استطاعت الملحقية الثقافية لبلادنا في دولة الجزائر الشقيقة أن تستفيد من الإتفاقيات الموقعة بين البلدين في مجال التعليم الجامعي و التعليم المهني ليصل عدد الطلاب اليمنيين الدارسين في الجزائر إلى 510 طالباً. و بالمقابل فان عدداً كبيراً من الطلاب قد عادوا إلى الوطن حاملين معهم الشهادة العلمية في مجالات تخصصهم و لعل أبرزهم الدكتور/علي مجور رئيس الوزراء احد خريجي الجامعة الجزائرية (ليسانس) و الذين صاروا يثرون الحياة العلمية و العملية نشاطاً و نجاحات. الأخ/ رشاد صالح بن شائع الملحق الثقافي لبلادنا في الجزائر حاورناه في أمور شتى، و كانت الحصيلة بين يديك عزيزي القارئ كالتالي: * لنبدأ من النهاية، ما هي أسباب تأخير صرف منح الطلاب في كل فصل؟ - في البدء اسمح لي أن أتقدم بجزيل الشكر لجميع العاملين في الصحيفة، و بالنسبة لسؤالكم فأنني أحب أن أوضح سبب التأخير وهو التحويل بالمبلغ الذي يصل إلى نحو 650 ألف دولار، إلى الجزائر فصليا و هذا خارج عن إرادتنا كون القوانين الإدارية المالية في الجزائر ، جزء من هذا التأخير. * و لماذا لا تحول عبر حسابات بنكية تفتح للطلاب؟ - نحن نبحث في الوقت الحالي على آلية، تمكن الطلاب من استلام منحهم في وقتها، و هذا يعود في المقام الأول على تحسن العمل في البنوك الجزائرية. طلاب بلا منح مالية!! * هناك عدد من الطلاب لم يستلموا مستحقاتهم للربع الثالث من العام الماضي حتى يومنا هذا، ألا ترى أن هذا ظلم بحق طلاب لا ناقة لهم و لا جمل في حادثة اختفاء أموالهم من الملحقية؟ - صحيح أن الطلاب مظلومين لكننا سعينا بدورنا في التواصل مع وزارتي المالية و التعليم العالي و البحث العلمي، و تم تحديد المشكلة و عند زيارة معالي وزير المالية الأخ/ نعمان الصهيبي إلى الجزائر تم طرح المشكلة من قبل الملحقية فوجه باستبدال المسؤول المالي السابق عباس المنصور و وعد بحل المشكلة. أحب أن أوضح أن المبلغ المختلس من خزينة عباس المنصور هو عهدة عليه و يقدر بعد تحقيقات اللجان المشكلة ب "47727 دولار ل "38" طالباً و طالبة. و قد أكدت التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية الجزائرية، انه لم تحدث سرقة و إنما اختلاس، و هذا يتوافق مع حكم المحكمة الجزائرية الابتدائية بتبرئة الطالب/ ربيع مكي من التهمة، و قد وعد الأخ/ نعمان الصهيبي وزير المالية بتعزيز هذه المبالغ وأوفى بذلك وفي انتظار الجزء المتبقي. * و لكن مضى على هذا الوعد نحو 3 أشهر و لم يستلموا الطلاب مستحقاتهم؟ - نحن قمنا بإجراءاتنا القانونية، والكل استلم جزء من منحته و مازلنا ننتظر التعزيز بمستحقات الطلاب الباقية. * كم عدد الطلاب اليمنيين الدارسين في الجزائر؟ - 510طالباً و طالبة، منهم 100 في الدراسات العليا (ماجستير و دكتوراه) و 50 بالتدريب المهني، وآخرين من جامعات حكومية و الوزارات كالداخلية و الامن و الشباب و الرياضة و الدفاع و غيرها. شكراً للجزائر * هل لكم أن تحدثونا عن الخطوط العريضة في التبادل الثقافي الذي تقدمه الجزائر لبلادنا؟ - الجزائر تمنحنا 30 مقعدا سنويا في التعليم الجامعي، و 15 مقعدا في الدراسات العليا بنفقاتها، و 10 مقاعد تعليمية، و 20 مقعد تعليم مهني و تقني لمدة 4 سنوات و 10مقاعد لإعداد و تدريب المدرسين في المعاهد التقنية الجزائرية لمدة عام، كما توفر الجزائر عدد من الأساتذة إلى اليمن لإقامة دورات قصيرة للأساتذة اليمنيين لإعادة تأهيلهم و بهذه المناسبة أتقدم بجزيل الشكر و التقدير إلى الجزائر قيادةً و شعباً على دعمهم اللامحدود لبلادنا في كافة المجالات، و اخص بالذكر هنا المجال التعليمي. * ما هي الأنشطة التي نفذتها الملحقية منذ توليكم مهام إدارة دفتها؟ - لا أحب أن أتحدث عما قاموا به زملائي في الملحقية، لكن أريد الواقع أن يعترف عن قاعدة البيانات المتكاملة التي قدمناها كاملة عن الطلاب لوزارة التعليم العالي و البحث العلمي في الداخل و إعادة فتح ملفات أكاديمية و أرشفتها لكل طالب، حث الطلاب المتعثرين و مساندتهم في استكمال دراستهم و هذا جاء بفضل توجيهات أ. د/ صالح باصرة وزير التعليم العالي الذي ذلل الكثير من الصعوبات التي واجهت سير عملنا. * من الملاحظ أن هناك عدد من الاتفاقيات التي ممكن أن تستفيد منها اليمن غير مفعلة لماذا؟ - بعد أن تم وضع قاعدة بيانات و العمل بالأرشيف الالكتروني، نسعى لتفعيل عدد من الاتفاقيات بين الجانبين التي ستعود بالنفع على بلادنا، خصوصا أن الجانب التعليمي أكثر تطوراً في الجزائر من البلدان الأخرى. * و أخيراً. . ماذا تودون أن تقولوا؟ أشكركم على هذه الفرصة و أتمنى لليمن بمناسبة عيدها (العشرون) المزيد من النماء في ظل قيادتها الحكيمة برئاسة ابن اليمن البار علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية حفظه الله.