النازحون.. عامٌ من القطيعة    طلاب الجامعات والمدارس بعمران ينددون بالاعتداء على المصحف الشريف    بن حبتور يعزّي في رحيل الأكاديمي اليمني أحمد بامشموس    عبدالسلام يعلن نجاح مفاوضات مسقط واتفاق لتبادل آلاف الأسرى    وزير الخارجية اليمني يتبرأ من تصريحات نائبه حول التحالف مع الحوثيين ضد الجنوب    مستشار الرئيس الاماراتي : حق تقرير المصير في الجنوب إرادة أهله وليس الإمارات    الرئيس الزُبيدي يشدد على أهمية تطوير البنى التحتية لمطار عدن الدولي    جامع الشعب.. تدشين أنشطة جمعة رجب وفعاليات الهوية الإيمانية بحضور علمائي ونخبوي واسع    فعاليات ثقافية بمديريات محافظة صنعاء احتفاءً بجمعة رجب وتأكيداً على الهوية الإيمانية    الذهب يسجل مستوى قياسيا ويقترب من حاجز 4,500 دولار للأونصة    سفراء بريطانيا فرنسا ألمانيا هولندا والاتحاد الأوروبي يؤكدون التزامهم بوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه    فقيد الوطن و الساحه الفنية الشاعر سالم أحمد بامطرف    البنك المركزي يوقف تراخيص عدد من شركات الصرافة المخالفة ويغلق مقراتها    اتلاف 20 طنا بضائع منتهية الصلاحية في البيضاء    برنامج الأغذية العالمي يعلن استمرار تعليق أنشطته في مناطق سيطرة سلطات صنعاء    وجعي عليك يا حاشد    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    تداعيات ما بعد أحداث حضرموت    مخيم طبي مجاني لإزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات بالحديدة    صلاح ومرموش يقودان منتخب مصر لإحباط مفاجأة زيمبابوي    نابولي بطلا للسوبر الإيطالي على حساب بولونيا    بين "سايكس بيكو" القديمة و"أجندة التقسيم" الجديدة: اليمن في عين العاصفة    رويترز: أميركا تنفذ جولات استطلاع فوق نيجيريا بعد تهديدات ترامب    رئيس مجلس الشورى يعزّي في وفاة القاضي محمد عبدالله عبدالمغني    الابتزاز الرخيص آخر وسائل الشرعية    حسابات مصطفى النعمان السياسية.. حين يُستدعى الحوثي كورقة ضغط على السعودية    تصريحات النعمان تفضح إفلاس الشرعية وسقوطا أخلاقيا يكشف رغبة بالتحالف مع الحوثي    أبين.. إصابة 3 جنود من الحزام الأمني جراء هجوم بطائرة مسيّرة    فنان تشكيلي يتلقى إشعاراً بإخلاء مسكنه في صنعاء ويعرض لوحاته للبيع    الخارجية الروسية: روسيا تؤكد تضامنها مع فنزويلا على خلفية التصعيد في البحر الكاريبي    الصحفي والناشط الحقوقي نشوان النظاري    تواصل منافسات بطولة الرماية المفتوحة للسيدات والناشئات    صنعاء : تخصيص 600 مليون ريال للمشاريع الصغيرة وعدم منح أي تصريح لأي مول    رئيس انتقالي لحج "الحالمي" يعزّي في وفاة الشيخ حسين جابر بن شعيلة    هيئة المواصفات تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    رشيد تعز يفوز على تضامن شبوة في دوري الدرجة الثانية    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    خبير مصري: إخوان اليمن يلتقون المخابرات البريطانية    الإصلاح بحجة ينعى الشيخ مبخوت السعيدي ويذكّر بمواقفه الوطنية وتصديه للمشروع الحوثي    فيفا: السعودية معقل كرة القدم الجديد    الذهب يتجاوز 4400 دولار للأونصة والفضة عند مستوى تاريخي    اغتيال جنرال في الجيش الروسي في موسكو    الأرصاد يتوقع أجواء شديدة البرودة وتشكّل الصقيع    المغرب يفتتح كأس إفريقيا 2025 بهدفين رائعين في شباك جزر القمر    خلال مراسم تشييع جثمان الصحفي الأميري.. المشيعون: الإعلام اليمني فقد أحد الأقلام الحرة التي حملت هموم الوطن    بهويته الإيمانية.. شعب الحكمة والإيمان ينتصر للقرآن    مرض الفشل الكلوي (33)    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يلتقي ملاك وممثلي معامل الدباغة ومصانع الجلديات    الدوري الاسباني: برشلونة يهزم فياريال ويؤكد انفراده بالصدارة    تدشين البطولة المفتوحة للرماية للسيدات والناشئات بصنعاء    الصحفي والقيادي الاعلامي الكبير الدكتور عبدالحفيظ النهاري    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    مهرجان ثقافي في الجزائر يبرز غنى الموسيقى الجنوبية    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علاقة دولة الإمارات بشبكات المرتزقة الأجانب!!
دراسة ترصد وتكشف كيف إنشات الإمارات أول فريق للمرتزقة وقدمت الأموال لتدريبهم واستخدامهم لتنفيذ أجنداتها:
نشر في أخبار اليوم يوم 11 - 02 - 2021

كشفت دراسة بحثية عن علاقة دولة الإمارات العرية المتحدة بشبكات المرتزقة الأجانب ومن مختلف الدول والجنسيات في اليمن ومنطقة الشرق الأوسط وكيف قامت باستجلابهم ومنحتهم المميزات المالية واستخدمتهم لا جل تنفيذ أجنداتها .
الدراسة قام بها الباحث هشام كمال ونشرها منتدى العاصمة للدراسات السياسية والمجتمعية حملت عنوان " الإمارات وشبكات المرتزقة " وتشتمل على عديد حقائق ومعلومات عن علاقة الإمارات بشبكات المرتزقة وكيفية تزيفها واستخدامهم لتنفيذ أجنداتها .
ولأهمية الدراسة وما تكشفه من معلومات وحقائق تقوم اخبار اليوم بنشر الدراسة على حلقات وفيما يلي الحلقة الأولى :
تشكيل سرية من 800 مرتزق كولومبي
يقول الباحث في الدراسة " استجلبت الإمارات مرتزقة أجانب، ومنحتهم ميزات وضمانات كبيرة، واستخدمتهم من أجل تنفيذ أجندتها الخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وكانت باكورة أعمالها في هذا المضمار تشكيل محمد بن زايد لقوة سرية مؤلفة من 800 مرتزق كولومبي تحت قيادة ريكي تشامبرز، العميل السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI ، والذي عمل لسنوات لصالح إريك برنس مؤسس شركة بلاكووتر .
لم تدخل الإمارات وحدها هذا المضمار، حيث دخلت معها المملكة العربية السعودية على خط استجلاب المرتزقة، وبعد حادثة مقتل الصحفي جمال خاشقجي في أكتوبر 2018، تم تسليط الضوء على الدور السعودي في قمع المعارضين، وكذلك دور السعودية في جلب المرتزقة أيضا للحرب بالوكالة على الأرض، بما في ذلك مرتزقة يصنفون في سن الطفولة .
ويضيف الباحث " لكن الإمارات حازت قصب السبق في هذا المضمار، وسارت فيه بخطى حثيثة، ولم تستجلب الفئة الدنيا من الجنود فحسب، بل وظفت مرتزقة كانوا ضباطا بقوات خاصة بعدة دول، ومرتزقة ذوي رتب رفيعة سابقة في جيوش أجنبية كبيرة، بما في ذلك الولايات المتحدة، وبريطانيا، وأستراليا .
ولم يخل العمل الإماراتي من الاستعانة بالجانب الإسرائيلي، سواء فيما يتعلق بجوانب التدريب، أو توفير
المعدات، أو غيرها من الوسائل، مع الوضع في الحسبان ذلك الدور المهم الذي لعبه – وما زال يلعبه –
محمد دحلان - صاحب الشخصية الأمنية المثيرة للجدل - والذي يتمتع بعلاقات خارجية قوية ومتنفذة، لاسيما مع الجانب الإسرائيلي .
مرتزقة لأغراض متعددة
يضيف الباحث " استخدمت الإمارات فرق المرتزقة لأغراض متعددة، بما في ذلك اغتيال رموز سياسية وأمنية ودينية تعتبرها الإمارات مناهضة لها، ولم يخل عمل أفراد وفرق المرتزقة من ممارسة انتهاكات كبيرة.
وحدثت أكثر تلك الانتهاكات وأسواها في اليمن، بما في ذلك ما يصنف تحت بند جرائم الحرب، ولكن بلا
محاسبة حتى الان .
بواعث، تشكيل الإمارات لفرق المرتزقة
تقول الدراسة " تزامن تأسيس فرق المرتزقة مع انطلاق ثورات الربيع العربي عام 2011 ، وتعددت الأهداف التي وقفت خلف تأسيس الفرقة الأولى من المرتزقة - والتي تشكلت من قوات كولومبية - بوجه خاص، وتشكيل فرق المرتزقة بوجه عام .
وكان الهدف العام من تشكيل فرق المرتزقة هو القيام بعمليات خاصة داخل وخارج البلاد تحت مسمى «عمليات مكافحة الإرهاب»، بما في ذلك الدفاع عن خطوط أنابيب النفط، وناطحات السحاب من الهجمات «الإرهابية » ،
وإخماد الثورات الداخلية إذا ما انتقلت عدوى ثورات الربيع العربي إلى الإمارات، أو أي دولة خليجية
حليفة لها وكان من ضمن بواعث توظيف المرتزقة كذلك :
-1 انخراط الإمارات في حرب اليمن، حيث حرصت أبو ظبي على الحد من العواقب السياسية الداخلية جراء الخسائر في الأرواح، ومن ثم اتجهت لإحلال فرق المرتزقة محل العديد من القوات البرية الإماراتية .
-2 تجنب التدقيق والملاحقات القانونية الدولية، علاوة على القدرة على استهداف الخصوم السياسيين في
اليمن وغيرها بشكل يبعد الشبهات عن الإمارات .
-3 نقص الخبرة القتالية للقوات الإماراتية في القتال المتلاحم في المعارك البرية، حيث تعتمد الإمارات – كما السعودية - بشكل أكبر على الغارات الجوية لمحاولة سحق القوات المعادية، وهو ما تسبب في مآسٍ
كبيرة للمدنيين اليمنيين، فقد فاقت الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف العربي منذ بداية تدخلها حتى سبتمبر24 ألف غارة، وفقا لتقرير «مديرية الاستخبارات العسكرية ) ،2018 DRM (« الفرنسية،
الذي كشف موقع إنترسبت النقاب عنه في أبريل 2019 ، وهذا على أقل تقدير، حيث تصف تقارير أخرى تعدي الضربات الجوية حيز المائة ألف ضربة .
4- كانت المواجهة المحتملة مع إيران – خاصة في الجزر التي تحتلها إيران في الخليج العربي – دافعا
كذلك لتشكيل فرقة تدخل من مرتزقة أجانب بتدريب جيد، حسبما أشارت بعض الجهات الأمريكية وبعض قيادات المرتزقة آنذاك .
اختارت الإمارات المرتزقة الكولومبيين لعدة أسباب، من بينها خبرتهم في مكافحة تمرد مجموعات الفارك اليسارية الثورية في كولومبيا، حيث يتمتع العسكريون الكولومبيون بخبرة كبيرة في هذا المجال بعد 50 عاما من الحرب الأهلية هناك .
بالإضافة إلى الخبرة في التعامل مع حرب العصابات التي تشنها عصابات الاتجار في المخدرات في كولومبيا .
وكذلك التميز بالتدريب الجيد على التعامل مع المعدات العسكرية الأمريكية، وعلى جانب مهم أيضا؛
التكلفة الأقل بكثير مقارنة بتكلفة توظيف المرتزقة الأمريكيين والأوروبيين .
تعاقد بملايين الدولارات
وشكلت الإمارات أول مجموعة من المرتزقة في 2011 بموجب تعاقد بلغت قيمته الإجمالية 529 مليون دولار أمريكي، حيث جلبت الإمارات 800 من الكولومبيين بشكل سري، وأنشأت لهم معسكرا على درجة عالية من السرية في صحراء مدينة زايد خارج أبو ظبي .
قدرت نفقات المعسكر آنذاك بتسعة ملايين دولار شهريا، ابتداء من نفقات الطعام والشراب – الذي استلزم
إحضار طباخين كولومبيين - حتى نفقات التسليح والمعدات العسكرية والصيانة والتدريب وقد استقدمت الإمارات محاربين قدامى من القوات الجوية الخاصة البريطانية، والفيلق الفرنسي الخارجي، لعمل دورات تدريبية لهؤلاء المرتزقة، واجتذبت الإمارات من أجل ذلك بعض المدربين من ذوي الرتب الرفيعة الذين شاركوا في الحرب في أفغانستان والعراق، بمتوسط رواتب يفوق 200 ألف دولار سنويا .
ويكشف الباحث " انه تم تقليص عدد مجندي هذه الفرقة بعد ذلك إلى 580 فقط، وذلك لعدد من الأسباب، كان منها :
-1 استبعاد غير المتمتعين بالخبرة الكافية .
-2 اكتشاف إدمان آخرين للمخدرات .
-3 حدوث بعض المشاكل ا لإدارية المتعلقة بالمشروع حينئذ، والتي كان من بينها التغير المتكرر لقيادة
المجموعة بعد رحيل تشامبرز، القائد الأمريكي الأول لها، بعد شهور قليلة من بدء المشروع .
وتجدر الإشارة إلى أن إريك برنس كان يأمل في جني عدة مليارات من الدولارات عبر تجميع كتائب مرتزقة إضافية من أمريكا اللاتينية لصالح الإمارات، وكذلك فتح مجمع عملاق لتدريب مرتزقة لصالح العديد من الحكومات، بعيدا عن التدقيق من قبل الكونجرس الأمريكي أو محققي وزارة العدل، أو غير ذلك من الجهات القانونية .
ميزات وضمانات لمجندي المرتزقة
تمتع المرتزقة الذين جلبتهم الإمارات – وكذلك السعودية – بعدد من الميزات، ومُنحوا ضمانات لهم
ولعائلاتهم، حيث كان المرتزق يتقاضى 150 دولارا في اليوم الواحد، حسبما ذكرت نيويورك تايمز في 2011 ويعد ذلك – على الرغم من أنه يقل عن نصف ما يتقاضاه المرتزقة الأوروبيون والأمريكيون - مبلغا كبيرا يزيد عن خمسة أضعاف ما كان المجند يتقاضاه في كولومبيا، والذي قدر بما لا يزيد عن 400 إلى 600 دولار شهريا .
يذكر أن بعض التقارير قدرت ما يتقاضاه المرتزق الأمريكي بما يزيد عن 088 دولار يوميا .
رواتب المرتزقة في اليمن
ويقول الباحث انه " في حرب اليمن؛ قدرت رواتب الكولومبيين بين 2000 إلى 3000 دولار شهريا كراتب أساسي، علاوة على راتب إضافي يقدر بألف دولار أسبوعيا طوال فترة تواجد بالإمارات تقدر بثلاثة أشهر 12 .
وتعدت الضمانات والميزات ما يتعلق بالأمور الاقتصادية الخاصة بالرواتب والمكافآت، حيث حصل المرتزقة كذلك على بطاقات إقامة رسمية في الإمارات، مع الفوائد الصحية والتعليمية كما للمواطنين الإماراتيين .
كما وعدوا بالحصول على الجنسية الإماراتية الفورية بعد عودة المرتزقة من مهامهم باليمن،
وكذلك الوعد بمنح الجنسية لأسرة المرتزق، علاوة على معاش مالي مناسب بعد ذلك .
كذلك منحتهم المخابرات العسكرية ا لإماراتية، المشرفة على المشروع وقتئذ، ميزة العبور من بوابات
الجمارك وشؤون الهجرة دون تفتيش أو استيقاف .
وفي حالة وفاة أحد أفراد المرتزقة في إحدى المهام؛ فهناك ضمان برعاية أسرته مستقبليا، بما في ذلك
الرعاية المادية والتعليمية حتى انتهاء المرحلة الجامعية، حسبما ذكرت صحيفة El Tiempo . الكولومبية
في أكتوبر 2015
نشر المرتزقة في اليمن.. والدور الأمريكي
تقول الدراسة " أكدت كل من نيويورك تايمز، والإيكونوميست، في نوفمبر 2015، على نشر الإمارات لقوة مرتزقة في اليمن. وقد تشكلت تلك القوة من 450 مقاتلا، معظمهم من الكولومبيين، إلى جانب بعض المرتزقة من دول أخرى، بما في ذلك بنما، وتشيلي، والسلفادور، حيث تم توظيف حوالي 100 سلفادوري كمرتزقة باليمن عن طريق الشركة الأمريكية العملاقة «نورثروبجرومان» كمقاول متعاقد من الباطن، كما تؤكد الكاتبة لورا كارلسن – بحسب مصدر بوزارة دفاع السلفادور - على توظيف مرتزقة مكسيكيين في اليمن، أغفلهم تقرير نيويورك تايمز .
وتم إعداد تلك القوة، وتدريبها، وتطوير أدائها، في معسكر مدينة زايد ابتداء من أوائل عام 2011 حتى
نهايات عام 2015أي لمدة تقارب خمس سنوات، وشارك في قيادة القوة أوسكار جارسيا بات، القائد السابق بالعمليات الخاصة الكولومبية, ومدير الشركة الكولومبية «جلوبال إنتر برايزس Global Enterprises « ،
المسؤولة عن توظيف أعداد من الجنود العسكريين الكولومبيين السابقين كمرتزقة لصالح الإمارات .
وعن الدور الأمريكي، يتساءل المحلل السياسي الأمريكي ويليام هارتونج عن مدى المشاركة الأمريكية في تدريب وتجهيز قوات المرتزقة التي استجلبتها الإمارات من دول أمريكا اللاتينية الأربعة؛ كولومبيا،
وتشيلي، وبنما، والسلفادور ، بما في ذلك أكثر من ثلثي تلك القوات من كولومبيا وحدها، مستندا إلى
قيام الولايات المتحدة بتدريب حوالي 30 ألفا من العسكريين من تلك الدول الأربعة إبان عهد الرئيس
باراك أوباما، وعلى رأس من دربتهم أمريكا أوسكار جارسيا بات، كما أن معظم العتاد الذي تستخدمه
الإمارات في اليمن عتاد أمريكي.
وقال هارتونج: «سيكون من المفيد معرفة كم من هؤلاء الثلاثين ألفا باعوا مهاراتهم للإمارات العربية
المتحدة للقتال إلى جانب قواتها في اليمن؟ !» .
وتشير الكاتبة لورا كارلسن – في ذات السياق المتعلق بالدور الأمريكي - إلى إنفاق الولايات المتحدة،
على مدار 15 عاما من 2000 إلى 2015 ، حوالي 7 مليا رات دولار على تدريب، وتقديم المشورة، وتجهيز، قوات الأمن الكولومبية، كما «نفذت الولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية استراتيجية لإعداد الكولومبيين لصناعة ناشئة»، هي صناعة: «تصدير الأمن » .
السعودية والإمارات يجلبون المرتزقة
على ناحية أخرى، جلبت الإمارات بالاشتراك مع السعودية أعدادا إضافية من المرتزقة الكولومبيين في
اليمن في 2015من أجل الحرب في الخطوط الأمامية ضد الحوثيين، ولم يتضح أي من الدولتين "الإمارات والسعودية" قد تعاقدت مع المرتزقة الكولومبيين مبدئيا في ذلك العام، لكن القناة التليفزيونية
الكولومبية TeleSUR ذكرت أنها السعودية ، بينما ذكرت تقارير أمريكية وكولومبية أخرى بأن المرتزقة أكملوا تعاقداتهم في الإمارات، التي منحتهم الضمانات السابق ذكرها .
ويمكن أن يعد ذلك تكاملا بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في العمل الخاص
بجلب المرتزقة لخوض القتال في اليمن .
قدر العدد المبدئي للفرق التي جلبت في 2015 بحوالي 800 مقاتل – كعدد أول فرقة شكلتها الإمارات في
2011 ، ارتفع بعد ذلك إلى 3300 من العسكريين ورجال الشرطة المتقاعدين، وصلوا إلى اليمن على دفعات، كان أولها 29 جنديا سابقا من القوات الخاصة الكولومبية .
شكاوى كولومبية على أعلى المستويات
أعرب نائب وزير الدفاع الكولومبي آنذاك جورج بيدويا عن قلق بلاده من تخلي الكثير من الجنود عن
الخدمة الوطنية مقابل ما سيحصلون عليه من الإمارات، حسبما أشارت فاينانشيال تايمز في يونيو 2013
وقال بيدويا: إن هؤلاء الجنود - الذين تسعى الإمارات لتوظيفهم كمرتزقة - على درجة عالية من الخبرة، وقد تطلب الأمر من كولومبيا جهودا كبيرة لتدريبهم وتأهيلهم .
وقد دفعت هجرة الجنود الكولومبيين المدربين تدريبا عاليا على حرب العصابات – بمن فيهم جنود قوات
خاصة، وضباط سابقون، وطيارو البلاك هوك - بوغوتا إلى البحث عن صيغة لوقف خسارة رجالها، وزار بعض المسؤولين الكولومبيين الإمارات في أبريل 2013، وطرحوا فكرة إبرام اتفاقية هناك لتنظيم تدفق المرتزقة، حسبما أشار مصدر مطلع لفاينا نشيال تايمز آنذاك. كما أعرب الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس، بالتزامن مع توقيت الزيارة، عن امتنان بلاده لمساعدة الإمارات، مع التحفظ على استقطاب الجنود بعيدا عن بلدهم .
ويقول الباحث " وفي إطار الانزعاج من توظيف الكفاءات العسكرية الكولومبية كمرتزقة، صرح الخبير
العسكري الكولومبي جايمي رويز، رئيس الرابطة الكولومبية للضباط المتقاعدين من القوات المسلحة،
لصحيفة نيويورك تايمز في 2015 مبينا أن: «هذه العروض الرائعة بتلك المرتبات الجيدة والتأمين، قد
اجتذبت أفضل جنودنا.. لقد تقاعد العديد منهم من الجيش، وغادروا » .
لقد لعبت الميزات والضمانات التي وفرتها الإمارات لأفراد المرتزقة، والتي كانت تفوق بشكل كبير ما كان متاحا لهم في بلدهم الأم كولومبيا، علاوة على القتال المدعوم بغطاء جوي مفتوح وتوفير معدات وأسلحة جديدة، دورا كبيرا في رغبة العديد من الضباط والجنود الكولومبيين في ترك الخدمة بالجيش والشرطة
الكولومبية، والالتحاق بالعمل كمرتزقة لصالح الإمارات. وقد دافع بعضهم عن ذلك الاتجاه بعد الهجوم
المتكرر عليهم من قبل وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية.
ضابط متقاعد يدافع عن المرتزقة
وتحدث قائد متقاعد من القوات المسلحة الكولومبية لصحيفة El Tiempo في معرض الرد على
الاتهامات الموجهة قائلا: «لقد أطلقوا علينا ألقابا مثل المرتزقة، والخونة، والعملاء، والجبناء،
والانتهازيين. نحن لسنا أيا من ذلك، نحن رجال كنا نتخذ قرارات بالاستجابة - لأي طارئ - في ظل عدم وجود ضمانات لأداء عملنا (يقصد في وطنهم الأم (« .
المرتزقة الأفارقة
تكشف الدراسة انه " لم تكتف الإمارات – وكذلك السعودية - المتورطتان في جرائم حرب باليمن، بجلب
مرتزقة من أمريكا اللاتينية فحسب، بل سعتا إلى استخدام مرتزقة أفارقة، بما في ذلك قوات من السودان،
وتشاد، وأوغندا، وجنوب أفريقيا، وإريتريا. مرتزقة إريتريون رغم أنف الأمم المتحدة وقعت الإمارات صفقة عسكرية مع إريتريا – تتضمن دفع مبالغ مالية للحكومة هناك - لاستخدام قواعدها في الحرب في اليمن، علاوة على استخدام 400 جندي إريتري جنبا إلى جنب مع القوات الإماراتية داخل اليمن.
في عام 2015 ، وفقا لتقرير صادر عن «مجموعة مراقبة الأمم المتحدة المعنية بالصومال وإريتريا» في 21 أكتوبر 2015 ، والذي حذر كذلك من أن المبالغ المدفوعة لإريتريا بموجب هذه الصفقة ربما تعد «انتهاكا واضحا» لقرار الأمم المتحدة رقم 1907 ، الذي فرض حظرا على الأسلحة على إريتريا في عام 2009 .
مرتزقة نخبويون من جنوب أفريقيا
وتقول الدراسة " بسبب بعض أوجه القصور في قدرات الكولومبيين، تعاقدت الإمارات مع بعض المرتزقة من جنوب أفريقيا كمدربين، وتم جلبهم لتعزيز القدرات القتالية لقوات المرتزقة التي شكلتها الإمارات، ومركزتها في صحراء مدينة زايد .
يعتبر بعض المجندين الجنوب أفريقيين من قدامى المحاربين التابعين للشركة الأمنية إكسكيوتيف أوتكمز
Executive Outcomes ، التي أنشأها في بداية التسعينات عدد من الأشخاص، من بينهم سيمون مان ، الضابط السابق بالقوات الجوية الخاصة البريطانية «قوات الخدمات الجوية SAS « ، الذي سجن في زيمبابوي وغينيا الاستوائية من 2004 إلى 2009 بتهمة الاشتراك في محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة بغينيا الاستوائية عام 2004 ، وحكم عليه بالسجن لمدة 34 عاما، لكنه خرج بعفو رئاسي لظروف إنسانية، مع دفع كفالة وتعويض يقدران بحوالي 6241 مليون جنيه إسترليني .
تشاد وأوغندا وأموال سياسية
وتضيف الدراسة "جلبت كل من الإمارات والسعودية أعدادا كبيرة من المرتزقة التشاديين والأوغنديين منذ عام 2018 ، وقد كان انسحاب بعض الدول من تحالف دعم الشرعية باليمن، بما في ذلك قطر والمغرب، وتقليل تمثيل البعض الاخر، بما في ذلك مصر، من بين أسباب زيادة الاستعانة بمرتزقة أجانب بشكل عام، حيث سعت الرياض إلى إبرام اتفاق مع تشاد لتزويد المملكة بقوات تدعم جهودها في الحرب باليمن، كما سعت الإمارات لتجنيد حوالي عشرة آلاف مرتزق من أوغندا .
وقد ادعت جبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد أن عدد مقاتليها في ليبيا بلغ في ديسمبر 2016، 700
مقاتل، على الرغم، من أن تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة المعني بليبيا، والصادر في 2017، يلفت إلى احتمالية زيادة هذا الرقم ليصل إلى ما بين 1000 و1500 مقاتل .
وقد أشارت مجلة ميليتري ووتش « Military Watch Magazine « في يونيو 2018 إلى أن أنظمة بعض الدول الأفريقية كانت تحصل على مبالغ مالية كبيرة من «هاتين الدولتين النفطيتين الغنيتين – الإمارات والسعودية» نظير إرسالها المرتزقة من بلادهم للحرب في اليمن .
وكان مصدر مصري وثيق الصلة بدوائر صناعة القرار قد صرح لصحيفة العربي الجديد في 8 يوليو 2019 بأن الأيام السابقة لتصريحه شهدت اتفاقات واسعة مع مليشيات ومسلحين أفارقة، من دول محيطة بالسودان، للمشاركة في عملية اقتحام طرابلس مقابل أموال. وقال المصدر: إن الاتفاقات جرت مع عناصر مسلحة من تشاد، بتمويل من الإمارات والسعودية .
.................. يتبع غدا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.