عقد مجلس الأمن الدولي جلسة يوم الخميس الماضي خصصت لمناقشة الاوضاع والتطورات الاخيرة في اليمن. ودعا مجلس الأمن الدولي، المجلس الانتقالي الجنوبي إلى العدول عن أي إجراءات تتحدى شرعية اليمن ووحدته وسلامة أراضيه. وطالب المجلس في الجلسة الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي بتخفيف التوترات العسكرية والعودة لاتفاق الرياض. وقال مجلس الأمن في بيان، إن على الانتقالي الجنوبي «التراجع عن أي إجراءات تتحدى شرعية اليمن وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه، بما في ذلك تحويل الإيرادات «. وأضاف «على الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي تخفيف التوترات العسكرية والعودة إلى اتفاق الرياض». وأعرب مجلس الأمن عن القلق من الأعمال العدائية بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثيين ، مؤكداً «دعمه الثابت للمبعوث الخاص مارتن غريفيث وجهوده للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، والإجراءات الاقتصادية واستئناف عملية سياسية شاملة». وأعاد المجلس «التأكيد على دعوته بشأن إيقاف إطلاق النار لمواجهة تفشي فيروس كوفيد 19»، وضمان الوصول الكامل إلى داخل اليمن للعاملين الإغاثيين والمساعدات الطبية مع تصاعد انتشارالفيروس». وفي جلسة مجلس الأمن قدم المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث عبر دائرة تليفزيونية مغلقة، بشأن الأوضاع السياسية والإنسانية في اليمن. واستنكر المبعوث الاممي في احاطته إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي «الإدارة الذاتية» والخطوات اللاحقة التي اتخذت حكمًا ذاتيًا في محافظات الجنوب. وكشف المبعوث الاممي في الاحاطة انه قدم خارطة طريق للحكومة الشرعية ومليشيات الحوثي لاجل ايقاف الحرب واحلال السلام في اليمن . وأعلن المبعوث الأممي تقديم خارطة طريق «قابلة للتنفيد» ومتروك تنفيذها لمن يمتلكون السلاح والقدرة على اتخاذ القرار لتحقيق أهداف تلك الخارطة. وشملت احاطة المبعوث الاممي امام مجلس الأمن عديد تفاصيل عن الاوضاع وكيف قدمها لاعضاء مجلس الأمن بحسب رؤيته ونظرته لما هو حاصل خاصة فيما يتعلق بالاحداث في ابين والمواجهات العسكرية وايضا للخروقات المستمرة من قبل مليشيات الحوثي للهدنة ووقف اطلاق النار . وفي السطور التالية تنشر اخبار اليوم احاطة المبعوث الأممي : غريفيث يكشف عن بعض تفاصيل خارطة الطريق الأممية لإنهاء الحرب : ارسلت مسودات اتفاقيات لطرفي النزاع لوقف دائم لإطلاق النار وتشمل تدابير إنسانية واقتصادية، واستئناف للعملية السياسية الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي تعاملت مع مقترحات الأممالمتحدة بشكل بناء واستعداد الأطراف للوصول لحلول الوسط لإنهاء الحرب. تمضي الأطراف على الفور في خطة تنفيذ عمليات اطلاق سراح الأسرى واسعة النطاق كشف المبعوث الاممي في احاطته عن تقديم خارطة طريق للحكومة الشرعية والحوثي لانهاء الحرب ووقف دائم لاطلاق النار في كافة ارجاء اليمن . وأكد غريفيث إنه أرسل مسودات اتفاقيات لطرفي النزاع بشأن وقف لإطلاق النار يشمل عموم اليمن، وتشمل تدابير إنسانية واقتصادية، واستئناف للعملية السياسية .مؤكدا رغبة اليمنيين في سلام دائم في جميع أنحاء البلاد. وقال المبعوث الأممي انه « استطاع إحراز تقدم كبير في تلك المفاوضات وتعاملت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي مع مقترحات الأممالمتحدة بشكل بناء جدًا، وهو أمر مشجع للغاية، وإن هذه مؤشرات مهمة على استعداد الأطراف للوصول للحلول الوسط اللازمة لإنهاء الحرب في اليمن كما هو الحال في أي عملية تفاوضية. وتوقع غريفيث أن تمضي الأطراف على الفور في خطة تنفيذ عمليات اطلاق سراح الأسرى واسعة النطاق التي ناقشتها الأطراف بالفعل والتزمت بها في شهر فبراير الماضي في عمان. معربا عن شعوره بالإحباط الشديد لأن العديد من العائلات اليمنية اضطرت إلى الانتظار دون داعٍ لأشهر إضافية حتى يتم لم شملها بأحبائها. مضيفا «أنه لا ينبغي أن تصبح تفاصيل التنفيذ سببًا آخر لإطالة أمد المفاوضات». وأعترف المبعوث الأممي أن الوضع العسكري في اليمن لا يزال مقلقًا للغاية، بالرغم من المفاوضات الجارية حول تفاصيل وقف لإطلاق النار وأنه حذر في الإحاطتين الأخيرتين، بشأن المعارك التي تدور رحاها في مأرب، والبيضاء، والضالع. وقال : «في الحديدة، تستمر انتهاكات وقف إطلاق النار في كثير من الأحيان، ويساورني القلق بشكل خاص جراء القصف المنتظم للمناطق السكنية في المدينة والأجزاء الجنوبية. المخاطر وعمل الصحفيون وذكَّر غريفيث بالمخاطر الاستثنائية التي يتعرض لها الصحفيون في اليمن خلال القيام بعملهم، عالميًا، وفي اليمن. دون عملهم الصحفي، واعرب المبعوث الأممي عن قلقه بشأن الأحكام التي تضمنت الإعدام والتي أصدرتها محكمة في صنعاء الشهر الماضي ضد عشرة صحفيين، متمنيا أن يتم إطلاق سراحهم جميعًا. عن احداث الجنوب وتمرد الانتقالي : المبعوث الأممي يدعو الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي لتنفيذ اتفاق الرياض بشكل عاجل إعلان الانتقالي مثير للقلق وأنا منزعج من محاولات المجلس السيطرة على المؤسسات المحلية في عدن. و أدعو إلى ضبط النفس ! الخدمات العامة مستمرة في التدهور و على حافة الانهيار وعدن مثال على الأهوال التي يواجهها اليمن !! حازت الاحداث الجارية في المحافظات الجنوبية والتمرد والانقلاب الذي قام به المجلس الانتقالي الجنوبي على الحكومة الشرعية جزءا هاما من احاطة المبعوث الاممي خاصة وان الانتقالي مازال متعنت في تنفيذ اتفاق الرياض وتنصله عنه والعمل على التصعيد العسكري ضد الحكومة الشرعية واعلان الحرب ضد الجيش الوطني . ودعا المبعوث الأممي الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي لتكثيف الجهود من أجل استئناف تنفيذ «اتفاق الرياض» بشكل عاجل، الذي تقوم فيه المملكة العربية السعودية بدور الوساطة . وقال غريفيث : «سيساعد تنفيذ الاتفاق على تحسين تقديم الخدمات في عدن وغيرها من المناطق. كما سيضمن تنفيذ الاتفاق ضم المجلس الانتقالي الجنوبي في وفد تفاوض الحكومة الشرعية عند استئناف العملية السياسية بقيادة الأممالمتحدة والتي نأمل أن تأتي قريبًا. هذا مهم لجعل هذه العملية السياسية أكثر شمولية». ويضيف المبعوث الاممي : « يواجه سكان عدن بشكل خاص تفشي داء كوفيد-19 وأمراض أخرى يعتقد أنها تشمل الملاريا والكوليرا وحمى الضنك. تتزايد الوفيات يوميًا، لكن لا أحد يعرف بالضبط ما السبب وذلك لأن النظام الصحي غير مؤهل للتشخيص والعلاج. وتابع قائلا: «لقد أضرت سيول أبريل الغزيرة بشكل استثنائي بالبنية التحتية والمنازل، الأمر الذي كشف ضعف البنية التحتية وفاقم مشكلة انقطاع التيار الكهربائي التي كانت سيئة ومتكررة يوميًا بالفعل. إن الخدمات العامة التي استمرت في التدهور منذ فترة طويلة هي الآن على حافة الانهيار. إن عدن هي مثال على الأهوال التي يواجهها اليمن». واستدرك : «على هذه الخلفية غير المستقرة والهشة، يصبح إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي في 25 أبريل مثيرًا للقلق بشكل خاص. وأنا منزعج من محاولات المجلس للسيطرة على المؤسسات المحلية في عدن. إضافة إلى هذا المزيج المروع، تتصاعد التوترات العسكرية الآن في الجنوب وخاصة في أبين وسقطرى أيضًا. أدعو إلى ضبط النفس على الفور». تحذيرات من تفشي كورونا الدعوة لانشاء مركز للعمليات المشتركة بين الأطراف لمكافحة فيروس كورونا !! حرص المبعوث الاممي في احاطته الاخيرة على التطرق لفيروس كورونا وانتشاره المتسارع في بلادنا ووقع اصابات مستمرة ووفيات متلاحقه بصورة تثير القلق والخوف وحذر المبعوث الاممي من تداعيات فيروس كورونا وانتشاره بهذا الشكل المتسارع ما قد يتسبب في المزيد من المحن والماسي الانسانيه في هذا البلد .وأشار إلى الحاجة الملحة لعدد من التدابير الانسانية لمواجهة فيروس كورونا الذي ينتشر بوتيرة غير معروفة نظرًا لانخفاض معدلات الفحص. واكد غريفيث ان تلك التدابير تشمل إنشاء مركز للعمليات المشتركة بين الأطراف لمكافحة الفيروس. وستمكن هذه الإجراءات الإمدادات والطواقم الطبية من الوصول إلى الفئات السكانية الهشة، وهي أولوية عاجلة للغاية.