في الوقت الذي لا تزال عمليات الاطفاء وانقطاع التيار الكهربائي تشهده امانة العاصمة ومحافظة عدن مما ينغص حياة ومعيشة المواطنين في شهر رمضان المبارك كشفت مصادر هندسية من ذوي الخبرات التي كانت تعمل في المؤسسة العامة للكهرباء - فرع عدن وفي المحطة الكهروحرارية في مديرية الحسوة بمحافظة عدن بأن العطل الفني الذي حرم امانة العاصمة من الكهرباء يرجع إلى عطل في احدى التربينات الموجودة في المحطة حيث يبلغ عدد تربينات المحطة المولدة للكهرباء خمسة تربينات يتحمل كل واحد منها مقدار «25» ميجاوات. وقد اشارت المصادر الهندسية بأن العطل قد يأتي نتيجة لوجود احدى الثقوب على احدى الريش الموجودة في احدى التربينات مما ادى إلى العطل وكان سبب ذلك دخول مياه ذات شوائب وغير منقاة إلى الغلاية وخروجها إلى احدى التربينات مما ادى إلى عدم تبخر المياه التي تقوم بعملية تدوير ريش التربينة لتعمل على توليد الكهرباء. وقدرت نفس المصادر الهندسية تكلفة اصلاح العطل في التربينة- اي المولد- الذي يغذي امانة العاصمة من نصيب الكهروحرارية بمقدار «50» مليون ريال يمني. واحتملت المصادر الهندسية ان يكون العطل بسبب انفجار احدى الغلايات الاربع الموجودة في المحطة الكهروحرارية ولكنهم استبعدوا ذلك لان انفجار اي غلاية يتم استبدال انابيبها بسرعة، ولكن الخلل الاساسي كان في احدى التربينات الخمس، حيث يفترض ان يكون هناك ثلاث تربينات تعمل وتربينتين واقفتن اي بأن «75» ميجاوات هي التي تعمل و«50» ميجاوات متوقفة بسبب ان احدى التربينات تكون في حالة صيانة والاخرى متوقفة عن العمل -اي ان توقف تربينة اخرى بالاضافة إلى الثلاث السابقة ادى إلى شلل تام في عملية توليد الكهرباء إلى امانة العاصمة. وقالت المصادر الهندسية ل«أخبار اليوم» بأن «25» ميجاوات من رصيد محافظة عدن يتم استهلاكه لصالح امانة العاصمة مما يؤدي إلى اطفاء في محافظة عدن لمدة ساعة يومياً خلال شهر رمضان. هذا وكان مصدر مسؤول في المؤسسة العامة للكهرباء -فرع عدن اكد ل«أخبار اليوم» الاسبوع الماضي ان الانقطاعات الكهربائية اليومية المركزة على عدد من المناطق الشعبية والساحلية بمحافظة عدن ستتواصل لفترة طويلة قادمة، معللاً ذلك بسبب الاهمال الذي تتعرض له المحطة الكهروحرارية في الحسوة في مولداتها الكهربائية التي لم تحصل على الصيانة المستمرة، حيث اوضح المصدر ان ادارة المحطة الكهروحرارية بالحسوة تصرف الملايين من الريالات من اجل الزينة والتجميل بينما المولدات تحتاج إلى صيانة وقطع غيار بأقل من الاموال التي تهدر من اجل الطلاء والزينة، مؤكداً بأن الطاقة التوليدية للتيارالكهربائي من المحطة الكهروحرارية مائة وخمسة وعشرين كيلو وات في الساعة في السابق، إلا ان الطاقة التوليدية اليوم لم تتجاوز ثلاثين كيلو وات في الساعة وبعجز يومي تجاوز تسعون كيلو وات في الساعة، محملاً ادارة المحطة مسؤولية ما وصلت اليه المحطة من اهمال حيث اصيبت المولدات بالاملاح والانسدادات دون وجود محاسبة للمقصرين.