سأكتب اليوم بعكس تيار حزن الجماهير اليمنية التي تعيش اسوأ أيامها الكروية في التاريخ.. سأكتب اليوم عن منتخب صنع الفرحة البهجة لجماهيره وصنع لإسمة مكانآ في رواق الأمل بمستقبل كروي يستحق أن نضع مافعله في مكان مميز يستحق أن نطالب اتحاد كرتنا الموقر أن يعمل بنفس الوتيرة من العمل الصحيح حتى جعلنا نرفع قبعات الاحترام لهكذا منتخب صاعد.. منتخب منغوليا خلال أيام مضت لفت الأنظار إليه و جعل الكثير ينظر بإبهار و أجبر الجميع على التصفيق لما فعله في تصفيات كأس أمم آسيا التي أستضافت العاصمة المنغولية الان باتور مباريات المجموعة الثانية (B ) واختتمت اليوم.. وعندما تنظر إلى عام مضى فقط ستجد أن منتخب منغوليا الذي يأتي في الترتيب 186 عالمياً يتلقى في مارس من العام الماضي هزيمة ثقيلة ب أربعة عشر هدفا (14) من أمام منتخب اليابان وعندما تقارن ماكان يفعله المنتخب اليمني أمام عملاق قارة آسيا في الماضي لأصبت بالعجب والذهول كون اليمن من أكثر المنتخبات التي تحرج اليابان حتى في ملعبها وأتذكر اخر لقاء قبل سنوات قليله انتهت بفوز بشق الأنفس لليابان بهدفين مقابل هدف.. فما الذي تغير لتصبح منغوليا خلال أعوام قليله خصماً و فوق ذلك تنتصر على منتخب اليمن الذي كان يجد في هكذا منتخبات فرصاً للإنتصار.. منغوليا يا سادة التي انضمت للاتحادين الآسيوي و الفيفا عام 1998 حينها كانت مشاركتها الأولى و تلقت في تلك السنة خسارتها الأكبر في تاريخها أمام منتخب اوزباكستان بخمسة عشر هدفا للا شيء(15)، وقتها كانت اوزباكستان تفوز بصعوبة بالغة على منتخب اليمن بهدف قاسيموف من ركلة جزاء في التصفيات المونديالية.. نتيجة كان يجب أن تجعل منتخب اليمن يتطور ولكن الذي يحدث الان العكس. منغوليا احتفلت بفوز تاريخي على اليمن بهدفين لنجمها جانباولد جانبايار لاعب نادي كومارنو المعار من نادي أكاديمية بوشكاش المجري الذي يعد أول لاعب احترف في أوروبا في المجر بالتحديد قبل أربع سنوات. والعجيب أن في المباراة أمام اليمن كان الهداف التاريخي للكرة المنغولية نارانبولد برصيد ثمانية أهداف يجلس على مقاعد الاحتياط وهو المهاجم الذي تساوى مع الأسطورة المنغولية دونوروفين قلب الدفاع الهداف الذي كان يملك ثمانية أهداف قبل اعتزاله اللعب. تأهلت منغوليا للمرة الأولى في تاريخها إلى التصفيات النهائية لكأس أمم آسيا هذه المرة فقط عندما احتلت رابع مجموعتها في تصفيات كاس العالم بفوزين على ميانمار وقيرغيزستان وتأهلت بفارق الأهداف أمام ميانمار لتتقدم بطلب إستضافة التصفيات وهو ما حدث و لولا سوء الحظ لربما شاهدنا منغوليا في البطولة الآسيوية القادمة فهي خسرت بهدف أمام فلسطين جاء من ركلة جزاء مشكوك في صحتها قبل أن تخسر في اخر دقيقة امام الفلبين بهدف واختتمت مبارياتها بإنجاز تاريخي يحسب للاتحاد المنغولي المجتهد على حساب اليمن بهدفين مما يجعلنا نضع أسئلة محيرة عن مستوى منتخب يمني يتراجع بسرعة الصاروخ للخلف وعن منتخب صغير اسيوي يدعى منغوليا ينطلق بسرعة كبيرة نحو الأمام ويتقدم بكرة جميله يقودها المدرب الياباني ايشيرو اوتسوكا و بعدة لاعبين على رأسهم قائد المنتخب تسيند عيوش ولا يمكن نسيان طريقة دخوله للمباريات وابنته الصغيرة تمسك بيده. ها هي منغوليا تقدم لاتحاد كرة القدم في اليمن درسا في كيفية تحدي كل الصعاب وهاهم الذئاب الزرق يشعلون أفراحهم بأن تصبح لهم منتخب يتم ذكره بفخر وإحترام.