في وقت أكد فيه الكرملين، أمس الاثنين، إن القوات الروسية بوسعها بسط سيطرتها بشكل كامل على المدن الأوكرانية الكبرى، وإنها تملك قوة عسكرية تكفي لتحقيق جميع أهدافها في أوكرانيا دون أي مساعدة من الصين، كشف واحد من أوثق حلفاء الرئيس فلاديمير بوتين، أن «العملية العسكرية» لا تسير بالسرعة التي أرادها الكرملين، وفيما اتهمت موسكو كييف بقتل 20 شخصا بقصف استهدف دونيتسك، متوعدة بالرد باستهداف مصانع الأسلحة، تحدثت مصادر محلية عن قتلى في عدة مناطق. وقال فيتالي كوفال، حاكم منطقة ريفني في شمال أوكرانيا، إن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب تسعة آخرون في غارة جوية على برج تلفزيوني في المنطقة. وأضاف في منشور على الإنترنت «لا يزال هناك أشخاص تحت الأنقاض». مأساة ماريوبول كما أعلن أوليكسي أريستوفيتش، كبير مستشاري مكتب الرئاسة الأوكرانية، في حديث لقناة تلفزيونية، مصرع أكثر من 2500 مدني في مدينة ماريوبول المحاصرة من قبل الجيش الروسي الذي يشن هجوما على البلاد منذ 19 يوما. وأضاف أن التوتر مستمر في ماريوبول، وقال إن الجيش الأوكراني أحبط هجمات القوات الروسية ومحاولات السيطرة على المدينة. واتهم المسؤول الأوكراني القوات الروسية باستهداف المدنيين لعجزها عن السيطرة على المدينة، وتابع: «الروس يريدون محو المدينة من على وجه الأرض» وفق تعبيره. وأفاد بأنه، وحسب بيانات المسؤولين المحليين في المدينة، لقي أكثر من ألفين و500 مدني مصرعهم جراء هجمات القوات الروسية. كما اتهم المسؤول في الرئاسة الأوكرانية، كيريلو تيموشينكو، روسيا بعرقلة قافلة مساعدات إنسانية أرسلت لتخفيف وطأة الحصار على مدينة ماريوبول. ومع ذلك، غادرت 160 سيارة على الأقل المدينة في أول محاولة ناجحة لإجلاء المدنيين عبر ممر إنساني بعد محاولات لأكثر من أسبوع. وقال المسؤول، إنه تم إجلاء حوالي 150 ألف شخص عبر الممرات الإنسانية حتى الآن. «الابتعاد عن الخطر» من جانبها قالت وزارة الدفاع الروسية إن ما لا يقل عن 20 شخصا لقوا حتفهم كما أصيب 28 عندما انفجر صاروخ أوكراني يحمل ذخيرة عنقودية في مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا. ولم تقدم الوزارة أي دليل ونفت أوكرانيا شن هجوم من هذا القبيل. وزارة الدفاع الروسية، أكدت كذلك، إنها تخطط لمهاجمة مصانع أسلحة أوكرانية ردا على الغارة الأوكرانية على مدينة دونيتسك، وحثت العمال والسكان المحليين على الابتعاد عن «مناطق الخطر المحتمل». وأشارت وزارة الدفاع في بيان إلى أن روسيا تعتقد بأن أوكرانيا استخدمت ذخائر عنقودية في الغارة، وقالت إن القوات الروسية سترد بالعمل على «تعطيل مرافق المجمع الصناعي العسكري في أوكرانيا الذي يصنع ويصلح ويجدد الأسلحة التي يستخدمها القوميون لارتكاب جرائم حرب». وأضافت «نحث مواطني أوكرانيا العاملين في هذه المرافق، وكذلك سكان المباني السكنية المجاورة، على مغادرة مناطق الخطر المحتمل». فرض منطقة حظر طيران في حين، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حلف شمال الأطلسي (الناتو) بفرض منطقة حظر طيران فوق بلاده، معتبرا أن التمنع الأمريكي عن القيام بذلك سيؤدي إلى هجوم روسيا على دول الحلف. زيلينسكي، وفي مقطع فيديو نُشر بُعيد منتصف الليل، قال موجها كلامه لحلف «الناتو»: «إذا لم تُغلقوا سماء أوكرانيا، ستكون مجرد مسألة وقت قبل أن تسقط الصواريخ الروسية على أراضيكم، على أراضي الناتو» وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية. ويوجه خطابا عبر الإنترنت إلى الكونغرس الأمريكي الأربعاء وفق ما أعلنت رئاستا مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، أمس الإثنين. وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ونظيرها في مجلس الشيوخ تشاك شومر في رسالة مشتركة إلى النواب «نتطلع إلى شرف استقبال خطاب الرئيس زيلينسكي إلى مجلسي النواب والشيوخ ولإيصال رسالة دعمنا إلى الشعب الأوكراني بينما يدافع بشجاعة عن الديمقراطية». وأكدت الرسالة أن «الكونغرس ما زال ثابتا في التزامه حيال دعم أوكرانيا في وقت تواجه عدوانا شيطانيا وقاسيا، وحيال تمرير تشريع يشل ويعزل الاقتصاد الروسي، إضافة إلى إيصال المساعدات الإنسانية والأمنية والاقتصادية إلى أوكرانيا». طرد روسيا من مجلس أوروبا وعلى ذات الصعيد طالبت أوكرانيا، أمس الإثنين، بطرد روسيا "فورا" من مجلس أوروبا، مشيرة إلى أنه لا يحق لموسكو أن تبقى عضوا في الهيئة الحقوقية الأوروبية بعد غزوها أوكرانيا. وقال رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال أمام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في ستراسبورغ "نحضّكم على اتّخاذ قرار بطرد روسيا فورا من مجلس أوروبا"، مضيفا أن الهجوم الروسي يعني بأنه "لا يمكنها البقاء ضمن العائلة الأوروبية".