في محافظة الحديدة، ومحافظة الجوف. وأكد أن هذه الانتصارات من شأنها قطع الشريان الإيراني الذي يمد مليشيا الحوثي الانقلابية بالأسلحة والمعدات المهربة.
وتمكن أبطال الجيش الوطني مسنوداً بالمقاومة والتحالف العربي من تحرير مديرية الخوخة أولى مديريات محافظة الحديدة، بعد استكمال تحرير منطقة الزهاري والرويس ويختل وموشج شمال المخا بمحافظة تعز.
وتمكنت القوات الحكومية اليمنية، مساء الجمعة، من تحرير ميناء الحيمة العسكري وطوقت مدينة حيس التابعة لمحافظة الحديدة، بعد يوم من تحرير مدينة الخوخة، كأول مديرية بالحديدة تخضع لسيطرة الجيش.
قال مصدر عسكري "إن العمليات العسكرية في الخط الشمالي من مدينة الخوخة تمكنت من تحرير ميناء الحيمة العسكري والذي يبعد 10 كم عن الخوخة والاتجاه حاليا نحو مناطق عدة أبرزها القوزة للوصول إلى مركز مدينة الحديدة "حسب وكالة سبأ الرسمية.
وأشار المصدر العسكري، إلى أن مليشيا الحوثي الانقلابية تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية وسط تراجع كبير.
وتأتي الحملة العسكرية الجديدة في الساحل الغربي بعد يومين من مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وبعد تسعة أشهر من استعادة الحكومة الشرعية مدينة المخا ومينائها الاستراتيجي على طريق الملاحة الدولية بين مضيق باب المندب، وقناة السويس، ضمن عملية واسعة أطلقتها قوات التحالف مطلع العام الجاري باتجاه مدن وموانئ البحر الأحمر، التي يقول التحالف أن الحوثيين يستخدمونها كمنفذ لتهريب السلاح.
وتتمركز القوات الحكومية حاليا على بعد حوالي 130كم جنوبي مدينة الحديدة، فيما تقف قوات أخرى في مديرية ميدي الساحلية قرب الشريط الحدودي مع السعودية على بعد نحو 235 كم إلى الشمال من المرفأ التجاري.
ويأتي هذا التصعيد في الجبهة الساحلية، تزامنا مع استعداد القوات الحكومية المسنودة من التحالف العربي لهجوم ضخم نحو صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ ثلاث سنوات.
شريان اليمن الغربي
الحديدة، إحدى أبرز المحافظات والمدن الساحلية اليمنية، وتتوسط الساحل الغربي المطل على البحر الأحمر، وتشرف عليه من خلال عشر مديريات ساحلية على الأقل، وفيها يقع المرفأ الأهم في اليمن، وهو ميناء الحديدة، الشريان اليمني الذي تصل إليه أغلب الواردات التجارية، بما فيها المواد الغذائية، إلى البلاد.
وتعتبر قوات الشرعية أن “من شأن التقدم نحو الميناء، أن يمثل ضربة قوية للحوثيين، تمنع التهريب. كما تحرم الجماعة من فوائد اقتصادية، تجنيها بالسيطرة على المدينة”.
والتقدم نحو الحديدة، من سواحل تعز، بقوات جنوبية بالغالب، يمثل مرحلة جديدة، على مستوى العمليات العسكرية في اليمن، على أن السيطرة في منطقة الخوخة لا تمثل مؤشراً كافياً على انتصار التحالف السريع في الحديدة، بسبب طول الشريط الساحلي للمحافظة، في وقتٍ يعتبر فيه الجزء الشمالي من الساحل الغربي، على الحدود مع السعودية، حيث محافظة حجة، ساحة معارك كر وفر، منذ ما يقرب من عامين.
ومن المتوقع أن يدفع الحوثيون بمزيد من القوات خلال الأيام المقبلة نحو الحديدة، لخوض المعركة التي تسعى لعزلهم عن البحر الأحمر، ومحاصرتهم من أكثر من جهة.
وهذه المرة الأولى، تقريباً منذ تصاعد الحرب في البلاد قبل أكثر من عامين ونصف العام، تخوض فيها الجماعة معركتها منفردة، بعد أن تخلصت من حليفها الذي أعلن فك الارتباط بها، خلال الأسبوع الماضي.
وبالتالي فإن المواجهات في الحديدة تحمل دلالات على مختلف المستويات، ويمكن أن تعطي مؤشراً عن مرحلة ما بعد صالح، وما إذا كان الحوثيون، بانتصارهم عليه، باتوا أكثر قوة على صعيد المواجهة مع الشرعية، أم أن آثار ما حدث بين الشريكين قد تنعكس سلباً على الصف العسكري للجماعة، وهو ما سيتضح في الحديدة، خلال الفترة القليلة المقبلة.
بين سيل ورمح
خلال الأشهر الماضية كانت قيادة قوات الشرعية وقيادات قوات التحالف العربي، بدأت العمليات العسكرية لتحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي غرب اليمن، من قبضة مليشيات الحوثي في معركة أُطلق عليها "معركة السيل الجرار"، وذلك عبر جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية، بمشاركة بارجات أمريكية عبر قوات خاصة من المشاة البحرية المارينز، إضافة إلى قوات عسكرية من دولة مصر العربية.
وقبلها كانت انطلقت عملية الرّمح الذّهبي التي قادتها في الأول من يناير العام الجاري القوات الحكومية مدعومة من التحالف العربي إلى الأمام بطول السّاحل الغربي لليمن، حيث تحرّكت من مضيق باب المندب إلى وادي الضّباب وعبر مدينة المخا في تعز.
وينظر مراقبون إلى الساحل الغربي من مناحي أهميته الاقتصادية والعسكرية والإستراتيجية والسياسية.. ووفقاً للمراقبين يعد هذا الساحل الطويل بدء من باب المندب ومرورا بالمخا وميناء الحديدة وميدي يعد ذو أهمية اقتصادية وعسكرية للانقلاب يتم من خلاله الحصول على المال والسلاح.
ولذلك يرى خبراء عسكريون في تحريره أهمية ذات أولوية يتوجب على الحكومة الشرعية ألا تدير ظهرها له، بل عليها الحرص والسعي إلى انتزاعه من قبضة الانقلابيين.
ويوضح قادة عسكريون أن تحرير الساحل الغربي بالكامل سيصيب، في ذات الوقت الانقلابيين وسيقطع عنهم خطوط التهريب بالكامل.
ويصف قادة عسكريون في الجيش الوطني المؤيد للحكومة اليمنية الشرعية تحريره بالإنجاز الاستراتيجي. على اعتبار أن التحرير سيقطع الطريق على إمدادات إيران بالسلاح للحوثيين عبر مينائها منذ حروبها الست ضد الدولة اليمنية.
أهمية استراتيجية وعسكرية
يتمتع الساحل الغربي بأهمية إستراتيجية في البعد الدولي والمحلي، تنطلق من أهمية البحر الأحمر بالنسبة للتجارة العالمية، ولكونه يشرف على الممر الدولي بباب المندب، بالإضافة إلى وجود عشرات الجزر اليمنية، أربع منها من أهم الجزر.
وبالنسبة لأهميته على الصعيد الداخلي، يعتبر الساحل الغربي الشريط البحري الوحيد الذي تتنفس من خلاله مناطق الشمال من صعدة إلى تعز، التي لا تزال معظمها تحت سيطرة الحوثيين.
ويعتبر قادة عسكريون، نشر القوات المسلحة اليمنية لألويتها بشكل كبير على الساحل الغربي بأنه سيساعد كثيرا في تقليص وصول الإمدادات من الحديدة إلى باقي الجبهات التي تعتمد عليها الميليشيات، إضافة إلى أن هذا الانتشار يمكن الجيش من ضبط الحالة الأمنية ومنع أي تجاوزات أو خروقات قد يعمد الانقلابيين للقيام بها، في محاولة لإرباك الجيش أثناء عملية التقدم.
ويوضح قادة عسكريون أن السيطرة على مناطق باب المندب والمخا في الساحل الغربي، يوسع سيطرة الدولة على كل منافذها البحرية، حيث باتت تسيطر حالياً على الشريط الساحلي الممتد من مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت (شرقي البلاد) حتى منطقة قشن في الطريق إلى محافظة المهرة، وكذلك ميناء بئر علي حتى منطقة النشيمة في محافظة شبوة، وجميعها مناطق لها أهميتها الاستراتيجية الكبرى.
ويعتبر محللون فقدان الانقلابيين الطريق الساحلي من ميناء المخا وباب المندب وتحرير تعز في نهاية المطاف بأنه يشكل أهمية في فتح خطوط إمداد لجبهات الحديدة وصنعاء، وخنق الحوثيين اقتصاديا، ومن ذلك منع وصول السلاح إليهم.
وهو ما يؤكده المحلل السياسي والعسكري- الدكتور/ علي الخلاقي بأن الانتصارات في معركة الحديدة، هي انتصار استراتيجي بالمعنى العسكري، ينبع من أهمية موقع المنطقة القريب من ممرات الملاحة الدولية في باب المندب، وميناء المخا الذي يعد ثاني الموانئ التي يتغذى منها الانقلابيين من جهة البحر الأحمر.
ويوضح الخلاقي أن السيطرة على تلك المناطق المهمة تقطع خطوط إمدادات الانقلابيين بين الحديدة والمخا وتعز، وتعطي حافزاً للجيش والمقاومة بدعم من التحالف العربي على الاستمرار والثبات وتحقيق الانتصارات بالمعارك المسلحة ضد الانقلابيين.
ويقول أن السيطرة على مناطق باب المندب وذُباب والمخا هي بحد ذاتها ضربة عسكرية موجعة للانقلابيين، ستؤدي إلى انهيار ميليشيا الحوثي، لا سيما وأنه قد سبقتها ضربات أخرى باستنزافهم في المواجهات المسلحة، من خلال خسارتهم البشرية والعسكرية الكبيرة بالأرواح والسلاح، نظراً لخسارتهم ذلك الكم الهائل والكبير من القتلى والجرحى والأسرى وتدمير أسلحتهم في المعارك الضارية في جبهات القتال.
ووفقاً لمراقبين، يعتبر تحرير منطقة ذُباب، ضربة موجعة لميليشيات الحوثي وصالح، ويمنعها من تهديد مضيق باب المندب ويحقق هدف التحالف العربي بحماية الملاحة البحرية في المضيق الذي يشكل الشريان التجاري الاستراتيجي لكافة دول العالم.
ولتحرير ذُباب أهمية خاصة، كما يشير المراقبون، كونه يسهل من عملية تحرير ميناء المخا القريب، مما يعزز قدرة التحالف على تأمين كامل السواحل اليمنية على البحر الأحمر. كما يؤمن تحرير منطقة ذباب مضيق باب المندب عسكريًا بشكل كبير، ويعزز من القدرة على منع الانقلابيين من استغلال السواحل اليمنية لتهريب الأسلحة، وفقاً لمراقبين.
واعتمدت مليشيا الحوثي خلال السنوات السابقة على الشريط الساحلي الغربي بما فيه منطقة ذوباب وباب المندب في تهريب السلاح القادم من إيران عبر الصومال جيبوتي مما زاد من أمد الصراع المسلح بين المليشيا و الحكومة اليمنية.
ويعتبر مراقبون استعادة منطقة ذوباب من قبل قوات الجيش الوطني والتحالف ضربة في مشروع الانقلاب وتقليص من حجم تهريب السلاح، وفيما لو تقدمت القوات الشرعية باتجاه المخأ شمالا والحديدة فستفقد مليشيا الحوثي القدرة على التحرك والإمدادات العسكرية المهربة فيما ستتحول المناطق التي يسيطرون عليها إلى مناطق معزولة.
وتكمن أهمية استعادة منطقة "ذُباب" التي تبعد نحو 40 كلم عن مضيق باب المندب، من اعتبارها منطقة ممتدة للمضيق، واستعادتها يمثل تأمين للملاحة الدولية الذي يعبر يوميا من خلاله ما يقارب 4 مليون برميل نفطي.
بتمكن قوات الجيش الوطني من تحرير منطقة "ذوباب" الاستراتيجية شمال باب المندب، والسيطرة على مناطق في نطاق الساحل الغربي، تكون الحكومة الشرعية قد أصابت هدفاً حساساً في طريق معركتها لاستكمال استعادة الدولة.
ويشير قادة عسكريون في القوات المسلحة اليمنية إلى أن أهمية تحرير هذه المواقع تتمثل في قطع خطوط تهريب الأسلحة للميليشيات، وإطباق الحصار عليها، وإخراجها من كافة المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
ويؤكد محللون سياسيون، أن الانتصارات التي حققتها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية اليمنية المسنودة بقوات التحالف العربي بداية اندحار الإنقلابيين في تعز وكامل السواحل والموانئ اليمنية التي أحكموا السيطرة عليها لخنق وحصار أبناء الشعب اليمني لتجويعهم وتركيعهم، لذلك يُصر الرئيس عبدربه منصور هادي، والتحالف العربي، على تخليص اليمن من براثن الانقلاب، الذي قام بتجويع وقتل الأبرياء في اليمن.
وفي نظر المحلل السياسي- الدكتور/ عبد الباقي شمسان فإن استعادة الحكومة الشرعية للساحل الغربي يعني قطع الإمدادات للحوثيين وقطع التواصل اللوجستي للقطاعات الانقلابية. لأن هذا سيؤدي حتما، وفقاً لشمسان، إلى هزيمة الانقلابيين، واستعادة الجغرافية الوطنية سريعا.
ويعتبر أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء العمليات العسكرية الراهنة التي تنفذها القوات الحكومية في السواحل الغربية بأنها تعد فعلا وطنيا لتغيير الموقف التفاوضي والوجودي في الجغرافية والمعادلة السياسية بالنسبة للحكومة الشرعية.
وينظر مراقبون إلى الساحل الغربي من مناحي أهميته الاقتصادية والعسكرية والإستراتيجية والسياسية.. ووفقاً للمراقبين يعد هذا الساحل الطويل بدء من باب المندب ومرورا بالمخا وميناء الحديدة وميدي يعد ذو أهمية اقتصادية وعسكرية للانقلاب يتم من خلاله الحصول على المال والسلاح.
ولذلك يرى خبراء عسكريون في تحريره أهمية ذات أولوية يتوجب على الحكومة الشرعية ألا تدير ظهرها له، بل عليها الحرص والسعي إلى انتزاعه من قبضة الانقلابيين.
ويوضح قادة عسكريون أن تحرير الساحل الغربي بالكامل سيصيب، في ذات الوقت الانقلابيين وسيقطع عنهم خطوط التهريب بالكامل.
ويصف قادة عسكريون في الجيش الوطني المؤيد للحكومة اليمنية الشرعية تحريره بالإنجاز الاستراتيجي. على اعتبار أن التحرير سيقطع الطريق على إمدادات إيران بالسلاح للحوثيين عبر مينائها منذ حروبها الست ضد الدولة اليمنية.
ويتمتع هذا الساحل بأهمية إستراتيجية في البعد الدولي والمحلي، تنطلق من أهمية البحر الأحمر بالنسبة للتجارة العالمية، ولكونه يشرف على الممر الدولي بباب المندب، بالإضافة إلى وجود عشرات الجزر اليمنية، أربع منها من أهم الجزر.
وبالنسبة لأهميته على الصعيد الداخلي، يعتبر الساحل الغربي الشريط البحري الوحيد الذي تتنفس من خلاله مناطق الشمال من صعدة إلى تعز، التي لا تزال معظمها تحت سيطرة الحوثيين.
ويعتبر ميناء المخأ محطة رئيسية بالنسبة لجماعة الحوثي الانقلابية لتهريب الخمور والمبيدات الحشرية والسموم الزراعية والديزل والدقيق. وازدهرت تجارة التهريب في الساحل الغربي لليمن، رغم الحرب والحظر البحري، الذي تفرضه قوات التحالف العربي على السواحل اليمنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.