هكذا سميت "القاعدة في اليمن ". . تلك هي الشرارة التي رسمت اليمن لتكون عناوين عريضة ومانشتات طويلة في الإعلام العالمي وخاصة الإعلام الغربي الذي فجرها وأحبك تسميتها وبدا يتداولها بشكل شبه يومي لتحفر بالذاكرة بقوة ومن خلالها يقدم لمن يقف وراءها كل ما يريد. وبغض النظر فإن ما بات يعرف بالقاعدة في اليمن تسبب بقتل العشرات وإصابة المئات من الأبرياء بل إن حصيلة الخسائر من المدنيين تفوق عشرات أضعاف الحصيلة المتوخاة من العناصر المتهمة بالإرهاب بالإضافة إلى زعزعة الأمن والاستقرار داخل البلد وفياستعراض سريع للأحداث التي شهدتها اليمن خلال عام 2010م ونسبت إلى تنظيم القاعدة والتي كان أخرها أمس السبت حيث هاجم مسلحون يشتبه بانتمائهم إلى القاعدة مبنى جهاز الأمن السياسي في مديرية التواهي بمحافظة عدن مما أدى إلى استشهاد عدد من الجنود والمواطنيين. وقالت مصادر محلية بمحافظة عدن أن ما يقرب من خمسة مسلحين باشروا فجر أمس بإطلاق النار والقذائف الآر بي جي على المبنى في محاولة لتهريب سجناء مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة مع أفراد الأمن المرابطين في المبنى. وأضافت المصادر أن 11 قتيلاً على الأقل بينهم ثلاث نساء وطفل راحوا ضحية الهجوم الذي شنه المسلحون أمس بالإضافة إلى تسعة مصابين. وفي تطور خطير وبالتزامن مع الأحداث التي شهدتها محافظة عدنجنوب اليمن تناقلت وسائل إعلامية أن هجوم صاروخي شنه عناصر يشتبه بانتمائهم للقاعدة على قيادة المنطقة العسكرية بالمحافظة إلا أن الصاروخ أخطأ طريقه نتيجة خلل في إحداثيات الإطلاق وسقط في منطقة قريبة من مكان التنفيذ، حيث سقط على أحد التجمعات السكانية " حي الزراعة " مخلفا ثلاثة جرحى من الأطفال جراح أحدهم خطيرة. وعلمت " مأرب برس " أن عناصر القاعدة قاموا بإطلاق الصاروخ من مكان قريب من مطار مأرب تجاه قيادة المنطقة العسكرية، ومغادرتهم مكان الحادث بعد فشل عملية إطلاق الصاروخ. وكان تنظيم القاعدة قد أصدر يوم أمس الأول بياناً حرض فيه قبائل وادي عبيدة وباقي مناطق محافظة مأرب على الوقوف في وجه الحكومة التي تشن حملة عسكرية على التنظيم بمحافظة مأرب منذ أكثر من شهر بشكل مستمر. إلا إن مصادر أخرى نفت أن يكون الصاروخ أطلق من قبل القاعدة مشيرين إلى أن الصاروخ أطلق من منطقة صحن الجن وهي إحدى المناطق التي يقع فيها أحد المعسكرات، وأرجعت تلك المصادر أن الصاروخ ربما أطلق عن طريق الخطأ. الغرب وعلاقتهم بالقاعدة. وفي سياق متصل بالحديث عن القاعدة وعملياتها في اليمن نقلت وكالة الأنباء البريطانية رويترز عن مسؤول حكومي يمني أن القوات المسلحة اليمنية اشتبكت الأربعاء الماضي 9 يونيو مع رجال قبائل في شرق البلاد وقصفت منزل شخص يشتبه في أنه عضو في تنظيم القاعدة مضيفاً أن عشرات من الجانبين أصيبوا. وقال المسئول أن العملية العسكرية شنت في وادي عبيدة بمحافظة مأرب للقبض على مسلحين ينتمون للقاعدة يعتقد أنهم مسئولون عن نصب كمين لقافلة عسكرية أسفر عن مقتل قائد وجندي قبل ثلاثة أيام من حادثة الاشتباكات. وتعتقد الحكومة اليمنية أن عدداً من عناصر وقيادات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يوجدون حالياً في مأرب لذلك كثفت من حملاتها العسكرية في محاولة للقضاء عليهم او إجبارهم على الاستسلام، حيث سلم شخصين متهمين بالانتماء للتنظيم خلال الشهر الجاري أنفسهما للسلطات المحلية بمحافظة مأرب. وقالت السلطات الأمنية أن صالح الديان وغالب الزيدي المتهمان بالإنتماء لتنظيم القاعدة سلما نفسيهما للسلطات المحلية بمحافظة مأرب. وسائل الإعلام الغربية لا تتوقف عن الحديث عن تنظيم القاعدة في اليمن وما يشكله من تهديد وقلق أمني للغرب متخذين من حادثة محاولة تفجير طائرة الركاب الأمريكية في ديسمبر كانون الأول وإعلان تنظيم القاعدة مسؤوليته عن العملية على الرغم من الشبهات والشكوك التي تدور حول الحادثة واتهامها بأنها لعبة استخباراتية تقف وراءها الولاياتالمتحدة. وكان نائب محافظ مأرب جابر الشبواني قتل في غارة جوية نهاية الشهر الماضي وكانت الغارة بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام تستهدف القاعدة. وحول انتقال القاعدة من العراق إلى اليمن التي يروج لها الغرب قال الكاتب والصحافي اليمني المتخصص في شؤون القاعدة نبيل البكيري في مقابلة مع "دويتشه فيله" بأن "تنظيم القاعدة في اليمن ظاهرة إعلامية أكثر منها ظاهرة واقعية"،ويوافقه على ذلك عدد من الباحثين والسياسيين والمتخصصين في شئون القاعدة. كما ربط الباحث الألماني شتاينبرغ في أن "قوة القاعدة في اليمن تعود لضعف الحكومة اليمنية وانهماكها في صراعات مع الحوثيين في الشمال والانفصاليين في الجنوب". تدخل أميركا يقوي القاعدة في العام الجاري أيضا وبالتزامن مع تصعيد اللهجة الغربية لتضخيم مسمى القاعدة وتواجدها في اليمن أعلنت حركة شباب المجاهدين الصومالية المتشددة نيتها إرسال مقاتلين إلى اليمن لمساعدة تنظيم القاعدة هناك. وقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن وجود تنسيق أمني يمني أمريكي لمواجهة تنامي نفوذ القاعدة في اليمن، إذ كشفت مصادر استخباراتية عن تنفيذ عدة غارات على مواقع للتنظيم واستهداف قادته إلا أن الباحث الأردني محمد أبو رمان قال واتفق مع رأيه الباحث اليمني نبيل البكيري أن هذا التنسيق يقوي تنظيم القاعدة بدلاً من أن يضعفه"، لأن "تنفيذ غارات جوية واستهداف قيادات القاعدة سيعزز حضور هذا التنظيم وسيدفع بالشرائح الاجتماعية، غير الراضية عن الأداء الحكومي، إلى التعاطف معه". مشيرون إلى أن جوهر الأزمة في اليمن والعالم العربي "سياسي" ولا يحتاج الأمر إلى "تنسيق أمني مع الجانب الأمريكي". من جانبه قال الباحث الألماني غيدو شتاينبرغ في حديث صحفي أن التنسيق الأمني لا يعد مدخلا صحيحا لمواجهة القاعدة منتقدا ما وصفه ب"غياب الاستراتيجيات السياسية في هذه المواجهة". وأضاف قائلا: "لا نحتاج إلى ملاحقة أشخاص، إلى ملاحقة منظرين، لكننا نحتاج إلى حلول سياسية لمشاكل اليمن ومشاكل المنطقة". معرباً عن اعتقاده بأن تنظيم القاعدة "سينشط في السنوات المقبلة"، مرجعاً سبب ذلك إلى أخطاء الغرب أيضا في مكافحة الإرهاب وخصوصاً أخطاء الولاياتالمتحدة وفي القلب منها "الحرب في العراق". وكانت السلطات اليمينة أعلنت في وقت سابق أنها تستجوب ثلاثين من الرعايا الأجانب تشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة. وأضاف مسؤولون أن معظم المشتبه بهم قدموا من أوروبا والولاياتالمتحدة وآسيا إلى اليمن لتعلم اللغة العربية. وقد أعقب مقتل نائب محافظ مأرب جابر الشبواني الشهر الماضي عدد من الأحداث التي شهدتها محافظة مأرب حيث تم تفجير عدداً من انابيب النفط واعتداءات على المحطة الغازية وكل ذلك التخريب نسب إلى تنظيم القاعدة. اغتيال "37" مسئولاً عسكرياً ومدنياً من جانب أخر تناقلت وسائل إعلامية محلية وعالمية عن مصدر يمني مسئول كشفه النقاب عن قائمة جديدة بأسماء مسئولين في الجيش والسلطة التنفيذية والمحلية بمحافظة /مأرب/ مستهدفة من قبل عناصر تنظيم القاعدة وفق مخطط بدأ تنفيذه أوائل شهر مايو الماضي حسب المصدر. وقال المصدر إن عناصر القاعدة تمكنت خلال الثلاث السنوات الماضية من اغتيال 37 مسئولا في الجيش والسلطة المحلية في اليمن من أصل40 كانوا ضمن قائمة سابقة استهدفهم التنظيم الإرهابي. وأوضحت أن العناصر الإرهابية استخدمت أساليب مختلفة تتمثل في نصب الكمائن المسلحة واستدراج أهدافها والغدر بهم مستخدمين قذائف /ار بي جي/ والرشاشات الثقيلة والأسلحة المتوسطة والخفيفة والأحزمة الناسفة في محاولة لتحويل بعض مناطق /مأرب/ والمناطق المتداخلة مع محافظة/شبوة/ وبعض المناطق المجاورة إلى أوكار لتجمعات التنظيم لتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية. وفي محافظة مأرب أيضاً استشهد العقيد الركن محمد صالح الشائف أركان حرب اللواء 315 مدرع ومرافقيه وأصيب عدد آخرين في هجوم نفذه مسلحون قالت السلطات أنهم من عناصر القاعدة الإرهابية مطلع الشهر الجاري. القاعدة وسفير بريطانيا السفير البريطاني بصنعاء "تيم تورلو" تعرض بتاريخ 2010-04-26 لهجوم انتحاري نفذه شاب متهم بالانتماء للقاعدة أثناء توجه موكب السفير إلى مقر السفارة. وقال مصدر أمني حينها إن انتحارياً فجر نفسه مستهدفاً موكب السفير البريطاني تورلوت، أثناء توجهه لمبنى السفارة الواقع في شارع ظهر حمير القريب من منطقة الانفجار، لكن السفير نجا من الحادثة. . ووجهت وزارة الداخلية أصابع الإتهام إلى تنظيم القاعدة بعد الحادثة مباشرة مؤكدة أن العملية تحمل بصمات القاعدة، لتأتي بعد ذلك القاعدة وتصدر بيان وتتبنى العملية.