يشن الحوثيون بشكل يومي هجمات على أراضي المملكة العربية السعودية، منذ أن أعلنت الإدارة الأمريكية إنهاء دعمها للعمليات الهجومية في اليمن، وإخراج “الحوثيين” من قائمة الإرهاب. وفي الخامس من فبراير/شباط أعلن الرئيس جو بايدن إنهاء الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية التي يقوم بها التحالف ضد الحوثيين في اليمن، وبعد 24 ساعة من هذا الإعلان، أبلغت الخارجية الأمريكية، الكونجرس نيتها إلغاء قرار تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية، وهو ما دخل، يوم الخميس، حيز التنفيذ بقرار رسمي. وحسب إحصاء “يمن مونيتور” فقد شن الحوثيون تسع هجمات منفصلة منذ السادس من فبراير/شباط وحتى يوم الخميس 11 فبراير/شباط ب (13) طائرة مسيرة مفخخة، وصاروخ باليستي واحد. السادس من فبراير/شباط: اعتراض وتدمير طائرة بدون طيار (مفخخة). السابع من فبراير/شباط: اعتراض وتدمير ما مجموعه (4) طائرات دون طيار مفخخة. في ثلاث هجمات منفصلة. الثامن من فبراير/شباط: اعتراض وتدمير طائرة دون طيار (مفخخة). 10فبراير/شباط: اعتراض وتدمير طائرتين دون طيار (مفخختين) استهدفت خميس مشيط. 10 فبراير/شباط: استهداف مطار أبها بأربع طائرات مسيرة “مفخخة” أدى إلى حريق في طائرة مدنية تم السيطرة عليه، التحالف: تم بنسخة من طائرة أبابيل تي إيرانية الصنع. 11فبراير/شباط: اعتراض وتدمير طائرة بدون طيار (مفخخة)، استهدف خميس مشيط. 11 فبراير/شباط: اعتراض وتدمير صاروخ باليستي استهدف خميس مشيط. وكان التحالف قد اعترض صاروخاً باليستياً فوق العاصمة السعودية الرياض في 23 يناير/كانون الثاني الماضي. ويبدو أن “إدارة بايدن” ألغت تصنيف الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية دون قيد أو شرط على أمل أن يرد الحوثيون بالمثل وينخرطون في مفاوضات بحسن نية. لكن يقول المسؤول السابق في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ديف هاردن، “إن الحوثيين سوف ينظرون إلى هذا الإنهاء باعتباره علامة على الضعف الأمريكي”. وقالت الباحثة المتخصصة في الشؤون اليمنية ندوى الدوسري: في حين أن إدارة بايدن يمكنها ممارسة الضغط بنجاح على التحالف الذي تقوده السعودية والحكومة اليمنية، إلا أنها لا تتمتع بنفس النفوذ على الحوثيين، الذين لديهم اليد العليا حاليًا عسكريًا. وأضافت: وبالتالي، فإن التسوية السياسية تخاطر بقلب الميزان العسكري لصالح الحوثيين، الذين فشلوا في إظهار أي التزام بوقف إطلاق النار في الماضي. ودانت الخارجية الأمريكية هجمات الحوثيين على السعودية، وقال المتحدث باسمها يوم الأربعاء: إن إلغاء التصنيف لا علاقة له على الإطلاق بالسلوك البغيض للحوثيين. فلا نمك شك بما يرتكبونه فهم مسؤولون عن هجمات ضد المدنيين وخطف مواطنين أمريكيين. وقال ريتشارد غولدبرغ، المدير السابق لمكافحة أسلحة الدمار الشامل الإيرانية في مجلس الأمن القومي في إدارة ترامب: “إنه أمر محرج بعض الشيء أن تعلن الإدارة شطب منظمة إرهابية وأن تستدير بسرعة وتدين الأنشطة الإرهابية التي تقوم بها تلك المنظمة”. وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة. ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية. وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من 100 ألف يمني خلال السنوات الخمس. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأممالمتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
