برزت في الآونة الأخيرة بعض المشاكل التي تواجه طلابنا الدارسين بالجزائر الشقيقة، ولعل أبرزها قضية عدم المصادقة على بعض شهادات الدكتوراه، بالإضافة إلى صعوبة التسجيل، إلى جانب الرسوم المقررة على تصديق وثائقهم من القسم القنصلي بالسفارة. للاطلاع على حيثيات هذا الموضوع نظراً لأهميته التقت (14 أكتوبر) بالمستشار علي أحمد الجوفي، القنصل بسفارة بلادنا بالجزائر، في أول حوار له وأجاب من خلاله عن أبرز القضايا التي تهم الطلاب. * كيف تقيمون التعاون بين اليمن والجزائر في شتى الجوانب؟ ** بداية أشكر صحيفة الرابع عشر من أكتوبر على اتاحتها الفرصة لنا لكي نطل عبرها الى قرائها الأعزاء.. ومن خلال اطلاعي على التعاون الساري بين البلدين الشقيقين أجده يرتكز في مجمله على الدعم الكبير واللامحدود الذي تقدمه الجزائر لطلابنا للدراسة في مختلف التخصصات العلمية والتطبيقية والانسانية في جميع الولاياتالجزائرية البالغ عددها 48 ولاية، ويلقون الرعاية من السفارة القسم القنصلي والملحقية الثقافية، وهنا اتقدم بالشكر للحكومة الجزائرية على ما تقدمه لنا وهو ما لا نجده في أي دولة أخرى، ما يدل على متانة العلاقات بين الدولتين الشقيقتين. * وماذا يقدم الجانب اليمني بالمقابل للأشقاء الجزائريين؟ ** أجدها مناسبة لأطلب من دولة رئيس مجلس الوزراء الاستاذ محمد سالم باسندوة، ووزير التعليم العالي تقديم المزيد من الدعم للطلاب الجزائريين من خلال استقبال دفعات جديدة في التخصصات التي تتوفر لدى جامعاتنا الحكومية، لينضموا الى زملائهم المتواجدين حاليا بجامعتي صنعاء وعدن، وتسهيل مهمتهم العلمية، ومعاملتهم بمثل ما يعاملون به طلابنا وأفضل، وكذا تفعيل اللقاءات على كافة الأصعدة السياسية والتعليمية والثقافية لما فيه خدمة الشعبين الشقيقين. عدم التصديق على شهادات الدكتوراه * كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مشاكل يعاني منها الطلاب اليمنيون في التصديق على شهاداتهم من الجانب الجزائري؟ ** بداية يجب تصحيح الأمر، فما يعانيه بعض الطلاب اليمنيين خاصة الحاصلين على شهادات الدكتوراه في مختلف التخصصات لا يقتصر عليهم بل ينسحب على الطلاب من جنسيات أخرى. * ما هي المشكلة التي تواجههم بالضبط؟ ** المشكلة تتمثل في كون الجهة المسؤولة عن التصديق في وزارة التعليم العالي الجزائرية، تمتنع عن تصديق بعض شهادات الدكتوراه لليمنيين وغيرهم والصادرة من الجامعات الجزائرية على اعتبار انهم -طلاب الماجستير- يحملون شهادات دولة بحسب معادلة شهاداتهم مع نظيرتها في الجزائر، مما لا يسمح لحاملها بالتسجيل في الدكتوراه مع انهم قد انهوا مرحلة الدكتوراه وصدرت شهاداتهم من الجامعات الجزائرية التي يدرسون بها.. وعددهم قليل مقارنة بإجمالي الطلاب الذين تتم المصادقة على شهاداتهم من دون اي عوائق. * وكيف سيتم حل هذه المشكلة التي تؤرق هؤلاء الطلاب؟ **عملت فور استلامي للعمل مطلع يوليو الفارط على الالتقاء بالسيد أرزقي سعيداني -مدير التعاون والتبادل بين الجامعات بوزارة التعليم العالي الجزائرية، وطرحت عليه هذه المشكلة التي اصبحت معضلة فعلا لبعض الطلاب، ووعد بتقديم كل الدعم والمساندة لطلاب بلادنا، وطلبنا منه أن يطوي صفحة الماضي اذا كان هناك ما يعيق تطور العلاقات في هذا المجال بين بلدينا، وشرحنا له كيف يمكن للطالب ان يستوعب بعد ان تم قبوله بصورة نظامية في دراسة الدكتوراه ثم يفاجأ بعد تخرجه وقد امضى اربع سنوات بعدم الموافقة على تصديق شهادته ليتسنى له تقديمها للجهات اليمنية. * إلى أين وصلتم مع الجانب الجزائري في هذا الموضوع تحديداً؟ ** من خلال طرحنا للموضوع ابدى السيد سعيداني تفهمه للموضوع واعتبر أن الفترة القادمة كفيلة بحله، وفي الاطار ذاته التقيت في اطار زيارات التعارف وطرح مواضيع الطلاب مع السيد جمال بلودان، وناقشنا معه الإشكال ذاته، وبدوره أعرب عن استعداده لحل الخلاف القائم حول تصديق الشهادات الخاصة بالدكتوراه في أقرب وقت ممكن، وطرحنا عليه إذا كانت تلك الشهادات صادرة من الجامعات الجزائرية بصورة صحيحة فينبغي التصديق عليها، أما إذا كانت عكس ذلك فغير ملزمين بالمصادقة عليها. * يقول البعض أن هذا الاجراء يمس طلابنا فقط؟ ** هذا الكلام غير صحيح، فهم يتعاملون مع شهادات وليس جنسيات، والدليل أن ما وقع لطلابنا حاصل أيضا لطلاب آخرين من دول أخرى، وهذا ما أوضحه المختصون لنا معربين عن انهم سيقومون بحل هذه المشكلة لجميع الطلاب الدارسين بالجزائر بمن فيهم اليمنيون. * هل لمستم تجاوباً من الجهة المختصة في وزارة التعليم العالي الجزائري، فطلابنا يريدون أن يطمئنوا؟ ** صراحة أود أن اتقدم بالشكر الجزيل للسيدين أرزقي سعيداني وجمال بلودان، فقد لمست منهما تعاوناً كبيراً وهو ما يتجلى من خلال الجهود البارزة التي يبذلانها مع طلابنا عبر السنوات الماضية، وفي هذا الموضوع تحديدا لمست حرصهما على حله بما يمكن الطلاب من التصديق على شهاداتهم خلال الفترة القادمة، ونحن في القسم القنصلي نثمن جهودهما ونشيد بما يقدمانه لأبنائنا راجين أن يستغل ابناؤنا هذا الدعم في التحصيل العلمي. التصديق مجانا للطلاب * وماذا عن تصديقكم انتم في القنصلية على شهادات الطلاب، هل تستلمون منهم مبالغ مالية على ذلك؟ ** بالنسبة لنا ووفق توجيهات وزارة الخارجية نقوم بتسهيل كافة الاجراءات قدر المستطاع، ومن ذلك التصديق المجاني لكل الطلاب الخريجين من الجامعات الجزائرية الذين لا يستلمون منحة مالية معتمدة من أي جهة في الداخل، ومن دون أي مقابل مادي. * لكن هناك من الطلاب من يقول أن التصديق على الوثائق يتم بالعملة الصعبة؟ ** المبلغ الذي كان يؤخذ على كل وثيقة 10 دولاراً أمريكية، ولكني منذ أن استلمت العمل، وبحسب تعليمات وزارة الخارجية جعلنا التصديق بمقابل 10 دولارات لوثيقة واحدة، فيما نقوم بإعفاء الطالب عن بقية الوثائق مهما كان عددها، وبالتالي أصبح الأمر مخففاً على الطالب الذي يتقاضى منحة دراسية، أما الطلاب الذين لا يتحصلون على منح فنقوم بإعفائهم نهائيا من الرسوم لكل الوثائق استشعارا لظروفهم.