بوتين يتوعد بمواصلة العمليات في أوكرانيا حتى تحرير زاباروجيا بالكامل    القسام تكشف عن اسم وصورة "القائد الملثم"    مجلس النواب يدعم خطاب قائد الثورة بشأن التحركات الصهيونية المعادية في المنطقة    صنعاء تحتضن أول بطولة لكرة القدم لمبتوري الأطراف من جرحى الحرب    اجتماع حكومي بصنعاء يناقش برنامج التحول إلى السيارات الكهربائية    لوحات طلابية تجسد فلسطين واليمن في المعرض التشكيلي الرابع    بن حبريش يختزل حضرموت: "ما أريكم إلا ما أرى".. نزعة فرعنة تشق الصف الحضرمي    الاتحاد البرلماني العربي يؤكد على ضرورة انهاء معاناة اليمنيين وصون وحدة البلاد    وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان تنفي وجود أي انتهاكات في حضرموت والمهرة    الصين تدعو إلى التمسك بسيادة اليمن ووحدة وسلامة أراضيه    تحذير أمريكي: تحولات شرق اليمن تهدد التهدئة وتفتح الباب لصراع إقليمي    الأرصاد يتوقع حدوث الصقيع على أجزاء محدودة من المرتفعات    الكثيري: تظاهرات سيئون تفويض شعبي للقوات الجنوبية    بدء إجراءات صرف مرتبات موظفي الدولة لشهر نوفمبر وفق "الآلية الاستثنائية"    إدارة أمن عدن تكشف حقيقة قضية الفتاة أبرار رضوان وتفند شائعات الاختطاف    صنعاء.. البنك المركزي يوقف التعامل مع خمس كيانات مصرفية    قراءة تحليلية لنص "من بوحي لهيفاء" ل"أحمد سيف حاشد"    بسبب جنى الأرباح.. هبوط جماعي لأسعار المعادن    المنتخبات المتأهلة إلى ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية 2025    الشرعية حين تتحول من مبدأ قانوني إلى أداة تعطيل    عاجل: مصرع القيادي الإرهابي رويس الرويمي وخمسة من عناصر القاعدة في عملية أمنية بحضرموت    نائب وزير العدل يتفقد تجهيز مقرات المحاكم الابتدائية المنشأة حديثًا بأمانة العاصمة    وزارة الصحة: العدوان استهدف 542 منشأة صحية وحرم 20 مليون يمني من الرعاية الطبية    حمداً لله على السلامة    الإفراج عن 108 سجناء من الحديدة بمناسبة جمعة رجب    خلال تدشينه مشروع التحول الإلكتروني لصندوق التقاعد الأمني .. اللواء المرتضى: المتقاعدون يستحقون الاهتمام فقد أفنوا سنوات طويلة في خدمة الوطن    المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام ينفذ عمليات واسعة لإتلاف مخلفات العدوان بمحافظة الجوف    هل يهزم ابن زايد بن سلمان ويتسبب بقسمة تركة الرجل المريض؟    إيمان الهوية وهوية الإيمان    تكريم البروفيسور محمد الشرجبي في ختام المؤتمر العالمي الرابع عشر لجراحة التجميل بموسكو    مرض الفشل الكلوي (34)    الهوية والوعي في مواجهة الاستكبار    الطبيب الخزان يشكو ما تعرض له في مبنى قضائي بصنعاء للنائب العام    حين يكون الإيمان هوية يكون اليمن نموذجا    فلسطين الوطن البشارة    العليمي يشن الحروب على الجنوب لحماية سرقاته لنفط شبوة وحضرموت    المكلا حضرموت ينفرد بصدارة المجموعة الثالثة بدوري الدرجة الثانية لكرة القدم    منذ أكثر من شهر.. مليشيا الحوثي تمنع دخول عشرات الشاحنات المحملة بمادة الأخشاب    مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة طارئة غدا لبحث الاعتراف الإسرائيلي ب"أرض الصومال"    خفر السواحل تحذر من السباحة قبالة سواحل عدن وأبين وشبوة    المحرّمي يطّلع على سير العمل في المؤسسة العامة للاتصالات وخططها المستقبلية    نيجيريا تسقط تونس في مباراة مثيرة وتبلغ ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا    وفاة المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد    رشاد العليمي يسهل لنجله عبدالحافظ سرقة نفط حضرموت    محمد صلاح يواصل تحطيم الأرقام القياسية في «كأس أمم إفريقيا»    الصحفي المهتم بقضايا الناس وانشطة الصحافة الثقافية عبدالعزيز الويز    قراءة تحليلية لنص «صدمة استقبلتها بقهقهة» ل"أحمد سيف حاشد"    دوري روشن السعودي: اتحاد جدة يهزم الشباب بثنائية نظيفة    اكتشاف آثار حضارة متطورة في باكستان    ضربة بداية منافسات بطولة كأس العالم للشطرنج السريع والخاطف قطر 2025    اتحاد حضرموت بحافظ على صدارة المجموعة الثانية بدوري الدرجة الثانية    ما علاقة ضوء الشمس بداء السكري.. نصيحة للمصابين    العطاس: نخب اليمن واللطميات المبالغ فيها بشأن حضرموت"    الكشف عن عدد باصات النساء في صنعاء    الكتابُ.. ذلكَ المجهول    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



گلمات إلى بغداد
نشر في أخبار اليوم يوم 22 - 11 - 2006

على ربوة من ربى بلدي جلست نازف الدمع!! كسير الفؤاد!! مهيض الجناح!! أتلوى من الألم!! كان ذلك مع غروب شمس التاسع من ابريل 2003م وكنت اناجي التاريخ بآهاتي بالتياعي بحسراتي بندمي!!!.
آه يا بغداد! :على اطلال ذكراكِ الحزينة سكبت عبير اشواقي واحلامي. . ودمعاً لم يزل يجري على مراب أيامي.
آه يا بغداد! وأنت تتصرمين من بين ايدينا تحكين ضياع خلافة قديمة وتدرج زوال سلطان أمة عن اعظم دار خلافة اسلامية من حيث عمرك وغزارة إنتاجك وكثرة علمائك.
انودعك يا بغداد!: الوداع الأبدي أم نقول انه وداع مسافر سيعود ويكون بعده لقاء وتحلو بعده الرؤيا، ولكن متى وإلى متى يا دار الخلافة ستبقين تحت سلطان هؤلاء إلى متى. . ؟ إلى متى سيظلون يعربدون وينتهكون الحرمات وينهبون الثروات؟؟ متى ستعودين أيتها الحبيبة الغالية يا ارض الرشيد ولا رشيد! يا ارض ابي حنيفة النعمان! يا ارض الخلافة الثائرة! ارض الحسن البصري.
يقف المسلم في لحظة من الزمن- وهو واحد من اهل فترتها- يرى تساقط الخلافات الاسلامية تباعاً من الاسفل إلى الأعلى تماماً كما هو ابتداء خلق الانسان وموته، فالروح ابتدأت من الاعلى وسرت إلى الاعضاء إلى الاسفل لكن سحبها يبتدىء من الرجلين حتى تنتهي بالرأس.
فها هي الخلافة العثمانية قد ذهبت أولاً وهي آخر الخلافات وجاء دور بلاد الخلافة التي بعدها دارالخلافة العباسية وما كادت بغداد تسقط من هنا حتى ابتدأت اميركا بتهديد دار الخلافة التي بعدها مباشرة، الخلافة الاموية مع التلميح في حواشي الكلام وعوارضه إلى الخلافة الاولى، الخلافة الراشدة.
يقف احدنا في هذه الحقبة من الزمن ليقول له التاريخ:
ذق ما ذاق من قبلك ممن شهدوا ضياع الخلافة الاسلامية وشهدوا زوال سلطان الاسلام عن ديار الاسلام! ام حسبت انك ستفلت من سنة الله الماضية القائمة الدائمة وقد فعلت كما فعل المضيعون من قبل وزيادة. . !
ذق ما ذاقه من شهد نكبة زوال شمس الاسلام عن بلاد الاندلس. . !
ذق ما ذاقه من شهد زوال الاسلام عن فرنسا وبلاد اوروبا. . !
ذق ما ذاقه من شهد نكبة 48 من اهل فلسطين. . !
وإن لك اليوم أن تتجرع مرارة سقوط خاتمة الخلافة الراشدة ومحض الخلافة الاعظم في تاريخ الاسلام «بغداد» بلاد الرافدين وافزع إلى الحبيب الأعظم واسأله هل من دواء لمرضي؟ وهل من مسكن للوعتي واحتراقي؟ رحماك ربي رحماك.
وتقف الغصة في حلقي فلا استطيع الكلام. . فأكتب. . ايتام نحن على موائد اللئام. . امة مكلومة. . فهل من حقيقة تشفي صدري وتقر عيني وتفرح كل الموحدين اصحاب هم الامة وهم الخلافة. . فيهتف التاريخ. . نعم. . هناك حقائق مفرحة. . آنية لا ريب فيها قريبة مشرفة على ساح هذه الأمة بإذن الله تعالى- طلائعها منيرة فواحة طيبة كتباشير الازهار بمقدم الثمار، فما تلك البشارات؟ نواصل مع شهادة مفكرة الاسلام.
انتهاء مرحلة حصار العراق:
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: «يوشك اهل العراق ألا يجبى اليهم قفيز ولادرهم، قلنا: من اين ذلك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذاك: ثم قال :يوشك اهل الشام ألا يجبى اليهم دينار ولا مري، قلنا :من اين ذاك؟ قال: من قبل الروم ثم سكت هنيهة ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في آخر الزمان خليفة يحثي المال حثياً لا يعده عدداً».
ربما يتساءل البعض :كيف يكون الحصار من قبل العجم كما في الحديث؟ والواقع الذي نراه ان الحصار من قبل الروم كما هو الحال في حصار الشام؟.
والجواب عن هذا من جهتين: من جهة السبب ومن جهة المنفذ فإن السبب الحقيقي في حصار العراق هو حربه مع ايران وانتصاره عليها،الذي جعل الكافرين ينصبون له مصيدة الكويت، فحرب الخليج الثانية انما هي امتداد لحرب الخليج الاولى مما نتج عنها الثمرة المرتقبة وهي حرب الخليج الثالثة.
ومن جهة المنفذ ان الروم لم ينفذوا الحصار على العراق إنما الذي ينفذه حقيقة هم ايران وتركيا وبقية دول الجوار وما كانت الروم إلا مراقباً لتنفيذ الحصار، كما انها مراقب لخطوط العرض، ومن المستبعد ان يكون ثمة حصار اخر يصدق عليه الحديث بحيث ان العجم يحاصرون العراق وكم من علامة على نبوته صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم؟ وكم من علامة على اقتراب الساعة؟ وكم من علامة على اقتراب دورالعراق العالمي؟ لقد قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل دخول العراق في الاسلام، ففيه علامات عديدة: علامة على اسلامها، وعلامة على حصارها -وقد وقعت العلامتان- وعلامة على تدهور العملة، وعلامة على ضيق في العيش وفي الطعام وعلامة على القهر عليها من خارجها لقوله «يمنعون ذاك» وعلامة على انه سيشمل، العراق جميعاً فيه دلالة على ظهور التقصير من الامة نحو العراق، كما ان فيه استثارة نبوية لهمة المؤمنين في ذاك العصر وفي كل عصر ان يهبوا لنجدة اخوانهم وإلا فما مدلول هذا الإخبار الأليم على نفوس الاخوة المؤمنين نحو اخوانهم؟ وما سر سؤال الصحابة رضي الله عنهم؟.
إن مما يثير العجب والإعجاب هو تخصيص ذكر حصار العراق، فالأحداث في حياة هذه الامة المعاصرة كثيرة لكنها لم تذكر كلها، ولو ذكرت فرضاً فإنها لم تحفظ، وكل ذلك بأمر الله تعالى واختياره، اما حصار العراق فيذكر على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجه التخصيص، ويحفظ في كتاب من اصح كتب الحديث وهو صحيح مسلم، أليس ذلك الحفظ بارادة الله تعالى «أليس له من حكمة بالغة»؟.
ان معرفة جميع الحكم أمر راجع لعالم الغيب والشهادة وحده، لكن الذي يتجلى امامنا -والله اعلم- ان سر التخصيص في هذا الحديث ان الحدث حدث دولة وليس حدث فرد، وانه حدث عظيم في حياة الامة والامة معنية به من اوله إلى آخره، وها نحن نراه وكيف اصبح مرحلة فاصلة في حياة الامة مرحلة تحول رهيب من حال إلى حال بحيث لا يقتصر اثرها على العراق وحده بل يعم الامة ويعم البشرية جميعا ابتداء بحصاره وانتهاء بتتابعاته.
ووقوع هذه العلامة لا يعني انتهاءها وانقضاءها، بل ثمة تتابعات لا يعلم مداها إلا الله تعالى. . فالمذكور هو الحصار وقد دام اثني عشر عاماً ،وجاءت جيوش الصليب وهاهي تهم بالانتقال إلى بلاد الشام لتفضي إلى مرحلة اخرى مذكورة في هذه السنة ولكن السؤال: كيف تعتبر هذه العلامة بشارة وفيها ما فيها؟ نعم. انها بإذن الله لبشارة لأنها اذا وقعت ورأيناها علمنا اننا اصبحنا اليوم اقرب ما نكون إلى مراحل النصر على اعداء الله، وتعليل ذلك ان الحياة تسير منطلقة إلى منتهاها والزمن يمشي يمثله الليل والنهر لا يتوقف إلا إلى اجله المسمى، لكن هذا الزمن ليس له من معلم يتعرف عليه الناس الذين يعيشون فيه فجاءت هذه العلامات لأهداف عظيمة منها: أنها جاءت تبياناً للناس تبين موقعهم من عمر الزمن؟ اين هم الآن؟.
انحسار الصراع نحونا:
لقد شهدنا حروباً كبيرة وكثيرة هنا وهناك متقاربة ومتباعدة جغرافياً فمنها حروباً ساخنة واخرى باردة، الحقيقة ان هذه الحروب كانت بعيدة عنا، ذهبت السخونة منها حتى تحولت إلى باردة وهاهي تبرد وتبرد عندهم حتى غدت كتلاً جليدية متجدمة متمثلة في اتحادات دولية وتحالفات أممية قاسمهما المشترك هو الشرك بالله رغم الاختلاف في كل شيء، وبقي الجزء النافر والمتناثر عن تلك الكتلة هو دول العالم الإسلامي «توشك ان تداعى عليكم الامم كما تتداعى الاكلة إلى قصعتها. . ! قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يارسول الله؟ قال: لا: بل كثير ولكنكم غثاء كغياء السيل» فهاهي الأدلة الشرعية على انسحاب الصراع نحونا، فمن الساحة الدولية إلى الساحة الاسلامية ثم إلى ساحتنا العربية، وأخيراً إلى ساحتنا الشامية وهي ساحة الصراع الأخيرة، وأنا أسألكم: هل الحرب الأخيرة التي شنتها اسرائيل على لبنان هي باكورة الصراع المقصود حديثاً الموعود زمناً ؟هل آن أوانه؟ هذا ما هو واضح من سير الاحداث وتحشدات جيوش الصليب لساعة الصفر. . هناك أدلة شرعية لا تقبل المنازعة، فمنها احاديث الملاحم الثابت وقوعها في بلادنا ومنها احاديث المهدي ومنها الدجال يتطوف بالارض، في ختام رحلته يعود إلى هذه البلاد ليدخلها فيمنع من مكة والمدينة والطور والمسجد الاقصى، ومنها نزول عيسى عليه السلام في بلادنا وعلى نزوله تعلق الامم آمالها، ودعوى نصرته جميع الاديان في اخر الزمان حتى النار التي تخرج فانها تحشر الناس إلى الشام فهي ارض المحشر والمنشر، وما الحرب على العراق إلا مرحلة من مراحل تحول الصراع إلى هذه البلاد العربية بعد ان كانت ساحته اسلامية افغانية ولهذه الحرب ارتباطها الوثيق والمستقبلي بساحة الصراع العربية بل والشامية.
اذاً فإن هذه الحرب اكدت حقيقة شرعية على الواقع وهو دخول الصراع العالمي إلى مرحلته الجديدة وربما الأخيرة وذلك بدخوله إلى ارض الصراع النهائية وهي الاراضي العربية، وما اعلان الروم «اميركا وبريطانيا» التهديدات لسوريا إلا إتماماً لحلقة الصراع وإثباتاً للنصوص واقتراباً من مركز الصراع النهائي ألا أنها ارض الشام. . والله اعلم.
قرب زوال أميركا:
عن أبي قبيل رضي الله عنه قال: كنا عند عبدالله بن عمرو بن العاص وسأل حيث سئل: أي المدينتين تفتح أولاً القسطنطينية أم رومية؟ فدعا عبدالله بصندوق له حلق، قال: فأخرج منه كتاباً، قال : فقال عبدالله :بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم- حيث سئل: أي المدينتين لتفتح اولاً : قسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مدنينية هرقل تفتح أولاً» يعني قسطنطينية اخرجه الحاكم وهو صحيح، وجاء في معجم البلدان لياقوت الحموي ج3 ص113 : «رومية» هي مدينة شمالاً غربي القسطنطنية بينها مسيرة خمسين يوماً أو اكثر وهي اليوم بيد الافرنج وهي اليوم عاصمة ايطاليا.
وفي هذا الحديث فوائد عظيمة.
الاولى: أن فيه آية من آيات النبوة ذلك ان القسطنطينية قد فتحت وهي المدينة التي تسمى «إسلام بو» اي مدينة السلام وقد حرف اسمها إلى «استانبول» وقد حظي فاتحوها بتزكية رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ان فتحها وقع سنة 1453ه على يد السلطان محمد الفاتح- رحمه الله تعالى فقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في التاريخ الكبير وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :«لتفتحن القسطنطينية فلنعم الامير اميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش. . !!» الثانية: مثلما تحقق الجزء الأول من الحديث فلابد من ان يتحقق الجزء الثاني منه حتماً مقضياً، كما ان الليل يعقبه النهار وان النهار يعقبه اليل. . اذاً ففتح المسلمين لعاصمة روما وعدحق وخبر صدق.
الثالثة هذه علامة -والله اعلم- على زوال ملك أميركا وقوتها ووحدتها وسيطرتها، وانها علامة على ظهور نجم اوروبا كقوة مسيطرة بديلة لأميركا، وقد بدأت اولى علامات هذا الظهور بتدفق قواتها إلى الشام وحماية اليهود وحصار لبنان وسوريا وفلسطين، بل ان المانيا تقود القوات الاوروبية البحرية، في هذا الشأن لأول مرة ترسل قوات من بعد الحرب العالمية الثانية بعد ارسالها لقواتها إلى افغانستان التي يستلمها الجنود الالمان بجماجم وأشلاء الافغان بعد ان ذبحوهم هؤلاء هم دعاة الحضارة، اي حضارة هذه؟ انها الهمجية والبربرية في اوضح صورها ولا حضارة إلا الحضارة الاسلامية.
ونعود إلى شرح الحديث وفوائده العظيمة الكبيرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكر بلداناً تدخل الاسلام بأسمائها وذكر اماكن لم يعرفها المسلمون حال الحديث ووقع ما اخبر به صلى الله عليه وسلم غير انه لم يذكر هنا ان المسلمين سيفتحون أميركا ولا واشنطن، ولم يذكر ان المسلمين سيغزونها بل ذكر روما أورومية، وعدم ذكره صلى الله عليه وسلم لاميركا يعني انها لن تكون مركزاً للقوة وقت الفتح كما لم يذكر موسكو وقد كانت قبل ذلك هي الأقوى، وهكذا هوت موسكو وواشنطن على اثرها هاوية بإذن الله تعالى، ولو لم تكن روما هي مركز القوة وبقيت واشنطن هي القوة العظمى كما هو الحال كأميركا ستخرج المسلمين من روما، وعلى هذا فإن افتتاح المسلمين لروما كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم انما يعني سقوط مركز قوة النصارى وعاصمتهم وسقوط ساريتهم ومقر قيادتهم وعواصمهم الاخرى من باب اولى، أو انه سقوط لاخر مدينة عندهم، والله تعالى أعلم.
وليستأنس لهذا الاستنباط بما يحدث الآن من احداث حيث ان علامات الانهيار اصبحت ظاهرة بل متسارعة لكن كم سيستغرق ذلك؟.
ابتداء ولادة العصائب:
روى ابو داود عن ام سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هارباً إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره، فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من الشام، فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك اتاه ابدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه» رواه احمد وابو داود والطبراني، وقد ضعفه جماعة من أهل العلم وحسنه اخرون منهم ابن القيم في المنار المنيف.
وهناك اثر صحيح عن سالم بن ابي الجعد قال :« خرجنا حجاجاً فجئت إلى عبدالله بن عمرو بن العاص فقال: ممن انت يا رجل؟ قال: قلت: من أهل العراق، قال: فكن اذاً من أهل الكوفة، فقلت: انا منهم، قال: فإنهم اسعد الناس بالمهدي والاثر صحيح كما ذكرنا وهذا غيب والغيب لا يعلم إلا بوحي.
من هذا الاثر يتبين مكانة أهل العراق بالنسبة لانصار المهدي ومكانتهم في التغيير العالمي المنتظر، وعبدالله بن عمرو لم يقل هذا الحديث برأيه، وابن كثير في كتابه القيم «الفتن والملاحم» قال عن المهدي :«ويؤيد بناس من اهل المشرق ينصرونه ويقيمون سلطانه ويشيدون اركانه»، ولا خلاف بأن أهل العراق بالنسبة للمدينة مشرق، ولا يقال اعتراضاً على هذا بأن غير العراق بالنسبة للمدينة مشرق مثل ايران، والجواب ظاهر من نفس الحديث وهو أن ابن عمرو ذكر اهل العراق تحديداً وهذا يقطع بالمقصود.
وأنوه هنا إلى ان المهدي المقصود هو المهدي الذي جاءت اوصافه في سنة النبي صلى الله عليه وسلم لا مهدي الاثني عشرية، ومعروف عن أهل العراق النصرة والنجدة، يقول صاحب كتاب «عون المعبود شرح سنن أبي داود» قولهم: عصبة القوم خيارهم، قاله القارئ، وقال في النهاية: جمع عصابة وهم الجماعة من الناس من العشرة إلى الاربعين ولا واحد لها من لفظها، ومنه حديث علي رضي الله عنه «الابدال بالشام والنجباء بمصر والعصائب بالعراق» اراد ان التجمع للحروب يكون في العراق وقيل: اراد جماعة من الزهاد وسماهم بالعصائب لانه قرنهم بالابدال والنجباء، فالظاهر والله أعلم ان هذا الظرف هو الظرف الانسب لولادة العصائب العراقية، فالحافز موجود والسبب مشروع وأهل العراق مؤهلون بفطرتهم إلى هذا النوع من التصرف، فترويضهم من قبل الصليبيين أمرُُ محال.
وها نحن نشهد ولادة هذه العصائب وها هي تضرب المحتل وتثخن فيه، وها هو اصبح كالقط المذعور داخل القفص يبحث عن فرجة مناسبة ليهرب بجلده. . واسجل هنا عن احد كبار الكتاب الأسباب عن وصفه لمعارك الفلوجة الاولى قوله: «إن اعظم معارك التاريخ تحدث في الفلوجة الآن» «هنا كتابه تاريخ العالم بأسره» هنا تسجل عصائب العراق اكبر نصر عرفته الانسانية على اكبر جيش في العالم بل على معظم جيوش العالم عتاداً وعدة.
والحديث يشير إلى انها ليست عصابة واحدة بل عصائب عديدة وهو امر يوحي بكثرة العدو وانتشاره «اميركي- تحالف اوروبي- ميليشيات إيرانية- مخابرات اسرائيلية- ميليشيات كردية علمانية» كل منحرفي العالم «نصارى- وثنيون -قبوريون- يهود- علمانيون» كل انحرافات وكفر وشركيات العالم اجتمعت في العراق لتجتمع لها عصائب النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأهل بيته الحقيقيون العاملون بكتابه وسنة نبيه، اي كل الشر اجتمع على كل الخير، والعصائب العراقية ما تكونت لما قام المهدي أو بأمر منه بل هي موجودة بالاساس مكان خروج المهدي سبباً لخروجها للبيعة ولنصرته.
وهذا لا ينفي ابداً امكانية اجتماع اهل العراق على قيادة شرعية تطرد الروم والصليبيين عن بلادهم أو أنها تطردهم ثم تجتمع على قائد رباني.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.