دفعت المملكة العربية السعودية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى التنحي في وقت سابق من هذا الشهر، واحتجزته السلطات السعودية في منزله في الرياض وقيدت الاتصالات معه في الأيام التي تلت ذلك، بحسب ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال «WSJ» عن مسؤولين سعوديين ويمنيين. في 7 أبريل، سلم هادي السلطة إلى مجلس يضم ثمانية ممثلين عن مجموعات يمنية مختلفة، حيث تبحث المملكة العربية السعودية عن طرق لإنهاء حرب أهلية استمرت سبع سنوات في اليمن وتسببت في أزمة إنسانية وأضرت بعلاقات المملكة مع واشنطن. على هامش المحادثات بين السياسيين اليمنيين في الرياض خلال ذلك الأسبوع، قدم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الزعيم الفعلي للسعودية، الى السيد هادي مرسوما كتابيا يقضي بتفويض صلاحياته إلى المجلس، وقال هؤلاء المسؤولون إن الأمير محمد أخبر هادي أن القادة اليمنيين الآخرين اتفقوا على أن الوقت قد حان لتخليه عن السلطة. وهدد المسؤولون السعوديون، الذين دعموا الحكومة اليمنية في حربها ضد المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران، بالإعلان عما قالوا إنه دليل على الفساد الذي يُزعم بأن هادي ارتكبه، وذلك أثناء سعيهم لحمله على التخلي عن السلطة، وفقا لما قاله المسؤولون السعوديون واليمنيون. وقال مسؤول سعودي «حاليا هادي قيد الإقامة الجبرية فعليًا في منزله في الرياض دون إمكانية الوصول إلى الهواتف»، كما قال مسؤول سعودي ثان إن قلة من السياسيين اليمنيين سُمح لهم بمقابلته بموافقة مسبقة من السلطات السعودية. وقال مسؤول سعودي آخر، إن العديد من الفصائل اليمنية الموالية للحكومة فقدت الثقة في قدرة السيد هادي على قيادة مفاوضات السلام، وطلبت من الرياض حثه على الاستقالة. كما قال المسؤول إن السعودية لم تضغط عليه ونفى أن يكون قيد الإقامة الجبرية أو مُنع من السفر. وقال المسؤول السعودي: «السعودية لم تدبر عزل هادي ولم تهدد بفضح الفساد المزعوم»، وأضاف: «أن دورها اقتصر على نقل رغبة الفصائل اليمنية التي شاركت في المحادثات اليمنية -اليمنية إلى الرئيس هادي». في ذات السياق نفى عبد الله العليمي، مدير مكتب الرئيس السابق وعضو مجلس القيادة الرئاسي الجديد، أن يكون هادي قيد الإقامة الجبرية لكنه قال إنه سيحتاج إلى وقت للترتيب للاتصال به. بعد اجتماعها مع رئيسة مجلس القيادة الجديد الأسبوع الماضي، قالت كاثي ويستلي ، القائمة بالأعمال الأمريكية للبعثة الأمريكية في اليمن ومقرها الرياض، إنها ترحب بالتزامها (القيادة الجديدة) بهدنة توسطت فيها الأممالمتحدة أُعلنت في وقت سابق من هذا الشهر. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية، عند سؤاله عن خطر تسبب إزاحة هادي في زعزعة الاستقرار، إن الولاياتالمتحدة ضغطت من أجل جهود شفافة بقيادة يمنية لإصلاح الحكومة لضمان قدرتها على تلبية احتياجات جميع مواطنيها. وجاءت الإطاحة بالسيد هادي مع نهاية أسبوع من المحادثات في الرياض، حيث عُرض على مئات السياسيين اليمنيين تصاريح إقامة سعودية ومدفوعات مالية لحضورها، وفقًا لما ذكره المشاركون في الاجتماعات. وخلقت المحادثات بعض المواجهات البارزة بين القادة المتنافسين. لكن المشاركين قالوا إن المناقشات كانت متوترة في كثير من الأحيان، حيث كان المشاركون يختلفون مع بعضهم بشدة في جلسات خاصة ويُحدِثون القليل من الاتفاق. كما قالوا إن السيد هادي لم يكن مشمولاً بالمناقشات.