مرت ستة أشهر على وصول الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن، الذي جعل مسألة إنهاء الحرب اليمنية أولوية قصوى بالنسبة لإدارته .. في الأسابيع الأولى من توليه منصبه، اتخذ بايدن قرارات حاسمة بشأن اليمن على أمل خلق بيئة أفضل للجهود الدبلوماسية، وألغى مرسوم الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي نص على تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، وأعلن عن تقليص الدعم العسكري للتحالف الذي تقوده السعودية ويقاتل الحوثيين في اليمن، كما رشح الدبلوماسي الأمريكي المرموق تيم ليندركينغ مبعوثًا للولايات المتحدة إلى اليمن . ووفق موقع «Al-Monitor» الأمريكي، في تقرير - ترجمة «يمن شباب نت» - «أطلقت مثل هذه القرارات العنان لشعور من التفاؤل الحذر بأن القيادة الأمريكية يمكن أن تساعد الدبلوماسية في إنهاء الصراع، خاصة وأن الولاياتالمتحدة قد شاركت في محادثات غير مباشرة مع أطراف خطة العمل الشاملة المشتركة حول عودة الولاياتالمتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني ورفع العقوبات عن إيران ». وأضاف: «ومع ذلك، لا توجد مؤشرات حتى الآن على تراجع المتمردين الحوثيين عن حملتهم العسكرية، بما في ذلك استهداف المملكة العربية السعودية، التي دعمت الجهود الدبلوماسية الأمريكية ». وعلى مدى الشهرين الماضيين، اتخذت الولاياتالمتحدة بعض الإجراءات التي أثارت غضب الحوثيين، وفي 20 مايو/أيار، فرضت عقوبات على رئيس هيئة الأركان العامة الذي يقود هجوم الحوثيين في مأرب، محمد عبد الكريم الغمري، ويوسف المداني، القائد العسكري المتورط في الهجوم على مأرب . وكان الهدف من مثل هذا الإجراء الأمريكي ردع الجماعة عن مواصلة تقدمها العسكري نحو مأرب ومع ذلك، استمر القتال بلا هوادة . وفي 10 يونيو، أعلنت الإدارة الأمريكية فرض عقوبات على شبكة تهريب يُعتقد أنها توفر ملايين الدولارات للحوثيين في اليمن، وذكر بيان للخزانة الأمريكية أن الشبكة تعمل مع فيلق القدسالإيراني لتوليد «عشرات الملايين من الدولارات من بيع السلع مثل البترول الإيراني ». أحدث ضغوط أمريكية على الحوثيين كان الاستيلاء على موقع قناة المسيرة التلفزيونية، حيث صادرت الولاياتالمتحدة 33 موقعًا إلكترونيًا يستخدمها اتحاد الإذاعة والتلفزيون الإسلامي الإيراني (IRTVU) وثلاثة مواقع إلكترونية تديرها كتائب حزب الله، متهمة بانتهاك للعقوبات الأمريكية . وتقدم الولاياتالمتحدة دعمًا عسكريًا صريحًا للتحالف الذي تقوده السعودية، لكن واشنطن ليس لديها جنود على الأرض في اليمن، كما أنها لا تملك سيطرة مباشرة على الموانئ والمطارات اليمنية، ومع ذلك يرى الحوثيون أن التدخل الأمريكي المباشر في الحرب في اليمن لا يمكن إنكاره . لم يتغير موقف الحوثيين تجاه الولاياتالمتحدة خلال الأشهر الستة الماضية، ولا يبدو أنه سيتغير في المستقبل القريب، وتحدث باحث سياسي في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين إلى «المونيتور» بشرط عدم الكشف عن هويته، قائلاً: «إن الولاياتالمتحدة لا تستطيع إقامة علاقات جيدة مع الحوثيين سواء حاليا أو في السنوات المقبلة ».
ومنذ فبراير، كثف الحوثيون عملياتهم العسكرية البرية وهجماتهم الصاروخية على مأرب، مما خلف خسائر في صفوف المدنيين بينهم أطفال، حيث تعيش ملايين العائلات النازحة أوضاعا مزرية وستزداد محنتها سوءًا إذا استمرت المواجهات المسلحة . وفي الأول من يوليو/ تموز، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في إيجاز صحفي إن وزارة الخارجية الأمريكية «سئمت» من هجمات الحوثيين في اليمن حيث تفاقم هذه الاعتداءات من الأزمة الإنسانية في البلاد . وخلص الباحث السياسي المقيم في صنعاء إلى أنه «على الرغم من أن الولاياتالمتحدة قد حثت الحوثيين مرارًا وتكرارًا على وقف هجماتهم على مأرب، إلا أن الجماعة فعلت العكس ». من جانب آخر أعربت المملكة المتحدة البريطانية عن قلقها البالغ إزاء التصعيد الخطابي بين الأطراف اليمنية في المحافظاتالجنوبية، وتواصل استفزازات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا للحكومة الشرعية . وقال السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون في تغريدة على حسابه الشخصي في موقع تويتر، أنه « قلق جدا من التصعيد الأخير في الجنوب والذي يخالف اتفاق الرياض الموقع بين الطرفين . وحث السفير البريطاني الأطراف في الجنوب على وقف فوري لكافة أشكال الاستفزازات والإجراءات أحادية الجانب . داعياً « الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي للعودة فورًا إلى طاولة المفاوضات في ظل الوساطة السعودية من أجل التوصل لتفاهمات بشأن المضي في استكمال التنفيذ الكامل لاتفاق الرياض . وتأتي تصريحات السفير البريطاني هذه غداة، مطالبات امريكية مماثلة للقوى المتنافسة في جنوباليمن بوقف التصعيد فيما بينها . ولوحت الولاياتالمتحدة على لسان كاثي ويستلي، القائمة بأعمال السفير الامريكي لدى اليمن، بعقوبات دولية ضد الأطراف التي تحاول تقويض أمن واستقرار ووحدة اليمن، في إشارة منها للمجلس الانتقالي المنادي بالانفصال .