أكد دبلوماسي أمريكي، أن هناك تحول واضح في مقاربة إدارة الرئيس جو بايدن حيال ملف الأزمة اليمنية، والتي تتجه نحو اتخاذ مواقف أكثر تشدداً مع جماعة الحوثي. وقال السفير الامريكي السابق لدى اليمن، جيرالد فيرستاين، إن عنف الحوثيين أظهر للرئيس الامريكي جو بايدن، أن الاستراتيجية السعودية في إجبار الحوثيين على إنهاء هجماتهم العسكرية هي السبيل الوحيد لإنهاء الحرب في اليمن. ولفت فيرستاين إلى أن ضغط واشنطن بعد تولي الرئيس بايدن مقاليد البيت الأبيض، على السعودية وإخماد جهودها في مواجهة الحوثيين، دفع الجماعة المتحالفة مع إيران إلى توسيع حملتها العسكرية في مأرب وبعض المناطق اليمنية، بالإضافة الى تكثيف هجماتها على الأراضي السعودية. ويرى الدبلوماسي الأمريكي أن إنهاء الصراع باليمن يتطلب منع تقدم الحوثيين في مأربوالحديدة ووصولهم لقناعة تامة بعدم جدوى الخيار العسكري. وقال: «من المؤكد أن رد فعل الحوثيين على المبادرة الأمريكية أوضح بأنهم ليسوا مستعدين للتوقف، خصوصا بعدما وضعت السعودية على الطاولة، إلى جانب الأممالمتحدة، مبادرات وقف إطلاق النار». وتابع: حاولت الأممالمتحدة منذ أشهر التفاوض على ما يسمى «الإعلان المشترك»، الذي تضمن عددًا من النقاط التي طالب بها الحوثيون، بما في ذلك إعادة فتح مطار صنعاء، و رفع الحصار عن ميناء الحديدة واتخاذ بعض الخطوات الأخرى التي أشار الحوثيون لها في مطالبهم، لكنهم ورغم ذلك ما زالوا يرفضون الموافقة على وقف العمليات العسكرية والعودة إلى طاولة المفاوضات. وأفاد فيرستاين الذي شغل منصب سفير الولاياتالمتحدة في اليمن منذ سبتمبر 2010 إلى أكتوبر 2013، خلال عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، بأن نهج الإدارة الأمريكية الجديدة بدأ في التغير نتيجة السلوك العدواني للحوثيين ودعم إيران لهم. مضيفاً، إن الحوثيين وعوضا عن عودتهم الى طاولة المفاوضات، قاموا على مدى الأشهر الخمسة أو الستة الماضية بتوسيع عملياتهم العسكرية، وشنوا اعتداءات جديدة داخل اليمن، لا سيما في مأرب، كما زادوا أيضا من حجم الهجمات عبر الحدود باستخدام الطائرات دون طيار وصواريخ سكود وأنواع أخرى من الأسلحة في محاولة لتهديد البنية التحتية المدنية السعودية. وأضاف: «لذلك، ما رأيناه خلال الأسابيع الستة الماضية، كانت إدارة (بايدن) مستعدة لاتخاذ موقف أكثر تشددًا مع الحوثيين، وتحميلهم مسؤولية الفشل في التفاوض وأيضا بالطبع زيادة الصراع العسكري داخل اليمن». وأشار فيرستاين إلى أن الاستراتيجية السعودية الأصلية كانت صحيحة وأكثر فاعلية. وأوضح: بات من الواضح الان لإدارة بايدن أنها بحاجة إلى اتخاذ موقف أكثر تشددًا. وأكد: «إذا نجح الحوثيون في السيطرة على مأربوالحديدة، فسيؤدي ذلك إلى تغيير جذري في التوازن داخل اليمن وسيجعل تحقيق أي نوع من الاتفاق السياسي أكثر صعوبة.»