أقدمت مليشيا الحوثي على اجتياح عدد من القرى في أرياف تهامة شمال الحديدة غربي البلاد، وبدأت بحفر خنادق وأنفاق فيها، وتحويل مزارعها إلى ثكنات ومعسكرات، ما أثار الخوف في أوساط الأهالي. وتجددت المعارك- يوم أمس الأحد- في مناطق التماس جنوبي المدينة بين عناصر مليشيا الحوثيين والقوات الحكومية. وهذه المرة الثالثة التي تتجدد فيها المعارك بين الطرفين في مدينة الحديدة منذ اتفاق السويد الخميس الماضي، الموقع بين الأطراف اليمنية برعاية المبعوث الأممي إلى اليمن/ مارتن غريفيث. وقال السكان إن دوي إطلاق نار وانفجارات سُمعت من المنطقة الجنوبية منذ مساء الليلة قبل الماضية. وأضافوا بأن الحوثيين ما يزالون يواصلون قصف مواقع القوات الحكومية من مواقعهم في الأحياء السكنية داخل المدينة، فيما تزايدت المظاهر العسكرية منذ الخميس الماضي. وقال سكان محليون، إن مليشيا الحوثي اجتاحت، بأعداد كبيرة من مسلحيها، القرى الريفية التهامية الواقعة إلى الشمال من مديرية الضحي وإلى الشرق من مديرية الزيدية، وإلى الغرب من مديرية المغلاف، شمالي محافظة الحديدة. وأضاف السكان: إن المليشيا الحوثية تقوم- منذ اجتياح تلك القرى- بحفر خنادق وأنفاق بالشيولات، كما حولوا مزارع الموز والمانجو في تلك القرى الريفية إلى معسكرات وثكنات، وتجرى فيها أعمال إنشائية مستمرة من تحصينات، وينشرون ألغاماً في محيطها بشكل مكثف. وناشد السكان كافة المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية لسرعة إنقاذهم مما تقوم به المليشيا الإرهابية الحوثية في قراهم ومزارعهم وبإصرار على تحويلها إلى مناطق عسكرية مغلقة تحت بطش سلاحهم وإجرامهم؛ معرضين حياة آلاف الأسر الفقيرة في تلك القرى للخطر. ودعوا المنظمات الدولية والإنسانية بالتحرك الجاد لكف الصمت المشجع على هذه الممارسات الإرهابية. من جهته قال الناطق باسم ألوية العمالقة/ وضاح الدبيش، إن «الميليشيات شنت- خلال الأيام الماضية- قصفاً عنيفاً بقذائف الهاون على الأحياء السكنية بقرية المنظر في مديرية الحوك بالحديدة، مما اضطر الكثير من الأهالي للنزوح هرباً من القذائف التي تتساقط على الحي من مواقع تمركز الحوثيين». وأوضح أن الكثير من المنازل تضررت جراء القصف، مما اضطر قوات العمالقة- رغم الالتزام بالهدنة- للرد على مصادر النيران. وأفاد أن الميليشيات حاولت التسلل من اتجاه شرق مديرية الدريهمي، مستغلة بذلك الهدنة إلا أن ألوية العمالقة والقوات المساندة له تمكنتا من التصدي لهم، وإيقاع الكثير من القتلى. وبين الدبيس- في تصريح لصحيفة «الشرق الأوسط»- أن الانقلابيين واصلوا حشد مقاتليهم إلى داخل الحديدة، كما قاموا بنشر عناصرهم في أحياء وشوارع المدينة تحديداً في مراكز الشرط، وإحلالهم بدلاً عن أفراد الأمن الحقيقيين، في محاولة منهم لإيهام الأممالمتحدة بأن هؤلاء يمثلون أفراد الأمن الداخلي لمحافظة الحديدة، وبالتالي يحق لهم البقاء في الحديدة، بحسب اتفاق استوكهولم. وأشار إلى أن الميليشيات الانقلابية الإرهابية قامت- منذ بدء سريان الاتفاق الأممي- بتغيير زي مقاتليها واستبداله من خلال الزي العسكري الرسمي لوزارة الداخلية. كما عملت على تغيير ألوان المركبات الخاصة بهم وعمل الطلاء العسكري». وأشار إلى أن الميليشيات قامت بدخول مدارس البنات في مجمع السعيد التربوي في شارع الكورنيش وجعلته ثكنة عسكرية ومدرسة خولة في شارع شمسان، منوهاً إلى استمرار قيامها- وبشكل كبير- بزرع وتفخيخ الطرقات والمباني، وحفر الطرقات وعمل الخنادق. وطالب الأممالمتحدة والمبعوث الدولي بالقيام بدورهما الفعال تجاه الاختراقات والأعمال التي تقوم بها ميليشيات الحوثي.