في الوقت الذي مازالت اصداء استياء العديد من قيادات وقواعد الاصلاح احتجاجاً على تصريحات المدعو منير الماوري لقناة «العربية» والذي حرض فيها ضد جامعة الايمان ورئيسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني وذلك على خلفية حضور الاخ الرئيس حفل تخرج ثلاث دفع من الجامعة ودفاعه عن الجامعة من القوى التي وصفها بالمأزومة والمهزومة دون ان يحدد موقعها، وهو ما دعا سياسيين إلى اعتبارها رسالة مفتوحة للتيارات الليبرالية المنضوية في كل من المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للاصلاح واخرى تصف نفسها بالمستقلة. ورأى مراقبون ان زيارة الاخ الرئيس للجامعة تعبير عن رغبته الكاملة في توطيد علاقة السلطة بالتيارات الاسلامية وخاصة السلفية منها، إلا ان اخرين اعتبروها ليست بالجديدة على سياسة الرئيس التي ظل ينتهجها منذ 28 عاماً، مشيرين إلى ان الجديد لا يكمن في الزيارة وانما في تغيير راديكالية سياسة التيار الليبرالي في الاصلاح والذي اصبح يرى في التيارات السلفية عبئاً يُثقل تحركه لتحقيق طموحاته، خاصة في جانب توسيع دائرة علاقاته المحلية والدولية مع القوى اليسارية المتطرفة من جهة وتوطيد علاقاته بالسياسة الاميركية واظهار نفسه منسجماً معها من جهة ثانية هو الجديد لتمثل تجاهه زيارة الاخ الرئيس استفزازاً للتيار الليبرالي في الاصلاح ، خاصة بعد ان اتسم في تعامله مع الاتهامات الاميركية تجاه بعض قيادات بهدوء وصل إلى مستوى الصمت، وهو الامر الذي دعا هذا التيار المنفتح والمتسم بروح ليبرالية إلى مسارعة طمأنة الجانب الاميركي، والذي يبدو انه قد نتج عنه اجراء اتصال بين الشيخ حميد الاحمر احد اقطاب هذا التيار في حزب الاصلاح ومنير الماوري الصحفي المعروف بعلاقاته بالكيان الصهيوني، عوضاً عن كونه اداة اميركية لاستهداف مشاريع التيارات الاسلامية في اليمن تخلل في نهايته قبول الاول بأن يدلي بتصريحات للثاني بالرغم من مهاجمته قبل ايام لأهم قيادات التجمع اليمني للاصلاح دون ان يعبر الشيخ حميد عن استيائه من هجوم استهدف رئيس مجلس شورى الاصلاح، وهو ما يمكن تفسيره بوجود نسبية في الرضى، خاصة وان برنامج مرشح اللقاء المشترك لم يتضمن اشارات لحدود العلاقة التي ستربط اليمن بالولايات المتحدة الاميركية ومصير من تعتقلهم الادارة الاميركية من اليمنيين وعلى رأسهم الشيخ محمد المؤيد ومرافقه وعبدالسلام الحيلة، إلا ان محللين سياسيين ذهبوا إلى تفسير تكرار تصريحات الشيخ حميد الاحمر التي كان قد ادلى بها لصحيفة «الناس» والتي اكد فيها ان فوز مرشح المؤتمر الشعبي العام الرئىس علي عبدالله صالح امر مرفوض كونه تزويراً واعادت صحيفة «الشرق الاوسط» نشرهايوم امس الجمعة له مدلولات خطيرة، خاصة وانه جاء حسبما اوضحته صحيفة «الشرق الاوسط» من كونه خص به الصحفي منير الماوري ويحتمل في بعده بأنه يحمل رسالة اميركية للرئىس والنظام السياسي تم نقلها عبر كل من الشيخ حميد الاحمر ومنير الماوري وكرد فعل اميركي على زيارة الرئىس لجامعة الايمان من جهة، ومواقفه القومية تجاه العدوان الاسرائىلي على لبنان وفلسطين والاحتلال الاميركي للعراق من جهة اخرى. هذا وقد نقل الماوري عن الشيخ حميد قوله: ان النظام الحاكم ليس بمقدوره ارغامنا على قبول نتائج مزورة، ويأتي تلويح الشيخ الاحمر الابن بأن وعي القبائل اليمنية اكثر من وعي الحزب الحاكم بأهمية الديمقراطية وانها ستدلي باصواتها إلى من يحقق مصلحتها في الحياة بغض النظر عن انتمائه السياسي كرسالة تطمين بعثها الشيخ حميد للادارة الاميركية الحالية بعد اشارة الصحفي الماوري في مداخلته لقناة «العربية» التي اعتبر خلالها زيارة الرئىس ودفاعه عن جامعة الايمان بأن الغرض منها كسب التأييد والمكانة التي يحتلها الشيخ عبدالمجيد الزنداني عند جموع كبيرة من القبائل اليمنية في ارجاء اليمن. من جانب اخر علمت «أخبار اليوم» من مصادر خاصة مؤكدة تفيد بوجود تحرك حثيث للقوى الليبرالية على الساحة اليمنية كثفت خلاله نشاطها في اوساط القوى السياسية اليمنية اليسارية واليمينية منها، وقالت تلك المصادر بأن تزايد هذا النشاط لتحرك هذا التيار النشط في اوساط الشعبي العام والذي كان قد تراجع خلال الفترة الماضية يكشف عن البعد في تنسيق الخطوات التي تخدم هذا التيار والتي لها صلتها المباشرة مع مثيله في التجمع اليمني للاصلاح والذي يمثل احد روابطه المشتركة الوسائل الاعلامية ذات العلاقة ومحركيها امثال منير الماوري