اليوم / خاص أكد أستاذ القانون العام المشارك بجامعة صنعاء الدكتور علي المصري أن أي أمة من الأمم لا تقيم قواعد حياتها على دعامة القيم الدينية و الأخلاقية إلى جانب دعامة الجانب المادي فمصيرها الحتمي هو الفناء . وشدد المصري في محاضرة ألقاها بالمركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل مساء أمس على ضرورة الاهتمام بالقيم ، باعتبارها أهم المعالجات للحد من الفساد وتطوير منظومة التربية والتعليم والإعلام وقيم الحرية ونشر الوعي القانوني. وقال الدكتور المصري :"إن هناك علاقة وثيقة بين منظومة القيم الدينية والأخلاقية والقانونية وعملية الإصلاح بصفة عامة وفساد الخطاب الإعلامي بصفة خاصة ، وأنه كلما كانت قيم الشخصية الإعلامية ( الدينية والأخلاقية) مرتفعة في ظل القيم القانونية والتنظيمية كانت الحاجة إلى الإصلاح في المجال الإعلامي غير ملحة. وأوضح في محاضرته التي عنونت ب " إحياء القيم الدينية والأخلاقية كمدخل لإصلاح فساد الخطاب الإعلامي" والتي تأتي تواصلا لفعالية المركز للأسبوع الماضي حول "الإرهاب والتطرف الأسباب والآثار والمعالجات" أوضح أن للإعلام دور بارز في التأثير على الأفراد والجماعات ، وإن رسالة الإعلام بشكل إيجابي تتمثل بترجمة قيم المجتمع وآماله وطموحاته وطرح مشاكله طرحاً علميا يستهدف تغيير الواقع إلى ما هو أصلح وأحسن. وأشار إلى أنه على الرغم من أهمية التعاون بين الإعلام بشقيه ( الرسمي و غير الرسمي) لأداء تلك الرسالة للمحافظة على القيم ، إلا أن تفاقم الأزمة بين النظام السياسي اليمني الحاكم وبين التنظيمات السياسية المعارضة قد أدى إلى إحداث أزمة عدم الثقة بين الطرفين، ترتب على ذلك ردود فعل غير سليمة من جانب كل طرف ضد الآخر. وأضاف أن هذا الوضع السياسي غير الصحي بالإعلام اليمني بشقية أصبح غير منسجم ولا متكامل في الظروف العادية، ومن باب أولى في الأزمات الأمنية وسواءً قبل حدوثها أو أثنائها أو بعدها مدللا على ذلك بعدت أمثله. وبين المصري أن عدة تعاريف للقيم أبرزها مجموعة من المعايير والموازين المعنوية التي تشيع في أذهان الناس في مجتمع من المجتمعات ، وتتسرب إلى نفوسهم على نحو تجعلهم قادرين على الحكم على سلوكهم، وعلى أعمالهم بالمقياس إليها ، وتجعلهم كذلك قادرين على المشاركة في تقويم الجمال الطبيعي والفني والأدبي. . وأن القيم الدينية من منظور إسلامي " تلك المعايير التي أتى بها القرآن والسنة ودعا الإسلام إلى الالتزام بها ، وأصبحت محل اتفاق واهتمام لدى المسلمين عن اختيار ، وتُمثل مرجعاً لأحكامهم ، لتحديد المقبول وغير المقبول أو المستحسن والمستهجن . . . من الأفعال ومظاهر السلوك ، وأهداف الأعمال". . موضحا خصائص القيم السلامية وأهمية تكامل القيم الدينية والأخلاقية مع غيرها من القيم للوقاية من فساد الخطاب الإعلامي اليمني. من جانبه أكد نقيب الصحفيين اليمنيين ياسين المسعودي في مداخلته "سبل وآليات مواجهة الخطاب الإعلامي للإرهاب والتطرف" أن التملق السياسي كان أحد أسباب ظهور الإرهاب والتطرف، مشيرا إلى أن المطلوب من الإعلام أن يحارب الإرهاب ويواجهه بشتى الوسائل. وقال المسعودي إن تنظيم القاعدة لديه إعلامه ويستخدم كافة وسائل الاتصال وأحدثها ويستفيد أيضا من الإعلام الموجود حاليا خاصة المستقل وأنه ينبغي، أن يكون الإعلام اليمني بشقيه الرسمي والغير رسمي موحدا في مواجهة هذه المشكلة والتي تهم المجتمع والوطن بشكل عام ولا تحتاج إلى التصارع حولها. وأشار إلى عدم وجود فساد إعلامي وأن الفساد هو في استخدام الإعلام والذي قال أنه وسيلة يمكن أن يستخدمها ويحدد اتجاهاتها أي شخص.