كتاب "تاريخ اليعقوبي" لمؤلفه المؤرخ اليعقوبي، يعد أحد أهم وأبرز كتب التراث الإسلامي، وهو أول كتاب اتصف بالعمل الموسوعي من كتب التاريخ في الإسلام، وتم الانتهاء منه آخر ربيع الأخر سنة (1096ه)، طبع لأول مرة في ليدن سنة 1860م. في ثلاثة أجزاء في (717) صفحة. وقد أرخ اليعقوبي لأهم الأحداث التي رافقت الإنسان من نزول آدم إلى الأرض مرورا بولادة هابيل وقابيل وحادثة قتل قابيل لهابيل، ومن ثم تعاقب ذريته على أعمار الأرض، حيث يذكر اليعقوبي اسم كل ولد وأبنائه مع تحديد المستخلفين على الأرض، وأهم الحوادث التي مرت بهم إلى نوح وقومه، فضلا عن قصص جميع الأنبياء، وتضمن تاريخ اليعقوبي، سير ملوك السريان والموصل واليونان والرومان والصين ومصر والبربر والأفارقة والحبشة والسودان والبجة واليمن والشام، ليتحدث عن حرب كنده وعن أديان العرب ومكانهم وشعرائهم وأسواقهم. أما الجزء الثاني من التاريخ فخصصه للتاريخ الإسلامي، منذ ولادة النبي محمد (ص)، عارضا لسيرته ودعوته وغزواته، ساردا أسماء زوجات النبي وأولاده، كما سرد كل ما يتعلق به متنقلا لتأريخ فترتي الحكم الأموي والعباسي. وقد ألفه "اليعقوبي" على قسمين، تناول في الأول تاريخ العالم منذ بدء الخليقة، وجعل الثاني خاصاً بالتاريخ الإسلامي حتى أيام المعتمد على الله العباسي، حوادث سنة 259ه) (872م) قبل وفاته ب(33) سنة. وأشتمل القسم الأول منه على نقول من الأناجيل الأربعة، وكتب الطب اليونانية، مثل "كتاب الجنين" و"أوجاع النساء" و"صورة البنج" وما هو مشهور من كتب أبقراط وجالينوس وفيثاغورس وأرشميدس ويلينوس وأوجانس، وإقليموس صاحب "المخانيقا" وبطليموس صاحب كتاب "المجسطى" في علم النجوم والحركات وكتاب "ذات الحلق"، وكتب الفلك الهندية، وأهمها "السند هند"، وذكر من آدابهم "كليلة ودمنة" وأبوابه العشرة. وتناول اليعقوبي في تاريخه طرق المواصلات البحرية والبرية، فمن ذلك قوله: "فمن أراد الصين في البحر قطع سبعة أبحر" ثم سمى هذه الأبحر، وأولها بحر فارس الذي يركب فيه من سيراف، وآخره رأس الجمجمة وفيه مغاص اللؤلؤ. وهي بلا شك (رأس الخيمة) اليوم.