سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد أن نجا من الموت بأعجوبة وقضى ليله ركضاً بين الجبال وأصوات القرود .. ياسين حميد يروي ل"أخبار اليوم " مأساة جريمة العسكرية ويصف مشاهد قتل أبيه وأخيه وصهره
الجريمة البشعة التي اهتزت له قلوب الملايين من أبناء الشعب اليمني وأبناء الأمة في الداخل والخارج ولا تزال حديث الساعة كونها جريمة صنفت بالأكثر بشاعة حيث لم تحدث في العصر الجاهلي حينما كان العرب يحترمون قداسة الأشهر الحرم ولم تحدث في العصر الحديث كون الغدر ليس من شيم العروبة ما. . حدث في منطقة " دلة " بالعسكرية بمديرية الحبيلين محافظة لحج فعل تشمئز له النفوس من مجردسماعها فكيف بمن عاشها وشاهد مقتل أقرب الناس إلى قلبه قبل أن ينجيه القدر بأعجوبة ليروي للعالم ما لا عين رأت ولا خطر على قلب مسلم. . عصر الخميس الماضي وفي تمام الساعة الثالثة أتجه ياسين من العند إلى منطقة حبيل جبر لفتح محل والده المتخصص في بيع الحلويات والمداومة في العمل. . فتح أحد أبواب المحل مع العمال في الساعة 8 مساء بمعية أخيه فائز وذلك بعد كان المحل قد أغلق في الصباح تحسباً لأي مظاهرات وأعمال شغب. . في تاريخ 7/7 لم يمض وقت قصير على فتح المحل حتى فوجئ بأحد أولاد الجاني علي سيف يطالبهم بإغلاق المحل قائلاً لهم : عادكم رجعتم يا دحباشة، فرد عليه ياسين نحن هنا لطلب الرزق فقال لهم أغلقوا المحل وذهبوا بسرعة. . يواصل ياسين في العقد الثاني من عمره حديثه بنوع من التنهد: غلقنا المحل وخرجنا من حبيل جبر إلى الحبيلين وهناك اتصلت بالمجرم علي سيف أستوضحه عن الأمر فرد عليا بقوله : أنتم دحابشة تتبعون الاستخبارات أنتم وأبيكم غادروا المكان فنحن لا نريد أي دحباشي في المنطقة. يقول ياسين: اتصلت بعدها بوالدي من الحبيلين وشرحت له القضية فبادر والدي للاتصال بعلي سيف يسأله عن أسباب إقدامه على إغلاق المحل وتهديده لأولاده فرد عليه الأخير: اطلع لنتفاهم فوافق الوالد على أساس أن يطلع إليه في الصباح إلا أن علي سيف أصر على والدي أن يطلع في ذات الوقت. يقول ياسين والدموع تملأ عينيه: اتجهت إلى العند وخرجنا أنا وأبي في الساعة 10 ليلاً منه بسيارتنا متجهين إليه وعند ذلك أتصل لنا وقال من معاكم فرد عليه والدي أنا وياسين ويوسف فقال لنا تردوا يوسف وتجيبوا بدل عنه خالد ففعلنا وعند منتصف الطريق أتصل وقال ترجعوا وتجيبوا فائز معاكم ففعلنا وقمنا بتنفيذ ما طلب منا بحسن نية. . اتجهت سيارة حميد مع أولاده وصهره إلى حبيل جبر وعند وصولهم اتصلوا بالرجل فرد عليهم أنه في البيت وطلب منهم الذهاب إليه وعند وصولهم بادرهم السلام قائلا لهم: أنتم بوجهي وما حد يقدر يمسكم أنت ياحميد زي أخي وأولادك زي أولادي وبيننا عيش وملح بس نروح نتفاهم خارج البيوت فوافق والدي ونادى على 2 مسلحين رجل وابنه إضافة إلى شخص كان مسلحاً بجواره فركبنا السيارة فطلب أن يسوق هو السيارة فوافق والدي وركبت بجواره. انطلقت السيارة إلى منطقة بين حبيل جبر والعسكرية تسمى منطقة " دلة " وهناك أوقف السيارة ودخلنا منطقة كلها شعب وهناك بدأ يتكلم مع الوالد : - الجاني : أنتم تتبعون الاستخبارات ومعاكم شبكة منظمة ؟ - حميد : نحن لا نتبع أي شبكة ولا أي استخبارات فنحن نطلب الله على أولادنا يا علي سيف - الجاني : أنت كنت قبل 7 /7 في عدن كما أكدت عيوني فلماذا ذهبت إلى عدن قبل هذ التاريخ ؟ - حميد : لكي آخذ قرضاً من البنك لأسدد به ديون البضاعة التي علينا - الجاني : أنت تشتغل في الاستخبارات اعترف يا حميد أحسن لك ولأولادك ؟ - حميد : أثبت عليا صحة كلامك وأنا مستعد أدفع حياتي وحياة أولادي إذا طلع كلامك صحيح. يقول ياسين هنا أمر علي سيف المسلحين بإنزالنا من فوق السيارة وخرجوا بنا إلى مساحة بعيدة من الشعب وأثناء ذلك تكلم والدي مع علي سيف : - يا علي سيف نحن بوجهك وأنت جبتنا بوجهك وقلت إطلعوا الآن وأنتم بوجهي وجئنا من داخل العند يقول ياسين: يرد الرجل على والدي نعم أنتم في وجهي ويبدأ في الأسئلة مرة أخرى - إعترف عن الشبكة التي تتبع استخباراتك ؟ - أنا عندكم من قبل الوحدة ولا أتبع أي جهات. - ماذا تريد أن تعمل في القرض من البنك ؟ - قلت لك لكي أسدد ديوني وأشتري بضاعة للمحل. - نريد منك جواباً نهائي ؟ - هذا جوابي. يشير علي سيف للمسلحين أن يأخذونا بعيداً عن الوالد وبدأ بالتحقيق مرة أخرى وهنا سمعت أبي يبكي ويقول يا علي أنت جبتنا بوجهك خذ السيارة خذ أي شيء واتركنا في حالنا، صاح علي سيف بوجه والدي إعترف وإلا سوف أقتل أولادك أمام عينك وهنا نادى على ابنه قائلاً له: قيم ياسين بعدما كانوا أجلسونا وقال له إذا لم يعترف والده دقه ( أقتله ) فقال والدي في توسل ليس لدينا أي استخبارات يا علي سيف ونحن إخوان وبيننا عيش وملح وأولادي هم أولادك من قبل الوحدة وأنت تعرف. فرد عليه بغضب: - أنتم الدحابشة مالكمش أمان ورفع مسدسه على والدي وأطلق عليه الرصاصة الأولى وباشره الثانية على رأسه وقال للمرافقين 3 المسلحين أقتلوهم. . يتنهد ياسين ويتكلم بصعوبة أطلقوا النار عليا وكان بجواري منحدر فرميت بنفسي إلى المنحدر وأنا أصيح بأخي وصهري أهربوا فباشروهم بإطلاق النار وتزحلقت إلى أسفل المنحدر فرآني علي سيف وباشر بإطلاق النار عليا ولم يصبني وأنا أركض فأخذوا سيارة والدي وطاردوني بها وعندما رأيتهم اتجهت نحو الجبال فلحقوني وهم يطلقون النار عليا وهربت إلى جبل آخر فضلوني وكنت أركض من جبل إلى جبل آخر بعد منتصف الليل و أنا أبكي حتى أشرق الصباح وأنا أركض من جبل إلى آخر ولم أجد أي منازل سوى أصوات القرود وأصوات مخيفة في الليل وظليت على حالي حتى تيقنت أني سوف أموت من العطش والتعب وفجأة برز أمامي وادي بناء فأتجهت نحوه فإذا بشاب على حماره فناديت عليه أن ينقذني وعندما عرفته بنفسي وطلبت الماء أعطاني إياه وطرشت بعده بشدة وطلبت منه أن يأخذني إلى أقرب مركز شرطة وفي الطريق صادفنا واحد صاحب سيارة معروف أوصلني إلى الشرطة فقعدت وطرحت عليهم القصة فلم أستطع أن أقوم من مكاني فطلبت منهم إسعافي إلى ابن خلدون فاسعفني الأهالي كون الطقم مشتبهاً -حد قولهم. . ياسين يستذكر ما كان يقوله الرجل قبل مباشرة جريمته من تصفية لكل الدحابشة العملاء بدءاً بالعديني لبيع الملابس والسامعي صاحب البوفية. الشاب الذي يحتل المرتبة الثالثة بين إخوانه الذكور توفيق وعبدالحميد فيما رحل فائز إلى العالم الآخر إضافة إلى أختين لم يستطع مغادرة فراشه كون جسمه لا يقوى على الحركة يقول بأنه سوف يأكل حجارة ولا يمكن أن يعود إلى المنطقة التي ذبح فيها أباه وأخاه الذي لم يتجاوز ال 12 من عمره وصهره. . يتنهد الشاب وهو يأمل أن يأخذ المجرم القصاص العادل.