اتهم الرئيس التونسي قيس سعيّد أطرافا سياسية، لم يحددها، بالاستعانة بالقوى الخارجية لمحاولة إزاحته من الحكم بأي طريقة "ولو بالاغتيال". وخلال لقائه برئيس الحكومة هشام المشيشي وعدد من رؤساء الحكومات السابقين، قال الرئيس قيس سعيد إن "الحوار الذي يوصف بانه وطني في السابق ليس وطنيا على الإطلاق، ومن كان وطنيا مؤمنا بإرادة الشعب لا يذهب للخارج سرا بحثا عن طريقة لإزاحة رئيس الجمهورية بأي شكل من الأشكال، وأعي جيدا ما أقول، حتى ولو بالاغتيال". كما عبر سعيد عن استعداده للإشراف على الحوار الوطني "ولن يكون محاولة بائسة لإضفاء مشروعية كاذبة على الخونة وعلى اللصوص "، مشيرا إلى أن الحوار سيكون لحل مشاكل التونسيين وأهم محاوره "التفكير في نظام سياسي جديد ونظام انتخابي جديد، حتى يكون كل من تم انتخابه مسؤولا أمام ناخبيه وقد يكون حوار حول مرحلة انتقال من هذه الحال لحال جديدة، بعيدة عن كل الصفقات لا في الداخل ولا مع الخارج في انتظار نظام سياسي جديد". وتم خلال الاجتماع الاتفاق على أن "الوضع في تونس لا يمكن معالجته بالطرق التقليدية بل يجب بلورة تصوّر جديد يقوم على إدخال إصلاحات سياسية جوهرية ومن بينها القانون الانتخابي إلى جانب بعض الأحكام الواردة في نصّ الدستور. كما تم الاتفاق على الاجتماع مجدّدا في أقرب الآجال حتى يقدّم كلّ مشارك تصوّره للحلول، إلى جانب إمكانية تشريك أطراف أخرى شرط أن يكون العمل نابعا من تصوّرات وطنية لا من اعتبارات ظرفية أو حسابات سياسية ضيّقة"، وفق بيان الرئاسة التونسية.
وتعيش تونس أزمة سياسية متواصلة منذ أشهر، في ظل تواصل الخلاف بين الرئاسات الثلاث حول مسألة الصلاحيات وعدد من القضايا الأخرى، من بينها التعديل الوزاري والمحكمة الدستورية وغيرها. وقبل أشهر، أعلنت الرئاسة التونسية عن تعرض الرئيس قيس سعيد ل"محاولة اغتيال" عبر طرد بريدي مسموم، مشيرة إلى أن الرئيس لم يتلق الطرد بشكل مباشر.