قال السفير السعودي في بريطانيا، الأمير خالد بن بندر بن سلطان، إن «انسحاب قوات بلاده من اليمن لن يفضي إلى السلام المنشود في البلد»، مشيرا إلى أن السعودية لا تستطيع أن تنسحب ببساطة من اليمن في الوقت الراهن. وأضاف السفير السعودي في مقال رأي نشرته صحيفة «تليغراف» البريطانية: «هناك من يقول إنه بعد ست سنوات من الصراع الذي لم يتم حله، على السعودية أن تنسحب ببساطة. أود أن أقول لهؤلاء الأشخاص أولاً إن المغادرة أصعب من الوصول». واستشهد السفير السعودي «باستمرار وجود أكثر من 2000 جندي أمريكي في أفغانستان اليوم، بعد ما يقرب من عشرين عاما من تدخل أمريكا لأول مرة في ذلك البلد». وتابع: «لن ينتهي الصراع، لكنه سيدخل فصلاً دمويًا جديدًا، مع ارتفاع عدد القتلى المدنيين، ولن تتمكن المساعدات الإنسانية التي يمكن أن تتدفق حاليًا إلى المنطقة في الغالب من القيام بذلك». وأردف: «مثلما شعرت أمريكا بواجب أخلاقي بالحفاظ على بعض الوجود في أفغانستان والعراق، تدرك السعودية أنها لا تستطيع في هذه المرحلة الابتعاد عن الالتزام الذي قطعته على نفسها تجاه شعب اليمن». وأكد أن بلاده حتى الآن لم ننجح في إيجاد حل سلمي للشعب اليمني، وأنها تشعر بهذا الفشل بشدة «لكن قبل أن نتمكن من إيجاد حل للحاضر، نحتاج إلى فهم الماضي» حد قوله. وأشار إلى أن السعودية أطلقت مبادرة أخرى لإحلال السلام، واقتراح لوقف إطلاق النار. مضيفا: «نحن جادون في المبادرة لأننا نعلم أن هناك تهديد حقيقي بالمجاعة في البلاد. لكن العالم يحتاج أيضًا إلى فهم العقبات التي يجب تجاوزها». وعن ميثاء الحديد ابدى السفير السعودي لدى بريطانيا، موافقة بلاده على فتح كامل لميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي في اليمن بشرط أن يلتزم الحوثيون بشروط اتفاقية ستوكهولم المتعلقة باستخدام الميناء، ووقف عدوانهم العسكري في المنطقة. وقال رداً على مطالبة بلاده بالانسحاب الآن من اليمن: نحن بحاجة إلى أن نكون واقعيين بشأن ما سيحدث إذا غادرنا اليمن من جانب واحد، لن ينتهي الصراع، لكنه سيدخل فصلاً دمويًا جديدًا. وقال: «هذه المرة، نحن على استعداد لدعم الافتتاح الكامل لكل من ميناء الحديدة ومطار صنعاء ، ولكن بشرط أن يلتزم الحوثيون بشروط اتفاقية ستوكهولم الأصلية المتعلقة باستخدام الميناء. كما يجب عليهم ، كما لم يفعلوا في الماضي ، وقف عدوانهم العسكري في المنطقة». وأشار إلى أن رفع الإدارة الأمريكية التصنيف الإرهابي عن الحوثيين شجع الأخيرين «على شن هجوم عسكري جديد آخر، مما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين. كما أدى إلى موجة جديدة من الهجمات بواسطة الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية على السعودية. واستطرد «بحساب عدد الضربات في السنوات القليلة الماضية وحدها، هناك أكثر من 800 ضربة صاروخية وبطائرات من دون طيار ضد بلدنا. يتضح من هذا أنه من دون الضغط الدولي المستمر على الحوثيين، لن يعودوا بحسن نية إلى طاولة المفاوضات». وشدد على ضرورة قيام المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين الذين «لم يُظهروا حتى الآن لا الإرادة ولا الرغبة في مقابلتنا حتى جزء من الطريق في رحلة السلام» حسب قوله. والإثنين، أعلنت السعودية عن مبادرة لحل الأزمة اليمنية، تتضمن وقف إطلاق النار بالإضافة إلى أنها تشمل إعادة فتح مطار صنعاء والسماح بدخول واردات الوقود والأغذية عبر ميناء الحديدة، وكلاهما يخضع لسيطرة الحوثيين. وبينما رحبت الحكومة الشرعية بالمبادرة واعتبرتها «اختبار لرغبة الحوثيين في السلام، واختبار لمدى فاعلية المجتمع الدولي المنادي بإنهاء الحرب» تحفظت جماعة الحوثيين عليها، واعتبرت أن أي مبادرات لا تفصل الجانب الإنساني عن أي مقايضة عسكرية أو سياسية، غير جادة. ومنذ ستة أعوام يشهد اليمن حرباً بين الحكومة الشرعية والمتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران بعد انقلاب الأخيرين، وطلب الرئيس الشرعي تدخل التحالف بقيادة السعودية الذين ضاعفوا المأزق بإنشاء تشكيلات مسلحة غير خاضعة للحكومة الشرعية ومساندة انقلاب آخر في عدن. وفي الحرب المستمرة في البلاد، قتل عشرات الآلاف من المدنيين بينهم آلاف الأطفال والنساء، في حين بات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأممالمتحدة.