أظهرت اللقاءات التي جمعت نائب رئيس الجمهورية الأخ عبدربه منصور هادي مع قيادات السلطة المحلية والأمنية بمحافظة لحج - مدى التباين بين القيادتين السلطة المحلية والأمنية في لحج حيث عكس ذلك التباين وصول المحافظة إلى الانفلات الأمني بدرجة الامتياز. لقاءات المكاشفة كما وصفها المراقبون جاءت لتعري القيادة الأمنية والسلطة المحلية وكشفت صلتهم بأعمال الفوضى والتخريب التي مازالت تشهدها أغلب مديريات محافظة لحج وخاصة الحوطة وتبن ورباعيات ردفان ويافع، حيث تبادل الطرفان الاتهامات المتبادلة فيما بينهم، ففي الوقت الذي أتهم أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة علي ماطر الأجهزة الأمنية بالتقصير وعدم قيامها بضبط الأمن في الشارع الوحيد بالحوطة، ذلك الاتهام واجهه اتهام آخر من قبل القيادات الأمنية التي كشفت صلة السلطة المحلية بالمحافظة بوصول الوضع الأمني إلى هذا المستوى من الإنفلات الذي آلت إليه المحافظة. كما اتهمت القيادة الأمنية شخص محافظ لحج محسن النقيب بأن له صلة أيضاً بالإفراج عن "16" متهماً أساسياً قاموا بإحراق المحلات التجارية وإثارة الفوضى والشغب في مدينة الحوطة ولم يتح للأجهزة الأمنية القيام بدورها بالتحقيق مع تلك العناصر. تبادل سيل الاتهامات بين القيادتين الأمنية والسلطة المحلية بلحج امتعض بسببها نائب رئيس الجمهورية عندما وجه سؤالاً لمدير أمن محافظة لحج عن عدد القوى الأمنية ومدى جاهزيتها حيث أن مدير الأمن لم يبدِ إجابة معقولة لذلك السؤال. وارجع مراقبون تدهور الوضع الأمني في محافظة لحج الذي يفوق عدد وكلاءها عدد مديرياتها ال "15" - إلى الفساد المستشري بين المسؤولين في قيادة المحافظة والتكتلات المناطقية التي عكست دورها على الوضع العام في المحافظة وأصبحت تلك التكتلات تعمل لصالحها الشخصي من خلال القيام بعقد صفقات مشبوهة وبأسماء وهمية في تنفيذ مشاريع خليجي "20" والتي رصد لها مبلغ ستة مليارات ريال وإثارة الشارع العام في الحوطة. وأكد المراقبون أن ما تشهده حوطة لحج ورباعيات ردفان التي لم يزرها المحافظ قط منذ توليه قيادة المحافظة - ناتج عن عجز تلك السلطة في إصلاح وضع المحافظة. وأشاروا إلى ما يحدث في رباعيات ردفان من تقطع ونهب واختطاف سيارات المواطنين ورسم أعلام التشطير في عموم تلك المديرية يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك بأن قيادة المحافظة راضية عن تلك الأعمال وفشلت في حفظ الأمن لتلك المديريات كما كان فشلها في السيطرة على الشارع الوحيد في عاصمة المحافظة "الحوطة". أمن لحجوأبين في الإنفلات لا يختلف كثيراً المشهد للانفلات الأمني في عاصمة محافظة لحج الحوطة فهناك انفلات أمني تشهده أيضاً عاصمة محافظة أبينزنجبار والتي هي الأخرى عدد وكلاءها يفوق "11" مديرية. ففي الوقت التي سجلت كبرى مديريات محافظة أبين (خنفر - جعار) خلال الفترة من 2008م وحتى الربع الأخير من عام 2009م أعلى نسبة للجريمة من تقطع ونهب وقتل واعتداء على الممتلكات العامة والخاصة - بدأت تتلاشى بنسبة 70%. . وانتقلت إلى عاصمة المحافظة زنجبار لتسجل أعلى نسبة للجرائم وخطف السيارات والتقطعات وسط صمت رهيب من القيادة الأمنية والمحلية في المحافظة، وعزا مراقبون الانفلات الأمني في عاصمة محافظة أبينزنجبار والمديريات الشرقية الوسطى والشمالية الغربية - إلى سيطرة جماعة ما يسمى بالحراك على عاصمة المحافظة ومديرياتها تلك، بالإضافة إلى الدور الغائب للمجالس المحلية التي فشلت هي الأخرى باتخاذ موقف جاد لمعالجة تلك الأوضاع، بالإضافة إلى غياب دور الوكلاء والوكلاء المساعدين في المحافظة والذين تركوا منازلهم في أبين واتجهوا إلى المحافظة أكثر أمناً واستقراراً (عدن) وكأن لاشيء يعنيهم مما يدور في محافظتهم (أبين). . وأشار المراقبون إلى أن الانفلات الأمني الذي تعانيه محافظة أبين جعلت المحافظ الميسري عاجزاً عن السيطرة عليه وعدم قيامه بالزيارات للمديريات الشمالية الغربية التي تضم (سرار، رصد، سباح، يافع) لمعرفة احتياجات تلك المديريات وما يعانيه مواطنوها وذلك نتيجة انتشار العناصر المسلحة المنتمية لما يسمى بالحراك في تلك المديريات. أمن عدن الحصن المنيع بما أن الأمن بشكل عام يشكل منظومة متكاملة فقد استطاعت القيادتان المحلية والأمنية برئاسة الأخوين الدكتور/ عدنان الجفري محافظ عدن والعميد الركن/ عبدالله قيران أن يشكلا فريق عمل واحد متجانس للحفاظ على أمن المحافظة على الرغم من أن جارتيها أبينولحج تعيشان انفلاتاً امنياً فاضحاً. فقد تمكن أمن عدن من أن يكون حصناً منيعاً لأبناء المحافظة واستطاع خلال الفترة القليلة الماضية إحباط العديد من أعمال الشغب والفوضى والقبض على عدد من العناصر المطلوبة أمنياً قدموا من محافظتي لحجوأبين وفشلت قيادتيها من ملاحقة تلك العناصر المجرمة. واستطاعت أيضاً قيادة أمن عدن أن تستكمل خطتها الأمنية لاستقبال خليجي "20". وعزا مراقبون استتباب الأمن في محافظة عدن إلى ثقافة أبناء المحافظة وتعاونهم مع أفراد الأجهزة الأمنية الذين يتمتعون بيقظة كاملة، متساءلين أين دور قيادتي أبينولحج من ذلك؟.