مأرب قلب الشرعية النابض    تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    اخر تطورات الانقلاب المزعوم الذي كاد يحدث في صنعاء (صدمة)    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    "سيتم اقتلاعهم من جذورهم": اكاديمي سعودي يُؤكّد اقتراب نهاية المليشيا الحوثية في اليمن والعثور على بديل لهم لحكم صنعاء    وزير الخارجية الدكتور شائع الزنداني يطلع نظيره الباكستاني على آخر مستجدات جهود إنهاء حرب اليمن    أخيرًا... فتيات عدن ينعمن بالأمان بعد سقوط "ملك الظلام" الإلكتروني    حوثيون يرقصون على جثث الأحياء: قمع دموي لمطالبة الموظفين اليمنيين برواتبهم!    شعب حضرموت يتوج بطلاً وتضامن حضرموت للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. الإرياني: استهداف ممنهج وغير مسبوق للصحافة من قبل مليشيا الحوثي    وكلاء وزارة الشؤون الاجتماعية "أبوسهيل والصماتي" يشاركان في انعقاد منتدى التتسيق لشركاء العمل الإنساني    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    د. صدام عبدالله: إعلان عدن التاريخي شعلة أمل انارت دورب شعب الجنوب    فالكاو يقترب من مزاملة ميسي في إنتر ميامي    الكشف عن كارثة وشيكة في اليمن    أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة أمين مكتب الحزب بوادي حضرموت «باشغيوان»    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    خادمة صاحب الزمان.. زفاف يثير عاصفة من الجدل (الحوثيون يُحيون عنصرية أجدادهم)    الرئيس الزبيدي يعود إلى عدن بعد رحلة عمل خارجية    بعد منع الامارات استخدام أراضيها: الولايات المتحدة تنقل أصولها الجوية إلى قطر وجيبوتي    ميلاد تكتل جديد في عدن ما اشبه الليله بالبارحة    مارب.. وقفة تضامنية مع سكان غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة من قبل الاحتلال الصهيوني    البنتاجون: القوات الروسية تتمركز في نفس القاعدة الامريكية في النيجر    كارثة وشيكة ستجتاح اليمن خلال شهرين.. تحذيرات عاجلة لمنظمة أممية    تعز تشهد المباراة الحبية للاعب شعب حضرموت بامحيمود    وفاة امرأة عقب تعرضها لطعنات قاتلة على يد زوجها شمالي اليمن    انتحار نجل قيادي بارز في حزب المؤتمر نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة (صورة)    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    الخميني والتصوف    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاستبداد التعليمي.. ركائز الدولة الثيوقراطية التي يرسمها الحوثيون في اليمن (2)
نشر في أخبار اليوم يوم 03 - 05 - 2020

ترتعد فرائص المستبدُّ من العلم، ويبغض المستبدُّ العلمَ ونتائجه؛ كما يبغض أيضاً لذاته.. يعد التعليم أكبر خطر على المستبدين، لذلك يسعى المستبدون إلى إبقاء الأمة جاهلة، من خلال تقيده بنظام تعليمي مؤدلج يتناغم مع السياسية القمعية لاستبداده.
بمعنى أوضح يسعى المستبدون إلى إبقاء مجتمعاتهم في حالة نصف جهل، بما يسهم في جعل التعليم في بلدانهم أخطر من الجهل نفسه.
تمهيداً لحوثنة التعليم.. استبدلت جماعة الحوثي عبر شقيق زعيم الجماعة جميع مدراء مكاتب التربية والتعليم ومدراء المناطق والمراكز التعليمية في المديريات الخاضعة لسيطرتها
المعادلة التعليمية الجديدة التي فرضتها جماعة الحوثي الانقلابية من شأنها استهداف العقول والأدمغة للأجيال الناشئة بأفكار طائفية دخيلة وأفكار تدعو إلى التحريض والقتل والتمييز العنصري بين الطبقات المجتمعية،
* انتهاكات
وكانت إحصائية حكومية ذكرت أن الجماعة الحوثية ارتكبت في العاصمة صنعاء وحدها أكثر من 28 ألف انتهاك بحق قطاع التعليم خلال عام واحد بين الفترة من أكتوبر (تشرين الأول) 2018 وأكتوبر 2019.
وتوزعت هذه الانتهاكات بين القتل خارج القانون، والاعتداءات، والتعذيب، والاعتقالات، ونهب المرتبات والمساعدات الإنسانية، وتجنيد الأطفال من المدارس، وفرض الفكر الطائفي وشعارات الجماعة، إلى جانب تغيير المناهج وزرع ثقافة الموت والكراهية.
وأوضح التقرير الحكومي، أن الجماعة خلال الفترة المذكورة قتلت 21 معلماً وأصدرت أحكاماً بإعدام 10 من مديري المدارس والمعلمين والطلبة، فضلاً عن قيامها ب157 عملية اقتحام لمنشآت تعليمية، وكذا تجنيد نحو 400 طالب، وفصل قرابة 10 آلاف معلم، وتنظيم أكثر من 3 آلاف فعالية طائفية لاستقطاب الطلبة.
واتساقاً مع سعي الميليشيات إلى نسف العملية التعليمية برمتها وعرقلة المساعي الإنسانية للإبقاء على هذا القطاع في حدود عمله الدنيا، حرصت على عرقلة صرف الحوافز النقدية المقدمة عبر «يونسيف» للمعلمين في مناطق سيطرتها ومقدارها 50 دولاراً كل شهر، حيث فرضت - بحسب اتهامات حكومية وأخرى تربوية - استقطاع جزء من الحافز لمصلحة قياداتها في قطاع التربية، وأحلت المئات من عناصرها للحصولعلى الحافز بدلاً من المعلمين الحقيقيين.
كما دفع سلوك الميليشيات التدميري آلاف المعلمين إلى ترك مدارسهم والتوجه للبحث عن مهن بديلة لسد رمقهم وتوفير القوت الضروري لذويهم بعد أن قطعت الميليشيات رواتبهم عنوة، في حين بقي البعض الآخر يكافح من أجل القيام بدوره التعليمي في الحد الأدنى، لكن تحت رحمة قادة الجماعة وعناصرها.
* إتاوات
وفيما يخص المدارس الخاصة، فرضت الجماعة دفع مبلغ على كل طالب وطالبة، كما فرضت تدريس المناهج التي قامت بتحريفها وفرضتها على المدارس الحكومية، والتي تعكس ثقافتها الإيرانية وتكرس وجودها الانقلابي.
وذكر مديرو مدارس خاصة في صنعاء أن الميليشيات لجأت أخيراً إلى فرض إتاوات على رواتب المعلمين في المدارس الخاصة تحت مسمى «التأمين»، وهددت بإغلاق أي مدرسة لا تلتزم باجتزاء المبلغ كل شهر وتوريده إلى حساب الجماعة.
وفي وقت سابق من العام الماضي، أفادت مصادر رسمية حكومية بأن الجماعة اقتحمت مدرسة الشعب في قرية حفاف بمديرية النادرة، في محافظة إب (جنوب صنعاء) بغرض تحشيد مقاتلين من الطلاب إلى الجبهات.
وأخرج مسلحو الجماعة الطلبة من المدرسة للاستماع لمحاضرة في التحشيد للقتال، كما حاولوا اختطاف أربعة طلاب من المرحلة المتوسطة عنوة من بين أيادي معلميهم.
وفي أول عام من اقتحام الجماعة لمحافظة تعز، تسبب ذلك حينها بإغلاق 468 مدرسة وحرمان أكثر من 250 ألف طالب وطالبة من طلبة التعليم العام من الذهاب إلى المدارس.
وتؤكد دراسة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أنه إذا استمر انقلاب الميليشيات الحوثية فسيبلغ متوسط التحصيل العلمي في اليمن ثالث أدنى مستوى في العالم.
وقالت الدراسة «إنه في سيناريو عدم حدوث الحرب، كان يمكن لليمن أن يحقق تكافؤاً بين الجنسين في التحصيل العلمي، حيث شهدت اليمن تقدماً من 174 إلى 169 من أصل 186 دولة، من خلال تدابير الوصول إلى التعليم - بما في ذلك معدلات الالتحاق والانتقال والتخرج في مختلف مستويات التعليم».

* النخر في التعليم الجامعي
ضمن مساعي الجماعة الانقلابية ل«حوثنة» كل المؤسسات التعليمية عملت على تحويل بعض الجامعات اليمنية الحكومية إلى مفارخ للموت، ومناصات للتجنيد والحشد في معركتها ضد الحكومة الشرعية، ضمن سلسلة جديدة من الانتهاكات الحوثية في مختلف الجامعات اليمنية الحكومية والخاصة في مناطق متفرقة خاضعة لسيطرتها.
سلسلة جديدة من الانتهاكات الحوثية في مختلف الجامعات اليمنية الحكومية والخاصة في مناطق متفرقة خاضعة لسيطرتها.
أحد أكثر مسببات الانحدار في منظومة التعليم الجامعي في اليمن هو حالة الإرباك الشديد التي مست قطاع التعليم الأكاديمي جراء تسييس إدارات الجامعات الحكومية، من قبل مليشي الحوثي، وما تلاها من اعتقالات للأكاديميين، وانقطاع مرتبات أعضاء هيئة التدريس والإداريين في الجامعات الحكومية. إلى جانب إضراب عدد كبير من دكاترة الجامعات، بسبب رفض الحكومة الانقلابية صرف أجورهم كغيرهم من موظفي القطاع القاع المتوقفة رواتبهم منذ أغسطس 2016، منهم من ألجأتهم الحاجة إلى التماس أعمال بديلة، يعيلون بها أنفسهم وعائلاتهم.
جامعة صنعاء
حوّل المسلحون الحوثيون _منذ ليلة سيطرتهم، العاصمة في 21 سبتمبر من العام 2015 _ جامعة صنعاء ومرافقها التعليمية، إلى ثكنة، حيث وانتشر عشرات المسلحين الحوثيين بلباسهم القبلي في جوف الجامعة، ثم تولى ما يعرف ب»ملتقى الطالب الجامعي» التابع لمليشيا الحوثي، مهمة التعيين والعزل للأكاديميين والإداريين والموظفين في كليات جامعة صنعاء كافة.
وما يسمى بملتقى الطالب الجامعي فهو في ظاهره اتحاد طلابي يضم لفيفاً من الطلاب المرتبطين تنظيميًا مع الجماعة، في تدرج بيروقراطي تصاعدي وصولاً إلى قيادات عليا في الحركة الحوثية ليس لها أي ارتباط منطقي ب»الطالب الجامعي» أو الأكاديمي، إلا من الناحية النظرية فقط، كون مهمته تتركز رفع التقارير والتجسس، وتنظيم المظاهرات المؤيدة للمليشيا.. وقبل ذلك، استقطاب الطلاب الذين يتم تجنيدهم في ضمن فرق الموت الحوثية، بعد حشو أدمغتهم بالأفكار الطائفية واقناعهم بالنموذج الحوثي في (الجهاد) مع من ينعتون أنفسهم ب(الفرقة الناجية) ضد (الطاغوت) حسب الاصطلاح المتداول في القاموس الحوثي الذي يحتكر التشريع في عبد الملك الحوثي وشقيقه الهالك.
إضافة إلى ذلك فإن هذا «الملتقى» الحوثي يعد سلطة مصغرة تملك صلاحيات الاعتداء على الطلاب أو الأكاديميين، أو حتى سجنهم، إلى جانب رفع التقارير والبلاغات بشأن الطلاب المشكوك في انتماءاتهم الحزبية، أو تغير الأكاديميين وعمداء الكليات داخل الجامعة واستبدالهم بآخرين أقل كفاءة، وأقل حظاً من المعرفة والخبرة، يتم اختيارهم على أساس الولاء والطاعة.
جامعة إب
وفي جامعة إب، قام ما يسمى ب»الملتقى الطلابي» بعرقلة المسابقات العلمية والثقافية بالجامعة وحاولوا اقتحام القاعة في مبنى كلية الآداب ووقف فعالية المسابقة الطلابية بين طلاب قسمي اللغة الإنجليزية في كلية الآداب وقسم اللغة الإنجليزية في كلية التربية بحجة أن هناك صخباً وموسيقى وأغاني لا تجوز وبحجة أنه لم يتم التنسيق مع الملتقى الطلابي.
وأحضرت المليشيات الحوثية عسكراً لمداهمة القاعة بالقوة وإخراج زملائهم وزميلاتهم الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس من الكليتين، وبحضور رئيسي قسم اللغة الإنجليزية في كلية الآداب والتربية وأهالي الطلبة وتلفظت بألفاظ لا تليق أبداً بطالب جامعي والطلبة وقيامهم كذلك بالدخول إلى القاعة بكل سخرية واستهزاء مرددين الصرخة كأنهم أمام أعدائهم وليسوا زملاءهم ومدرسيهم.
وحوّلت الميليشيا قاعات الجامعة إلى مراكز للفكر الطائفي، وشددت من القيود التي تفرضها على الطلبة والمدرسين في الجامعة، وفرضت قيوداً على ملابس الطالبات وأمرت بفصلهن خلال المحاضرات عن زملائهن من الذكور، وأطلقت يد عناصرها لمراقبة الطلبة والأساتذة.
ومن أجل دعم سياسة المليشيات داخل الجامعات شرع الحوثيين، في تغيير تسمية القاعات الدراسية في الجامعات الحكومية وجامعات خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بأسماء قيادات حوثية لقوا مصرعهم في جبهات القتال.
جامعة ذمار
وكشفت وثيقة مسربة صدور قرار من القيادي الحوثي «طالب النهاري» المعيّن من قبل الميليشيات رئيساً لجامعة ذمار (وسط اليمن) بتغيير كل أسماء القاعات الدراسية بالجامعة بأسماء قيادات حوثية لقت مصرعها في جبهات القتال.
وشمل القرار تغيير كافة أسماء القاعات الدراسية، والتي تحمل أسماء شخصيات أثرت التاريخ اليمني في عدة مجالات فكرية وأدبية وعلمية وسياسية، بأسماء قتلى لقيادات من عناصرها. في مختلف كليات الجامعة، بما فيها كليتا الطب والهندسة.
ذكرت مصادر أكاديمية أن هذا النهج الحوثي تم تعميمه في جامعات أخرى حكومة وخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات، ضمن محاولاتها المستمرة لأحداث تغيير ديمغرافي للهوية اليمنية وفرض واقع ميليشياوي جديد، على غرار ما تقوم به أذرع إيران في المنطقة.
* السطو الأكاديمي
وفي واحد من أحدث الانتهاكات بحق المؤسسات التعليمية الجامعية، أقدمت جماعة الحوثي الانقلابية في أواخر يناير من العام الحالي، من السطو على جامعة العلوم والتكنولوجيا، بعد أن ظلت تخضع للإبتزاز والاستيلاء على جزء من مواردها منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء.
وفي 27 يناير من العام الحالي اختطفت جماعة الحوثيين، رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور «حميد عقلان» ونقلته إلى أحد السجون الخاضعة لسيطرتها دون أن تسمح لعائلته أو زملائه بالتواصل معه أو معرفة مكان احتجازه.
وتعد جامعة العلوم والتكنولوجيا هي الجامعة الأهلية الأقدم والأكبر في اليمن وتعمل منذ العام 1992 وخرجت آلاف الطلبة اليمنيين والعرب في مختلف التخصصات العلمية.
وفوجئ طلاب وأساتذة الجامعة بتعميم تم تعليقه على جدران المكاتب يفيد بصدور قرار تعيين الدكتور عادل المتوكل رئيساً للجامعة دون أن يشير التعميم إلى الجهة التي صدر عنها القرار.وفي أول يوم دوام بادر رئيس الجامعة الذي عينته جماعة الحوثيين إلى إبعاد أغلب القيادات في الجامعة من مناصبهم، وشملت حملة الإبعاد «نائب رئيس الجامعة، والأمين العام، ومدير الشؤون المالية، ومدير النظام الفني الآي تي، ومدير المشتريات، ومدراء الكليات التابعة للجامعة».
وتأتي هذه الحادثة تنفيذاً لقرار أصدرته نيابة أموال الدولة «الخاضعة لسيطرة الحوثيين» بالتحفظ على ممتلكات من تصفهم ب»الفارين والخونة والمرتزقة» ومن بينهم جامعة ومستشفى العلوم، ليتبعه تكليف صالح مسفر الشاعر من أبناء صعد «حارس قضائي» على الممتلكات ومازال الموضوع في المحكمة حتى الآن.
وذكر مصدر في جامعة العلوم والتكنولوجيا لموقع «المصدر أونلاين» الأخباري، إنه كان هناك تفاوض من الحارس القضائي خارج المحكمة حاول من خلال التفاوض الاستيلاء على ممتلكات الأشخاص المساهمين غير الموجودين في صنعاء ليتولى رئاسة مجلس الإدارة بشكل شرعي وطلب من رئيس الجامعة حميد عقلان الاستقالة لكنة رفض.
وأنشئت الجامعة بالشراكة بين مستثمرين ومؤسسات تجارية وخلال العقدين الماضيين توسعت وأضيف إليها مستشفى أهلي يعد الأكبر والأضخم في اليمن.
وعلى صلة بالموضوع، كشفت تقارير محلية في صنعاء، عن قيام الميليشيات الحوثية بأعمال نهب وسلب واسعة فور اقتحامها وفرض سيطرتها على الجامعة ومستشفاها. ومن بين تلك الممارسات قيام الميليشيات بتشكيل لجان لا علاقة لها بالجامعة، بأسماء مجهولة للإشراف المباشر على كافة أقسامها، بما يمكنهم من التهرب من المساءلة القانونية، والتجسس على شبكات الجامعة واتصالاتها.
وذكرت تقارير محلية أن الميليشيات شكلت لجنة خاصة مهمتها جمع بيانات الطلاب الشخصية من مختلف الكليات والأقسام العلمية والإدارية والمالية، وسط حالة من السخط في صفوف الطلبة والعاملين الأساسيين في الجامعة.
وكشف الطلاب والعاملون بمستشفى وجامعة العلوم، عن مبلغ 70 مليون ريال (الدولار حوالي 600 ريال) تُدفع شهرياً للميليشيات من حسابات الجامعة والمستشفى كإتاوات ومجهود حربي، بالإضافة إلى منح المستشفى تحت التهديد ما نسبته 56 في المائة كخصم لمرضى موالين للجماعة من غير مقاتليها في الجبهات، وتقديم الرعاية الصحة المجانية لأكثر من 100 جريح من جرحى الميليشيات العائدين من الجبهات القتالية.
وفيما يتعلق بالجامعة، فقد منحت هي الأخرى، تحت قوة الضغط والوعيد الحوثي، وفقاً للطلاب والعاملين، مقاعد دراسية مجانية في مختلف التخصصات لعدد 80 طالباً حوثياً، معظمهم ينتمون لمحافظة صعدة المعقل الرئيسي للميليشيات.
إلى ذلك حذرت شبكة يمنية، الخميس الماضي، من أن استهداف الحوثيين للتعليم العام والجامعي، عبر فرض مناهج ومقررات طائفية، يعد «قنبلة موقوتة» ستؤثر على الأجيال القادمة وستدمر اليمن والمنطقة برمتها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، في بيان لها، استمرار الحوثيين اعتقال الأكاديمي الدكتور حميد عقلان رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء (أكبر جامعة أهلية في اليمن).
واعتبر البيان، هذه الجرائم متعمدة من قبل الجماعة، بهدف تكريس الطائفية وغسل عقول الطلاب وتفكيرهم من خلال العبث الممنهج بمناهج التعليم، وفرض مناهج ومقررات طائفية على عدد من الجامعات والمدارس
وأوضح «أن هذه الممارسات غير قانونية وتعرض المتورطين فيها للأجهزة القضائية باعتبارها جرائم جنائية لا تسقط طال الزمن أو قصر».
وطالبت الشبكة، بضرورة تحييد عملية التعليم عن الصراعات وحماية كوادرها من الانتهاكات وسرعة الإفراج عن المعتقلين والمخفيين من موظفي القطاع التعليمي العام والجامعي.
ودعت، المجتمع الدولي للقيام بدوره والضغط على جماعة الحوثي ن لرفع يدها عن القطاع التعليمي وعدم تفخيخه بالأفكار الإرهابية المتطرفة» على حد وصف البيان.
وطالبت الشبكة اليمنية في ختام بيانها، من جماعة الحوثي، سرعة الإفراج عن المختطفين من الكوادر التعليمية والأكاديمية.
* منصات للتجنيد
غدت المؤسسات التعليمة في اليمن مفارخ تنجب المقاتلين في الحرب الدائرة في اليمن، حيث تعتمد الجماعة الحوثية على عدد كبير من مقاتليها نتيجة سياسة تفخيخ المناهج التعليمية.
ويحذّر مراقبون من استمرار جماعة الحوثي الانقلابية في تجنيد طلاب المدارس والطلاب الجامعيين ودفعهم إلى جبهات القتال المشتعلة، ما يشكّل ظاهرة كارثية على المجتمع اليمني.
وتفيد المعلومات الوردة من صنعاء تقول إن الجماعة الحوثية دَائِبٌة إلى إنشاء صروح تعليمية خاصة بصبغة طائفية، بجانب المؤسسات التعليمية في البلاد تقوم بعدة وظائف من ضمنها غسيل العقول ومسح الهوية الوطنية، وإنشاء جيل واسع مؤدلج يمكنهم من تجنيد أكبر قدر ممكن من فئة الأطفال من المدارس ومن فئة الشباب من الجامعات في حروبهم العبثية.
وأنشأت الجماعة الانقلابية، جامعة جديدة وهي جامعة 21 سبتمبر بالعاصمة صنعاء والتي تم تسميتها لذكرى يوم الانقلاب المشؤوم على الحكومة الشرعية والرئيس هادي، وجامعة «إقرأ» وعدد من المدارس الأهلية في صنعاء تتبنّى سياسة عسكرة التعليم بشكل علني.
وتمتاز هذه الجامعة الخاصة والمدارس الأهلية، بخصوصيات كثيرة جدا، ولا يتم قبول أي طالب لا ينتمي لجماعة الحوثي، حيث يتم تدريس الفكر الطائفي والمذهبي، كما يتم توظيف كوادر هاشمية حوثية طائفية عرقية سلالية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.