أدان المركز الأمريكي للعدالة ( ACJ ) «الكارثة المروعة التي تعرض لها لاجئون أفارقة في مركز احتجاز تابع لجماعة الحوثي في مدينة صنعاء». والاحد الماضي، اقدمت مليشيا الحوثي على إحراق معتقل اللاجئين الاثيوبيين في صنعاء والذي يضم اكثر من 900 لاجئ، ما ادى الى وفاة واصابة اكثر من 400 منهم. وقال المركز الامريكي للعدالة، في بيان، إن شهادات ناجين استمع اليها، اكدت ان مليشيا الحوثي تقوم باحتجاز أكثر من ألف لاجئ افريقي في عنابر ضيقة داخل مبنى مصلحة الجوازات في صنعاء. واضافت ان اماكن الاحتجاز لا تتوفر فيها شروط الاحتجاز القانوني ويتم تكديسهم دون مراعاة لادميتهم ودون توفير الحد الادنى من ضمانات الغذاء والصحة البدنية والعقلية وقواعد السلامة. وأضاف الشهود بأن المئات من اللاجئين الأفارقة ومعظمهم مهاجرين أروميين مستضعفين قادمين من أثيوبيا -بعضهم يحمل وثيقة لجوء- تم اعتقالهم بشكل تعسفي دون مراعاة للبعد الانساني واشتراطات المواثيق الدولية. ووفق المركز، تتضمن سياسات الاحتجاز لدى جماعة الحوثي والإبقاء عليهم في بدروم ضيق داخل مبنى الجوازات لفترات طويلة وفي ظروف اعتقال غير انسانية بالغة القسوة ولفترات حبس غير قانونية تجعل منهم معتقلين لا محتجزين. واكد المركز وفق شهادات النازحين، أن المليشيا خيرت اللاجئين، دفع فدية -تعادل مائة إلى مائتي دولار أمريكي- لمشرفي المعتقل مقابل الافراج عنهم، او المشاركة في القتال ضمن صفوف جماعة الحوثي. وقال المركز إن تخيير اللاجئين بين دفع فدية مقابل الافراج عنه او الالتحاق بجبهات المليشيا هو استغلال لظروف الاعتقال السيئة وتكشف عن سياسة جماعة الحوثي في وضعهم في ظروف اعتقال بالغة السوء لاقناعهم بأفضلية القتال لمن يعجز عن دفع الفدية. وافاد الشهود بأن خلافا حدث مع حراسة المعتقل عندما حاولوا اجبار الضحايا على فك الاضراب الذي نفذوه للمطالبة بالافراج عنهم وتحسين ظروف الاعتقال تطور الى ان قام احد عناصر الحوثي بالقاء قنبلة يدوية في أوساط المعتقلين أدت إلى اندلاع حريق ناتج عن الانفجار الذي تسبب في مقتل عدد منهم بعد اشتعال النيران في المكان وبينهم نساء وأطفال تفحمت جثثهم إلى جانب من قضوا في هذه الحادثة. وقال عدد من اقارب الناجون الذي تحدث معهم المركز عبر الهاتف، وفق البيان، ان جماعة الحوثي قامت بمداهمة منازل أقارب وأصدقاء الناجين من المحرقة واعتقال عدد ممن فروا من المعتقل عقب اهتمام وسائل الاعلام بالحريق بوصفه جريمة متعمدة بقصد منعهم من الادلاء بشهادتهم والتعتيم على الحادثة. وعبر المركز عن فداحة الكارثة التي تعرض لها اللاجئون الافارقة الأثيوبيين الذين ينتمون لأقلية الأرومو المضطهدة الذي انتهى بهم المطاف إلى عملية قتل جماعي بصورة بشعة تتحمل مسئوليتها جماعة الحوثي نتيجة الممارسات التعسفية تجاه المهاجرين من جماعات مستضعفه. واكد ان الجريمة هي سلوك يتنافى مع مبادئ الانسانية رغم قانونية وضع العديد منهم ممن يحمل وثيقة لجوء، واحتجازهم في مكان غير مؤهل بأعداد كبيرة وتعريض حياتهم للخطر. واعرب المركز الامريكي للعدالة، عن أسفه وخيبة أمله للموقف الدولي إزاء هذه الجريمة الكبيرة التي لم تلاق أي إهتمام حتى هذه اللحظة، وفق تعبير البيان. ودعا المركز المجتمع الدولي ومنظمة الهجرة الدولية ومفوضية شؤون اللاجئين وكافة المؤسسات الدولية ذات العلاقة الى تشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على ما حدث ولكشف الملابسات التي أودت بحياة عدد كبير من اللاجئين الافارقة ومحاسبة الجناة. كما دعا المركز جماعة الحوثي الى الكف عن ملاحقة اللاجئين واحترام آدميتهم وضمان تأمين حياتهم وسلامتهم وسرعة الافراج عن المعتقلين، والكشف عن حقيقة ما تعرضوا له في الحادثة الأخيرة واحترام حقوق اللاجئين وفقا لمبادئ الانسانية ونصوص المواثيق والمعاهدات الدولية. ووفق تقارير منظمات ومصادر محلية، فإن عدد الوفيات يترواح ما بين 100-150 وفاة، فيما يتجاوز عدد المصابين 300 مصاب. وعقب الحادثة، منعت مليشيا الحوثي الضحايا الوصول إلى المستشفيات في صنعاء، وفق بيان لمنظمة الهجرة الدولية. ودعت المنظمة مليشيا الحوثي إلى السماح لها بالوصول إلى المستشفيات من أجل المساهمة في علاج الجرحى الذين توصف إصابات معظمهم بالخطرة. ويتجاوز عدد المحتجزين الأفارقة في سجن الحوثي بجوار الجوازات بشارع خولان في صنعاء لا يقل عن 900 شخص وفق تقديرات الهجرة الدولية، لكن مصادر أخرى تتحدث عن 2000 شخص تقريبا. وبحسب الروايات المنشورة فإن مليشيا الحوثي تحتجز المهاجرين واللاجئين الأفارقة للحصول على فدية تترواح بين 1000 – إلى 5000 ريال سعودي. يحتوي سجن الجوازات في صنعاء على نساء تعرضن للاغتصاب بشكل ممنهج وفق روايات محلية عن مهاجرين أثيوبيين في عدة مدن يمنية. وقالت المصادر إن مليشيا الحوثي خيرت المحتجزين بين التوجه للقتال في صفوفها في جبهات مأرب أو دفع فدية مالية بخمسة آلاف ريال سعودي عن الشخص الواحد. الأمر الذي أدى بالمحتجزين الأفارقة إلى إضراب عن الطعام واحتجاج، فقامت مليشيا الحوثي بإطلاق قنبلة حارقة عليهم