اليوم / خاص أكد الدكتور محمد الحاوري أنه يمكن تحقيق بناء ثقافة التعايش في فضاء المشترك الإنساني بقبول التعايش مع الاختلاف داخل المجتمع المسلم ومع غيره من المجتمعات مشددا على ضرورة تعميم ثقافة الحب والتعارف، حب الخير للعالمين، والهداية للناس، والقبول بالتعدد والاستفادة من التنوع، كونهما أمر واقع لا يمكن تجاهله على مستوى الشخص الواحد. وقال الدكتور محمد الحاوري أستاذ في جامعة صنعاء :"إن بناء ثقافة التعايش في فضاء المشترك الإنساني يمكن تحقيقه بقبول التعايش مع الاختلاف داخل المجتمع المسلم ومع غيره من المجتمعات، وأن الاختلاف في الرأي داخل المجتمع المسلم لا يفسد للود قضية، ومع الغير غير المحارب ثقافة أن تبروهم وتقسطوا عليهم. إلى جانب ذلك تعميم الحرص على المنفعة الشرعية ورفض ثقافة إلقاء النفس إلى التهلكة، وقيام التعليم إعدادا وتأهيلا وتخطيطاً وتنفيذاً على مبدأ الوسطية والاعتدال ورفض التطرف والغلو، واتخاذ مبدأ الحوار بدل الإلغاء والقبول، بما يتوافق مع الدليل الشرعي بوجه من الوجوه، بدلا عن الجمود على أقوال الرجال من السابقين أو اللاحقين وأخذ الجديد المفيد ولو من الغير. وأضاف في محاضرته "حوار الأسرة الإنسانية حول التعايش في فضاء المشترك ومجالاته" التي ألقاها مساء أمس في المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل(منارات):"إن التعليم صناعة ثقيلة، تحتاج كل إمكانيات الصناعة الثقيلة، وكما لا تترك شئون الدفاع والأمن للهواة والمنتفعين، فإن شئون التربية والتعليم لا تقل خطرا وأهمية عن الدفاع والأمن، وثقافة الحوار شأنها شأن أية ثقافة تحتاج إلى تعليم وتدريب". وأشار الحاوري إلى أن البشرية كلها أسرة واحدة، ولهم حقوق على بعضهم البعض، فهم إما مشارك لك في الدين أو في الإنسانية، وأن التعارف هي حكمة الله تعالى في الخلق الإنساني، ويجب أن تتضافر الجهود من أعضاء الأسرة الإنسانية لتحقيق هذا التعارف، وتوسيع ميادينه، واكتشاف مجالاته المتنوعة والمتعددة. ونوه إلى إن قاعدة الإسلام الأساسية هي السلام وأن الإسلام لا يقاتل إلا لإقرار السلام في الأرض، بمعناه الواسع الشامل الناشئ من استقامة الفطرة على منهج الله، وأن الإسلام يعلى من قيمة المنفعة ومن شأنها، ويرحب بكل حوار يدعم المصلحة، ومن القيمة المهنية للأشخاص بغض النظر عن دياناتهم حتى لو كانوا على الكفر، مشيرا إلى أن الإسلام يؤكد مكانة النفس وحرمتها وحرم الاعتداء عليها، وقدس حق الحياة، وحرم الانتحار، وقدس الأسرة، وجعلها سكنا، ومودة، ورحمة، وجرم الاعتداء على الدين، ويؤكد على أهمية المصادر المشروعة في كسب المال، ومشروعية إنفاقه، ويحرم المصادر المشبوهة، أو استغلال النفوذ، وحرم الظلم بكل صوره وأشكاله.