تزدد ضروه الحرب الإعلامية التي يشنها قيادات وناشطي ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، ضد المملكة العربية السعودية، في ظل التصعيد العسكري الذي أعلنت عنه مليشيا الحزام الأمني ضد القوات السعودية في مدينة عدنجنوباليمن، مساء الجمعة. وكان قائد قوات التحالف العربي العميد "مجاهد العتيبي" قد غادر العاصمة المؤقتة عدن إلى العاصمة السعودية الرياض، مساء الجمعة. وفي ظل التوترات العسكري التي شهدها مطار عدن الدولي، عقب اقتحامه من قبل مليشيا ما يعرف بالحزام الأمني على خلفية منعا قيام القوات السعودية من استبدال قوات موالي للانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا بحراسة المطار. آخر تلك الحملة الإعلامية والسياسية والعسكرية، التي لا يعزلها مراقبون من دعم إماراتي ممنهج لاستهداف القوات السعودية في العاصمة المؤقتة، لترسيخ سلطات حليفها في الانتقالي، وعرقلة إشراف المملكة على تنفيذ اتفاق الرياض، وإزاحة الحكومة اليمنية من نفوذها في الجغرافيا الجنوبية لليمن. كانت تغريدة القيادي في الانتقالي الجنوبي د/ عيدروس نصر ناصر، القيادي الموالي للإمارات "عيدروس نصر" استهدف هذه المرة السفير السعودي في اليمن والمشرف على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن "محمد آل جابر" متهما إياه باستفزاز الجنوبين، ومتنكراً في الوقت نفسه لجهود التحالف العربي بقيادة السعودية في تحرير المحافظاتالجنوبية. جاء ذلك في سلسلة تغريدات للقيادي في ما يمسى بالانتقالي "عيدروس نصر" على موقع تويتر، رصدتها صحيفة "أخبار اليوم" السبت. وقال القيادي في الانتقالي، إن "الجنوبيون يا سعادة السفير لم يطلبوا من أحد أن يحررهم فيما هم يسترخون في مسابح وردهات الفنادق. إنهم يعتمدون على ثقتهم بأنفسهم وبعدالة قضيتهم ويمتنون لمن يدعمهم، لكنهم لا يثرون من وراء الحروب، ويعملون مع التحالف بصدق وشفافية وندية، بعيدا عن أية منية وعن ثنائية التابع والمتبوع. وأضاف "نصر": " لم أكن أتمنى أن يتورط سعادة سفير المملكة السيد محمد آل جابر في حرب التغريدات وهو ما جره إلى متاهات وأخطاء استفزازية كان في غنى عنها. الجنوبيون لا ينكرون دور دول التحالف في دعم حربهم مع الحوثيين والعفاشيين، لكن القول إن التحالف هو من حرر عدنوالجنوب لا يمثل فقط تجاوزاً للحقيقة. وفي تغريدة أخرى أشار القيادي في ما يسمى بالانتقالي "عيدروس نصر"، إلى أن تغريدة السفير السعودي "محمد ال جابر"، قائلأ: "هذا القول يمثل استفزازاً جارحاً لمشاعر ذوي الشهداء وللجرحى والمعوقين الذين ما تزال جراح بعضهم لم تندمل". هؤلاء يا سعادة السفير كانوا يتناوبون على البندقية الواحدة قبل أن يأتي دعم الأشقاء الذي يستحقون عليه الشكر. وبصيغة التهديد تابع "نصر": "التصريحات المستفزة للشعب الجنوبي وكرامته، تعيق من ينوي التعامل مع هذا الشعب. فالجنوبيون لا يستثمرون في مبادئهم ولا يبيعون الأوهام لشركائهم، وهو ما يختلفون فيه عن تجار الحروب ومهربي الأسلحة وجيوش الأسماء الوهمية، التي تختفي في المعارك ولا تحضر إلا في قوائم المرتبات". *السفير السعودي يرد وفي وقت سابق من يوم السبت، قال السفير السعودي لدى اليمن "محمد آل جابر"، إن التحالف العربي يعمل على تأمين محافظة عدن بالتعاون مع أبنائها المخلصين. وجاء حديث السفير السعودي رداً على تغريدة للناشط الجنوبي "صلاح بن لغبر" اتهم فيها التحالف بإعداد مخطط لتسوية بين الانقلابيين الحوثيين والإخوان وتوطين معارضي الحوثي في الجنوب وتسليمهم زمام الأمور، وتجهيز قوات في معسكراته للسيطرة على عدن، وتعيين قائدين لقوات أمن المطار والميناء جنوبيين بنواب شماليين احدهما إخواني والآخر حوثي، حد وصفة. وزعم بن لغبر- في تغريدات له- أنه توجد حالياً في معاشيق وفي معسكر التحالف وفي أحياء داخل عدن قوات مجهزة بكل الأسلحة شمالية ومن الجنوبيين الموالين للإخوان. في المقابل نفى السفير "آل جابر"- في تغريدة على حسابه بتويتر- هذه المعلومات وقال إنها عارية عن الصحة، وأضاف إن "التحالف بقيادة المملكة الذي استعاد عدن وباقي المحافظات ويعمل على تأمينها مع المخلصين من أبنائها لا يوجد في معسكراته (التحالف) قوات أو أسلحة تستخدم ضد أبناء عدنوالمحافظات الأخرى، بل لحمايتهم وتحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب ودعم التنمية". وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من توترات شهادتها المدينة على خلفية رفض التشكيلات المسلحة التابعة للانتقالي تسليم مطار عدن لقوات محلية دربتها السعودية، وبعد مرور يومين على منع التحالف قيادات في الانتقالي من العودة إلى عدن يتهمون بعرقلة تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي المطالب بانفصال جنوباليمن. وفي تغريدة لاحقة قال السفير إن البعض ينشر تغريدات بعضها وفق معلومات مغلوطة ومضللة. *تهديد حلفاء الإمارات في خضم هذه التطورات العسكري في العاصمة المؤقتة عدن، حذّر قائد كتيبة الأمن الخاصة التابعة لمليشيا الحزام الأمني المدعومة إماراتيا، التحالف العربي بقيادة السعودية، من فقدان السيطرة على الأوضاع الميدانية. وطالب العقيد رامي "محمد مثنى مسعد الصميدي" قائد كتيبة الأمن الخاصة "حزم4" التابعة لما يعرف بالانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، قيادة التحالف السعودية بتدارك الأمور قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة. وقال قائد الكتيبة التي اقتحمت مطار عدن الدولي الجمعة، وسيطرت عليه، منعا لقيام القوات السعودية من استبدال قوات موالية لها بحراسة المطار، أن "إنشاء قوات لتحل محل القوات التي ضحت طوال الخمس سنوات أمر مرفوض". وأعرب الصميدي عن رفضه لمنع قيادات المجلس الانتقالي من العودة إلى اليمن، بأمر من السلطات السعودية، وقال أن "الشعب يقف خلف هذه القيادة"، على حد قوله. *اجتماع طارئ في موازاة ذلك قالت قيادة ما يعرف ب"المجلس الانتقالي الجنوبي" إنها عقدت اجتماعاً طارئاً لهيئات المجلس كُرّس للوقف أمام القضايا المتعلقة بالتطورات على الساحتين السياسية والعسكرية. وحسب الموقع الإلكتروني للمجلس المدعوم من الإمارات، فقد " تمخض عن الاجتماع صدور جملة من القرارات الهامة بشأن التصعيد السياسي والعسكري والأمني والتي سيتم تنفيذها بشكل مباشر"، مشيراً إلى أن "هيئة رئاسة المجلس واللجنة العسكرية والأمنية في حالة انعقاد دائم لمتابعة المستجدات وتنفيذ القرارات أولا بأول" وفقاً للموقع. وقال إن الاجتماع وقف بإسهاب "أمام ما يشاع من محاولات تشكيل قوات بديلة غير نظامية لا تنتمي للمؤسسة الأمنية، لإحلالها محل القوات الجنوبية المنضوية تحت إدارة أمن العاصمة عدن، حيث أكد المجتمعون رفضهم المطلق لتلك المحاولات ووقوفهم الدائم إلى جانب كافة القوات التي ساهمت بتحرير العاصمة عدن وبقية محافظاتالجنوب من الاحتلال الحوثي، وطهرتها من بؤر الإرهاب الإخوانية، ولازالت تذود عن حياض الوطن ومنشآته، وتخوض معارك كسر عظم في مختلف جبهات التصدي للحوثي وتأمين الجنوب". وأضاف إن الحاضرين أبدوا "امتعاضهم واستيائهم الشديدين بشأن منع قيادات الوفد المفاوض للمجلس الانتقالي من العودة إلى وطنهم، مطالبين قيادة التحالف العربي بتبرير تلك التصرفات غير المنطقية مع حليفهم الصادق، على الرغم من موقف المجلس المؤيد لاتفاق الرياض وتعاطيه الإيجابي مع تنفيذ كافة بنوده، واستمرار خذلان الشرعية الواضح لقيادة التحالف سياسيًا وعسكريًا ورفضها تنفيذ بنود الاتفاق". حسب قول الموقع.