حضرموت تستعد للاحتفاء بذكرى نصرها المؤزر ضد تنظيم القاعدة    الجنوب ومحاذير التعامل مع العقلية اليمنية    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "ليست صواريخ فرط صوتية"...مليشيات الحوثي تستعد لتدشين اقوى واخطر سلاح لديها    "سيضيف المداعة في خطبته القادمة"...شاهد : خطيب حوثي يثير سخرية رواد مواقع التواصل بعد ظهوره يمضغ القات على المنبر    ثلاث مساوئ حوثية أكدتها عشرية الإنقلاب    فيديو اللقاء الهام للرئيس العليمي مع عدد من كبار الصحفيين المصريين    دوري ابطال اوروبا ... ريال مدريد يطيح بمانشستر سيتي ويتأهل لنصف النهائي    اليمن: الكوارث الطبيعية تُصبح ظاهرة دورية في بعض المحافظات الساحلية، ووزير سابق يدعو لإنشاء صندوق طوارئ    على رأسهم مهدي المشاط ...ناشطة حوثية تدعو إلى كسر الصمت حول قضية السموم الزراعية في اليمن    مأساة إنسانية: صاعقة رعدية تُفجع عائلتين في تعز    الرئيس الزُبيدي يطمئن على الأوضاع في محافظة حضرموت    العين الاماراتي يسحق الهلال السعودي برباعية ويوقف سلسلة انتصارات الزعيم التاريخية    حكومات الشرعية وأزمة كهرباء عدن.. حرب ممنهجة على الجنوب    سحب العملة الجديدة في صنعاء... إليك الحقيقة    رافقه وزيري العمل والمياه.. رئيس الوزراء يزور محافظة لحج    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    رافينيا يوجه رسالة حماسية لجماهير برشلونة    أنس جابر تنتزع تأهلا صعبا في دورة شتوتجارت    استقرار أسعار الذهب عند 2381.68 دولار للأوقية    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    المجموعة العربية تدعو أعضاء مجلس الأمن إلى التصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة    محافظ المهرة يوجه برفع الجاهزية واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية تحسبا للمنخفض الجوي    وفاة وإصابة 162 مواطنا بحوادث سير خلال إجازة عيد الفطر    أمين عام الاشتراكي اليمني يعزي الرفيق محمد إبراهيم سيدون برحيل زوجته مميز    توكل كرمان تجدد انتقادها لإيران وتقول إن ردها صرف انتباه العالم عما تتعرض له غزة    إيران: مدمرة حربية سترافق سفننا التجارية في البحر الأحمر    عن صيام ست من شوال!    رسميًّا.. برشلونة خارج كأس العالم للأندية 2025 وأتلتيكو يتأهل    مصر: ختام ناجح لبطولة الجمهورية المفتوحة " للدراجون بوت "ومنتخب مصر يطير للشارقة غدا    حزب الإصلاح يكشف عن الحالة الصحية للشيخ ''الزنداني'' .. وهذا ما قاله عن ''صعتر''    أبناء الجنوب يدفعون للحوثي سنويا 800 مليون دولار ثمنا للقات اليمني    القوات المسلحة الجنوبية تسطر ملاحم بطولية في حربها ضد الإرهاب    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وفاة طفل غرقًا خلال السباحة مع أصدقائه جنوبي اليمن    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    محافظ عدن يلزم المنظمات باستصدار ترخيص لإقامة أي فعاليات في عدن    مصير الأردن على المحك وليس مصير غزة    من هم الذين لا يدخلون النار؟.. انقذ نفسك قبل فوات الأوان    نيابة استئناف الامانة تتهم 40 من تجار المبيدات والأسمدة بارتكاب جرائم بيئية وتعريض حياة الناس للمخاطر    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    الكشف عن آخر تطورات الحالة الصحية للفنان عبدالله الرويشد    ارنولد: انا مدين بكل شيء ل كلوب    دوري ابطال اوروبا: دورتموند يخالف التوقعات ويُحرج دفاع الاتلتيكو برباعية    الضالع: القوات المشتركة تُحافظ على زخم انتصاراتها وتُحبط مخططات الحوثيين    بعد تراجع شعبيتهم في الجنوب ...المجلس الانتقالي الجنوبي يعتزم تعيين شخصية حضرمية بديلاً عن عيدروس الزبيدي    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    حكم الجمع في الصيام بين نية القضاء وصيام ست من شوال    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    تخيل أنك قادر على تناول 4 أطعمة فقط؟.. شابة مصابة بمرض حيّر الأطباء!    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



گلمات إلى بغداد
نشر في أخبار اليوم يوم 22 - 11 - 2006

على ربوة من ربى بلدي جلست نازف الدمع!! كسير الفؤاد!! مهيض الجناح!! أتلوى من الألم!! كان ذلك مع غروب شمس التاسع من ابريل 2003م وكنت اناجي التاريخ بآهاتي بالتياعي بحسراتي بندمي!!!.
آه يا بغداد! :على اطلال ذكراكِ الحزينة سكبت عبير اشواقي واحلامي. . ودمعاً لم يزل يجري على مراب أيامي.
آه يا بغداد! وأنت تتصرمين من بين ايدينا تحكين ضياع خلافة قديمة وتدرج زوال سلطان أمة عن اعظم دار خلافة اسلامية من حيث عمرك وغزارة إنتاجك وكثرة علمائك.
انودعك يا بغداد!: الوداع الأبدي أم نقول انه وداع مسافر سيعود ويكون بعده لقاء وتحلو بعده الرؤيا، ولكن متى وإلى متى يا دار الخلافة ستبقين تحت سلطان هؤلاء إلى متى. . ؟ إلى متى سيظلون يعربدون وينتهكون الحرمات وينهبون الثروات؟؟ متى ستعودين أيتها الحبيبة الغالية يا ارض الرشيد ولا رشيد! يا ارض ابي حنيفة النعمان! يا ارض الخلافة الثائرة! ارض الحسن البصري.
يقف المسلم في لحظة من الزمن- وهو واحد من اهل فترتها- يرى تساقط الخلافات الاسلامية تباعاً من الاسفل إلى الأعلى تماماً كما هو ابتداء خلق الانسان وموته، فالروح ابتدأت من الاعلى وسرت إلى الاعضاء إلى الاسفل لكن سحبها يبتدىء من الرجلين حتى تنتهي بالرأس.
فها هي الخلافة العثمانية قد ذهبت أولاً وهي آخر الخلافات وجاء دور بلاد الخلافة التي بعدها دارالخلافة العباسية وما كادت بغداد تسقط من هنا حتى ابتدأت اميركا بتهديد دار الخلافة التي بعدها مباشرة، الخلافة الاموية مع التلميح في حواشي الكلام وعوارضه إلى الخلافة الاولى، الخلافة الراشدة.
يقف احدنا في هذه الحقبة من الزمن ليقول له التاريخ:
ذق ما ذاق من قبلك ممن شهدوا ضياع الخلافة الاسلامية وشهدوا زوال سلطان الاسلام عن ديار الاسلام! ام حسبت انك ستفلت من سنة الله الماضية القائمة الدائمة وقد فعلت كما فعل المضيعون من قبل وزيادة. . !
ذق ما ذاقه من شهد نكبة زوال شمس الاسلام عن بلاد الاندلس. . !
ذق ما ذاقه من شهد زوال الاسلام عن فرنسا وبلاد اوروبا. . !
ذق ما ذاقه من شهد نكبة 48 من اهل فلسطين. . !
وإن لك اليوم أن تتجرع مرارة سقوط خاتمة الخلافة الراشدة ومحض الخلافة الاعظم في تاريخ الاسلام «بغداد» بلاد الرافدين وافزع إلى الحبيب الأعظم واسأله هل من دواء لمرضي؟ وهل من مسكن للوعتي واحتراقي؟ رحماك ربي رحماك.
وتقف الغصة في حلقي فلا استطيع الكلام. . فأكتب. . ايتام نحن على موائد اللئام. . امة مكلومة. . فهل من حقيقة تشفي صدري وتقر عيني وتفرح كل الموحدين اصحاب هم الامة وهم الخلافة. . فيهتف التاريخ. . نعم. . هناك حقائق مفرحة. . آنية لا ريب فيها قريبة مشرفة على ساح هذه الأمة بإذن الله تعالى- طلائعها منيرة فواحة طيبة كتباشير الازهار بمقدم الثمار، فما تلك البشارات؟ نواصل مع شهادة مفكرة الاسلام.
انتهاء مرحلة حصار العراق:
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: «يوشك اهل العراق ألا يجبى اليهم قفيز ولادرهم، قلنا: من اين ذلك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذاك: ثم قال :يوشك اهل الشام ألا يجبى اليهم دينار ولا مري، قلنا :من اين ذاك؟ قال: من قبل الروم ثم سكت هنيهة ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في آخر الزمان خليفة يحثي المال حثياً لا يعده عدداً».
ربما يتساءل البعض :كيف يكون الحصار من قبل العجم كما في الحديث؟ والواقع الذي نراه ان الحصار من قبل الروم كما هو الحال في حصار الشام؟.
والجواب عن هذا من جهتين: من جهة السبب ومن جهة المنفذ فإن السبب الحقيقي في حصار العراق هو حربه مع ايران وانتصاره عليها،الذي جعل الكافرين ينصبون له مصيدة الكويت، فحرب الخليج الثانية انما هي امتداد لحرب الخليج الاولى مما نتج عنها الثمرة المرتقبة وهي حرب الخليج الثالثة.
ومن جهة المنفذ ان الروم لم ينفذوا الحصار على العراق إنما الذي ينفذه حقيقة هم ايران وتركيا وبقية دول الجوار وما كانت الروم إلا مراقباً لتنفيذ الحصار، كما انها مراقب لخطوط العرض، ومن المستبعد ان يكون ثمة حصار اخر يصدق عليه الحديث بحيث ان العجم يحاصرون العراق وكم من علامة على نبوته صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم؟ وكم من علامة على اقتراب الساعة؟ وكم من علامة على اقتراب دورالعراق العالمي؟ لقد قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل دخول العراق في الاسلام، ففيه علامات عديدة: علامة على اسلامها، وعلامة على حصارها -وقد وقعت العلامتان- وعلامة على تدهور العملة، وعلامة على ضيق في العيش وفي الطعام وعلامة على القهر عليها من خارجها لقوله «يمنعون ذاك» وعلامة على انه سيشمل، العراق جميعاً فيه دلالة على ظهور التقصير من الامة نحو العراق، كما ان فيه استثارة نبوية لهمة المؤمنين في ذاك العصر وفي كل عصر ان يهبوا لنجدة اخوانهم وإلا فما مدلول هذا الإخبار الأليم على نفوس الاخوة المؤمنين نحو اخوانهم؟ وما سر سؤال الصحابة رضي الله عنهم؟.
إن مما يثير العجب والإعجاب هو تخصيص ذكر حصار العراق، فالأحداث في حياة هذه الامة المعاصرة كثيرة لكنها لم تذكر كلها، ولو ذكرت فرضاً فإنها لم تحفظ، وكل ذلك بأمر الله تعالى واختياره، اما حصار العراق فيذكر على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجه التخصيص، ويحفظ في كتاب من اصح كتب الحديث وهو صحيح مسلم، أليس ذلك الحفظ بارادة الله تعالى «أليس له من حكمة بالغة»؟.
ان معرفة جميع الحكم أمر راجع لعالم الغيب والشهادة وحده، لكن الذي يتجلى امامنا -والله اعلم- ان سر التخصيص في هذا الحديث ان الحدث حدث دولة وليس حدث فرد، وانه حدث عظيم في حياة الامة والامة معنية به من اوله إلى آخره، وها نحن نراه وكيف اصبح مرحلة فاصلة في حياة الامة مرحلة تحول رهيب من حال إلى حال بحيث لا يقتصر اثرها على العراق وحده بل يعم الامة ويعم البشرية جميعا ابتداء بحصاره وانتهاء بتتابعاته.
ووقوع هذه العلامة لا يعني انتهاءها وانقضاءها، بل ثمة تتابعات لا يعلم مداها إلا الله تعالى. . فالمذكور هو الحصار وقد دام اثني عشر عاماً ،وجاءت جيوش الصليب وهاهي تهم بالانتقال إلى بلاد الشام لتفضي إلى مرحلة اخرى مذكورة في هذه السنة ولكن السؤال: كيف تعتبر هذه العلامة بشارة وفيها ما فيها؟ نعم. انها بإذن الله لبشارة لأنها اذا وقعت ورأيناها علمنا اننا اصبحنا اليوم اقرب ما نكون إلى مراحل النصر على اعداء الله، وتعليل ذلك ان الحياة تسير منطلقة إلى منتهاها والزمن يمشي يمثله الليل والنهر لا يتوقف إلا إلى اجله المسمى، لكن هذا الزمن ليس له من معلم يتعرف عليه الناس الذين يعيشون فيه فجاءت هذه العلامات لأهداف عظيمة منها: أنها جاءت تبياناً للناس تبين موقعهم من عمر الزمن؟ اين هم الآن؟.
انحسار الصراع نحونا:
لقد شهدنا حروباً كبيرة وكثيرة هنا وهناك متقاربة ومتباعدة جغرافياً فمنها حروباً ساخنة واخرى باردة، الحقيقة ان هذه الحروب كانت بعيدة عنا، ذهبت السخونة منها حتى تحولت إلى باردة وهاهي تبرد وتبرد عندهم حتى غدت كتلاً جليدية متجدمة متمثلة في اتحادات دولية وتحالفات أممية قاسمهما المشترك هو الشرك بالله رغم الاختلاف في كل شيء، وبقي الجزء النافر والمتناثر عن تلك الكتلة هو دول العالم الإسلامي «توشك ان تداعى عليكم الامم كما تتداعى الاكلة إلى قصعتها. . ! قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يارسول الله؟ قال: لا: بل كثير ولكنكم غثاء كغياء السيل» فهاهي الأدلة الشرعية على انسحاب الصراع نحونا، فمن الساحة الدولية إلى الساحة الاسلامية ثم إلى ساحتنا العربية، وأخيراً إلى ساحتنا الشامية وهي ساحة الصراع الأخيرة، وأنا أسألكم: هل الحرب الأخيرة التي شنتها اسرائيل على لبنان هي باكورة الصراع المقصود حديثاً الموعود زمناً ؟هل آن أوانه؟ هذا ما هو واضح من سير الاحداث وتحشدات جيوش الصليب لساعة الصفر. . هناك أدلة شرعية لا تقبل المنازعة، فمنها احاديث الملاحم الثابت وقوعها في بلادنا ومنها احاديث المهدي ومنها الدجال يتطوف بالارض، في ختام رحلته يعود إلى هذه البلاد ليدخلها فيمنع من مكة والمدينة والطور والمسجد الاقصى، ومنها نزول عيسى عليه السلام في بلادنا وعلى نزوله تعلق الامم آمالها، ودعوى نصرته جميع الاديان في اخر الزمان حتى النار التي تخرج فانها تحشر الناس إلى الشام فهي ارض المحشر والمنشر، وما الحرب على العراق إلا مرحلة من مراحل تحول الصراع إلى هذه البلاد العربية بعد ان كانت ساحته اسلامية افغانية ولهذه الحرب ارتباطها الوثيق والمستقبلي بساحة الصراع العربية بل والشامية.
اذاً فإن هذه الحرب اكدت حقيقة شرعية على الواقع وهو دخول الصراع العالمي إلى مرحلته الجديدة وربما الأخيرة وذلك بدخوله إلى ارض الصراع النهائية وهي الاراضي العربية، وما اعلان الروم «اميركا وبريطانيا» التهديدات لسوريا إلا إتماماً لحلقة الصراع وإثباتاً للنصوص واقتراباً من مركز الصراع النهائي ألا أنها ارض الشام. . والله اعلم.
قرب زوال أميركا:
عن أبي قبيل رضي الله عنه قال: كنا عند عبدالله بن عمرو بن العاص وسأل حيث سئل: أي المدينتين تفتح أولاً القسطنطينية أم رومية؟ فدعا عبدالله بصندوق له حلق، قال: فأخرج منه كتاباً، قال : فقال عبدالله :بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم- حيث سئل: أي المدينتين لتفتح اولاً : قسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مدنينية هرقل تفتح أولاً» يعني قسطنطينية اخرجه الحاكم وهو صحيح، وجاء في معجم البلدان لياقوت الحموي ج3 ص113 : «رومية» هي مدينة شمالاً غربي القسطنطنية بينها مسيرة خمسين يوماً أو اكثر وهي اليوم بيد الافرنج وهي اليوم عاصمة ايطاليا.
وفي هذا الحديث فوائد عظيمة.
الاولى: أن فيه آية من آيات النبوة ذلك ان القسطنطينية قد فتحت وهي المدينة التي تسمى «إسلام بو» اي مدينة السلام وقد حرف اسمها إلى «استانبول» وقد حظي فاتحوها بتزكية رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ان فتحها وقع سنة 1453ه على يد السلطان محمد الفاتح- رحمه الله تعالى فقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في التاريخ الكبير وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :«لتفتحن القسطنطينية فلنعم الامير اميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش. . !!» الثانية: مثلما تحقق الجزء الأول من الحديث فلابد من ان يتحقق الجزء الثاني منه حتماً مقضياً، كما ان الليل يعقبه النهار وان النهار يعقبه اليل. . اذاً ففتح المسلمين لعاصمة روما وعدحق وخبر صدق.
الثالثة هذه علامة -والله اعلم- على زوال ملك أميركا وقوتها ووحدتها وسيطرتها، وانها علامة على ظهور نجم اوروبا كقوة مسيطرة بديلة لأميركا، وقد بدأت اولى علامات هذا الظهور بتدفق قواتها إلى الشام وحماية اليهود وحصار لبنان وسوريا وفلسطين، بل ان المانيا تقود القوات الاوروبية البحرية، في هذا الشأن لأول مرة ترسل قوات من بعد الحرب العالمية الثانية بعد ارسالها لقواتها إلى افغانستان التي يستلمها الجنود الالمان بجماجم وأشلاء الافغان بعد ان ذبحوهم هؤلاء هم دعاة الحضارة، اي حضارة هذه؟ انها الهمجية والبربرية في اوضح صورها ولا حضارة إلا الحضارة الاسلامية.
ونعود إلى شرح الحديث وفوائده العظيمة الكبيرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكر بلداناً تدخل الاسلام بأسمائها وذكر اماكن لم يعرفها المسلمون حال الحديث ووقع ما اخبر به صلى الله عليه وسلم غير انه لم يذكر هنا ان المسلمين سيفتحون أميركا ولا واشنطن، ولم يذكر ان المسلمين سيغزونها بل ذكر روما أورومية، وعدم ذكره صلى الله عليه وسلم لاميركا يعني انها لن تكون مركزاً للقوة وقت الفتح كما لم يذكر موسكو وقد كانت قبل ذلك هي الأقوى، وهكذا هوت موسكو وواشنطن على اثرها هاوية بإذن الله تعالى، ولو لم تكن روما هي مركز القوة وبقيت واشنطن هي القوة العظمى كما هو الحال كأميركا ستخرج المسلمين من روما، وعلى هذا فإن افتتاح المسلمين لروما كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم انما يعني سقوط مركز قوة النصارى وعاصمتهم وسقوط ساريتهم ومقر قيادتهم وعواصمهم الاخرى من باب اولى، أو انه سقوط لاخر مدينة عندهم، والله تعالى أعلم.
وليستأنس لهذا الاستنباط بما يحدث الآن من احداث حيث ان علامات الانهيار اصبحت ظاهرة بل متسارعة لكن كم سيستغرق ذلك؟.
ابتداء ولادة العصائب:
روى ابو داود عن ام سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هارباً إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره، فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من الشام، فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك اتاه ابدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه» رواه احمد وابو داود والطبراني، وقد ضعفه جماعة من أهل العلم وحسنه اخرون منهم ابن القيم في المنار المنيف.
وهناك اثر صحيح عن سالم بن ابي الجعد قال :« خرجنا حجاجاً فجئت إلى عبدالله بن عمرو بن العاص فقال: ممن انت يا رجل؟ قال: قلت: من أهل العراق، قال: فكن اذاً من أهل الكوفة، فقلت: انا منهم، قال: فإنهم اسعد الناس بالمهدي والاثر صحيح كما ذكرنا وهذا غيب والغيب لا يعلم إلا بوحي.
من هذا الاثر يتبين مكانة أهل العراق بالنسبة لانصار المهدي ومكانتهم في التغيير العالمي المنتظر، وعبدالله بن عمرو لم يقل هذا الحديث برأيه، وابن كثير في كتابه القيم «الفتن والملاحم» قال عن المهدي :«ويؤيد بناس من اهل المشرق ينصرونه ويقيمون سلطانه ويشيدون اركانه»، ولا خلاف بأن أهل العراق بالنسبة للمدينة مشرق، ولا يقال اعتراضاً على هذا بأن غير العراق بالنسبة للمدينة مشرق مثل ايران، والجواب ظاهر من نفس الحديث وهو أن ابن عمرو ذكر اهل العراق تحديداً وهذا يقطع بالمقصود.
وأنوه هنا إلى ان المهدي المقصود هو المهدي الذي جاءت اوصافه في سنة النبي صلى الله عليه وسلم لا مهدي الاثني عشرية، ومعروف عن أهل العراق النصرة والنجدة، يقول صاحب كتاب «عون المعبود شرح سنن أبي داود» قولهم: عصبة القوم خيارهم، قاله القارئ، وقال في النهاية: جمع عصابة وهم الجماعة من الناس من العشرة إلى الاربعين ولا واحد لها من لفظها، ومنه حديث علي رضي الله عنه «الابدال بالشام والنجباء بمصر والعصائب بالعراق» اراد ان التجمع للحروب يكون في العراق وقيل: اراد جماعة من الزهاد وسماهم بالعصائب لانه قرنهم بالابدال والنجباء، فالظاهر والله أعلم ان هذا الظرف هو الظرف الانسب لولادة العصائب العراقية، فالحافز موجود والسبب مشروع وأهل العراق مؤهلون بفطرتهم إلى هذا النوع من التصرف، فترويضهم من قبل الصليبيين أمرُُ محال.
وها نحن نشهد ولادة هذه العصائب وها هي تضرب المحتل وتثخن فيه، وها هو اصبح كالقط المذعور داخل القفص يبحث عن فرجة مناسبة ليهرب بجلده. . واسجل هنا عن احد كبار الكتاب الأسباب عن وصفه لمعارك الفلوجة الاولى قوله: «إن اعظم معارك التاريخ تحدث في الفلوجة الآن» «هنا كتابه تاريخ العالم بأسره» هنا تسجل عصائب العراق اكبر نصر عرفته الانسانية على اكبر جيش في العالم بل على معظم جيوش العالم عتاداً وعدة.
والحديث يشير إلى انها ليست عصابة واحدة بل عصائب عديدة وهو امر يوحي بكثرة العدو وانتشاره «اميركي- تحالف اوروبي- ميليشيات إيرانية- مخابرات اسرائيلية- ميليشيات كردية علمانية» كل منحرفي العالم «نصارى- وثنيون -قبوريون- يهود- علمانيون» كل انحرافات وكفر وشركيات العالم اجتمعت في العراق لتجتمع لها عصائب النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأهل بيته الحقيقيون العاملون بكتابه وسنة نبيه، اي كل الشر اجتمع على كل الخير، والعصائب العراقية ما تكونت لما قام المهدي أو بأمر منه بل هي موجودة بالاساس مكان خروج المهدي سبباً لخروجها للبيعة ولنصرته.
وهذا لا ينفي ابداً امكانية اجتماع اهل العراق على قيادة شرعية تطرد الروم والصليبيين عن بلادهم أو أنها تطردهم ثم تجتمع على قائد رباني.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.