علمت «أخبار اليوم» من مصادر خاصة في وزارة التعليم العالي بأن اللجنة المشكلة للتحقيق في قضية حريق أرشيف الوزارة توصلت في اجتماعها مساء الخميس إلى أن الحريق تم بفعل فاعل، وبناء عليه قررت البدء في جمع الأدلة لبدء التحقيق المباشر مع المتورطين في الحريق. وذكرت المصادر بأن اللجنة المكلفة بالتحقيق- والمشكلة من قبل وزارة الداخلية والبحث الجنائي وإدارة الحرائق والأمن السياسي بالإضافة إلى وزارة التعليم العالي- قد بدأت أعمالها بجمع الأدلة الفنية، وسماع أقوال عدد من الموظفين، وتوصلت إلى معلومات عن تورط عصابة مدانة بالتلاعب بالبعثات في التدبير للحريق. ولم تستبعد وقوف الأيادي الخفية التي دعمت التسعة المتلاعبين بالبعثات والذين يقبعون في السجن المركزي منذ بداية العام الحالي على خلفية التزوير للمنح وقرارات الابتعاث والإيفاد، مشيرة إلى أن خمسة منهم من موظفي الوزارة وأربعة من خارج الوزارة أحدهم مبتعث في هولندا للدراسات العليا قررت الوزارة توقيف منحته وطلبه عبر الأنتربول الدولي. وأشارت المصادر إلى أن الاجراءات الصارمة من قبل الدكتور صالح باصرة - وزير التعليم العالي والبحث العلمي- وتوجيهه بالتحقيق في قضايا التلاعب بالمنح قبيل أقل من اسبوعين من الحريق هو ما دفع رموز هذه العصابة إلى إخفاء جزء من فسادها عن طريق إحراق أرشيف الوزارة. وأكدت المصادر بأن الدولة تتكبد خسارة البعثات المزورة بمبلغ يصل إلى «32» مليون ريال سنوياً من خزينة الدولة. هذا ومن المتوقع ان ترفع لجنة التحقيق -المشار اليها آنفاً- تقريرها الأولي اليوم بعد ان انتهت مساء امس الاول من جمع الاستدلالات الاولية والفنية التي ستسهم في كشف ملابسات الحادث. الجدير بالذكر أن حبس تسعة من المتورطين في التلاعب بالبعثات منذ بداية العام يدل على أن هناك جدية من قبل الوزير للقضاء على التلاعب بالمنح وهو الأمر الذي دفع مراقبين إلى الجزم بأن إحراق أرشيف الوزارة يحمل دلالات عدة: أقلها بأن لوبي الفساد في وزارة التعليم العالي لديه الاستعداد لحماية نفسه بأي وسيلة اجرامية ممكنة. ومن جانبهم اشاد الطلاب اليمنيون الدارسون بالهند بجهود وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور صالح باصرة بعملية الاصلاح التي يقوم بها في الوزارة والداعية إلى معالجة اوضاع الطلاب الموفدين للدراسة بالخارج. ودعا طلاب اليمن بالهند -في بيان لهم -الوزير إلى تصحيح الاوضاع الادارية والمالية التي تمر بها الوزارة، معتبرين ان الاختلالات الادارية والمالية التي يرتكبها القادمون على الملحقية الثقافية بالهند ماهي إلا امتداداً طبيعياً لما تمر به الوزارة من اختلالات. مطالبين بسرعة الاستجابة إلى شكاوى الطلاب وتظلماتهم حول ذلك وتصحيح اوضاعهم المعيشية والمادية، وحل مشاكلهم، والاشراف على تحصيلهم العلمي، كما طالب الطلاب اليمنيون بالهند في بيانهم الجهات المعنية بالتحقيق في حادث الحريق الذي تعرضت له وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الثلاثاء الماضي.