حكايات وروايات خطيرة تتكشف حول ما يقوم به الحوثيون من ممارسات عنيفة وانتهاكات خطيرة بحق النساء اليمنيات في العاصمة صنعاء او المحافظات الخاضعة لسيطرتهم . ليست قضية الشابة انتصار الحمادي أخر القضايا المثارة التي تتكشف خيوطها وملابسات اعتقالها واختطافها من أحد شوارع العاصمة صنعاء وايداعها السجن المركزي بصنعاء وتلفيق التهم لها بتهم دعارة مزعومة وحيازة مخدرات،
انتصار الحمادي فتاة يمنية من أم أثيوبية، تم اعتقالها من صنعاء، منذ ما يقارب 100 يوم بلا مضبوطات مزعومة سوى حقيبة يدوية بداخلها تلفون شخصي، ليتم التحقيق معها ومع بقية الفتيات معصوبات الأعين وبلا محامي، بعدها أرغمها مسلحو الحوثي وعصاباته على تبصيم محاضر معدة مسبقًا، بعدها تم تحويل القضية إلى نيابة غرب صنعاء ليتولى التحقيق معها مجددًا عضو النيابة رياض الإرياني الذي خرج بذمته وضميره ليقول نتيجة التحقيق المهني معها، محررًا مذكرة بالإفراج عنها مقابل الضمان بمبرر أنه لا توجد أدلة تدينها حقًا، ليأتي وكيل النيابة ويرفض العمل بما رفعه عضو النيابة، ويكلف شخصًا آخر بالتحقيق في القضية، ليقوم بطلب إثبات عذرية، في صدمة كارثية لم يستوعبها عقل ا عقب هذا قام وفد حقوقي بزيارتها للسجن المركزي والتقى بها مع والدتها واستمعوا إليها وهي تقول لهم وتشتكي إليهم كونها ضحية تم الإيقاع بها لرفضها عرض جهة تابعه لمليشيات الحوثي بتجنيدها الخاص ..!! سام تدين ممارسات الحوثي.
من جهتها أدانت ورفضت منظمة سام للحقوق والحريات " ممارسات جماعة الحوثي ضد النساء في اليمن واستغلالهن في أعمال منافية للقانون والأخلاق العامة بدعوى خدمة الوطن، مؤكدة صدمتها من المعلومات التي تفيد باستغلال النساء لاستهداف شخصيات بارزة في الحكومة وسياسيين من خلال إسقاطهم جنسيًا، وشددت منظمة سام على أن تلك الممارسات تنتهك حقوق المختطفات وكرامتهن التي كفلها لهن القانون الدولي واليمني في دستوره على حد سواء .
مقاطع فيديو موثقة وبينت المنظمة في بيان صادر عنها، استغرابها وقلقها الشديدين من الإفادات الواردة ومقاطع الفيديو المسربة التي أثبتت قيام جماعة الحوثي بالطلب من المعتقلات لديها في السجون السرية ممارسة أفعال تدخل في إطار "التحرش الجنسي والإكراه على ممارسة البغاء" ضد سياسيين بارزين وأعضاء من الحكومة وغيرهم .
اعتراف برلماني بتجاوزات الحوثي
وذكرت " سام" أنها استمعت لمقطع فيديو مسرب نُسب للنائب البرلماني اليمني "عبده بشر" كشف من خلال حديثه في إحدى جلسات مجلس النواب التابع لمليشيا الحوثي في صنعاء، قيام الجهاز الأمني التابع لجماعة الحوثي بتشكيل شبكات دعارة للإيقاع بمسؤولين ومعارضين، مشيرًا إلى وجود سجون سرية يستخدمها الحوثي خُصصت لوضع النساء والفتيات من أجل هذا الغرض. حيث قال: "لقد قام جهاز الأمن التابع للحوثيين بتجنيد نساء وتسليطهن على أعضاء الحكومة والمجلس السياسي والبرلمان لإسقاطهم وتصويرهم بأوضاع مخلة ".
وأضاف: "هذه قائمة بأسماء النساء والوزراء المستهدفين والسجون التي تم إنشائها لهذا الغرض ".
شهادة قاضي على صعيد آخر، قالت "سام" إنها اطلعت على شهادة لأحد القضاة الذي قام برفقة وفد من النشطاء والحقوقيين اليمنيين، بزيارة بعض النساء في السجن المركزي بصنعاء واطلعوا على ما يتعرضن له داخل تلك السجون .
اذ يقول القاضي "عبد الوهاب قطران" في منشور على صفحته على "فيسبوك" بأنه كان ضمن وفد مكون من عدد من الشخصيات الذين زاروا السجن المركزي في صنعاء، حيث قابلوا عارضة الأزياء اليمينة المختطفة لدى مليشيا الحوثي "انتصار الحمادي" والتي أخبرتهم بما تعرضت له من مضايقات وأوامر غريبة تطلب منها .
واضاف القاضي "قطران" عبر حسابه "إن الوفد ضم صحفيين ومحامين وأعضاء من السلطة القضائية"، وإن انتصار" أخبرتهم بما "تعرضت له من قهر وتعسف وظلم، وتلفيقات للتهم، ابتداءً من اتهامها بترويج المخدرات بدون أي دليل، وبعد فشلهم في الحصول على دليل قاموا باتهامها بممارسة الدعارة دون الاستناد إلى أي دليل أيضًا". وعبر الوفد عن صدمته عندما أخبرتهم "انتصار" أن مليشيات الحوثي بعد توقيفها "أخذتها ومن معها من الفتيات إلى عدة بيوت، وقالوا لنا اشربوا وارتاحوا مع أهل تلك البيوت، فقالت لهم هذه دعارة! ردوا علينا يجوز ذلك في سبيل خدمة الوطن !!".
سلوك غير أخلاقي
وقالت منظمة "سام" إن هذا أمر مقزز، وسلوك لا أخلاقي، يكشف مدى العنف الذي تتعرض له النساء في اليمن في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، معتبرة أن ما كشف عنه مؤخرا، نوع من الدعارة القسرية التي تعد جريمة خطيرة، وعلى المجتمع الدولي سرعة التحرك لوقف هذه الجريمة، وتوسيع دائرة العقوبات ضد الشخصيات التي يثبت تورطها، كما يستوجب حماية الناجيات والفارات من هذه السجون وتوفير الدعم النفسي والقانوني لهن .
وأكدت " سام" أنها أصدرت تقررين مستقلين عن وضع النساء في اليمن, الأول صدر بتاريخ 3 يوليو من عام 2019, يحمل عنوان "ماذا بقي لنا"، يكشف عن الاعتقال التعسفي والتعذيب النفسي والجسدي الذي تتعرض له النساء في سجون جماعة الحوثي في كل من صنعاء وعمران والحديدة, والآخر صدر بتاريخ 18 مارس 2021 بعنوان "النساء في اليمن: معاناة ممتدة وانتهاكات مروعة" , موكدة أن انتهاكات جسيمة تعرضت لها النساء في اليمن خلال سنوات الحرب, وخاصة النساء المعتقلات في سجون مليشيا الحوثي، بما في ذلك سجون أقسام الشرطة والنقاط العسكرية .
وبينت "سام" من جانبها أن. انتصار " الحمادي" اعتقلت بتاريخ 20 فبراير الماضي، بينما كانت في طريقها مع زميلتين لها وصديق إلى جلسة تصوير .
حيث قال محاميها " خالد الكمال" في تصريحات لمواقع إخبارية إن عملية التوقيف وقعت " دون مذكرة" و "من دون توجيه أي تهم إليها". وأضاف المحامي "الآن، أنا كمحاميها لا أعرف ما هي التهم"، لكنه أشار إلى "محاولات للتشهير بها"، بما في ذلك شائعات حول تورطها في الدعارة والمخدرات .
وبحسب المحامي، فُتح التحقيق في القضية في 21 أبريل الماضي، وأجابت الشابة على أسئلة تتعلق ب"الدعارة والفجور". وقال إنّ النيابة "تحاول وصف القضية بفعل فاضح"، بحجة أنها أبرزت "خصلتين من شعرها أو أنّها لم تضع الحجاب" في أماكن عامة.
وأضاف "يحاولون لصق أي تهمة بها بسبب عملها الذي يعارضه الحوثيون الذين قالوا لها "من أين لك الجرأة على أن تكوني عارضة أزياء في بلد مسلم ".
يشار إلى أن " الحمادي" 19 عاما، يمنية لأم اثيوبية، وتعمل لصالح العديد من المصممين المحليين، حيث تقوم بنشر صورها وهي ترتدي ملابس يمنية تقليدية أو سترات جلدية، على حساباتها على فيسبوك وإنستغرام التي يتابعها بضعة آلاف من الأشخاص .
من جانبها، تستنكر "سام" ما ورد على لسان العارضة اليمنية من تصريحات عن طلب جماعة الحوثي منها ومن الفتيات، القيام بأفعال جنسية تخالف الأخلاق العامة والقانون اليمني والدولي، مؤكدة على أن الجماعة الحوثية التي تدعي بأنها تطبق الشريعة الإسلامية تخالف أحد أساسيات الدين الإسلامي الذي كفل للمرأة كرامتها وشرفها من الاعتداء أو المساس .
وشددت " سام" في بيانها على رفضها وإدانتها لسلوك جماعة الحوثي في إجبار المعتقلات والمختطفات من النساء على ممارسة الأفعال المنافية للأخلاق العامة "تحت أي ذريعة"، داعية المجتمع الدولي إلى فتح تحقيق جدي ومستقل في ما تم نشره من ادعاءات تثبت تورط الجماعة الحوثية في إنشاء سجون سرية بغرض الإسقاط الجنسي، وما ذكرته "انتصار الحمادي " من ادعاءات، وضرورة تقديم مرتكبي تلك الأفعال للمحاكمة العادلة، مشددة على أهمية إطلاق جماعة الحوثي سراح كافة المختطفين والمختطفات لديها، والعمل على إغلاق كافة السجون التي يتواجد بها آلاف الأشخاص دون تهم قانونية .