قضت محكمة غرب أمانة العاصمة أمس بحبس رئيس تحرير صحيفة الرأي العام لمدة عام وإغلاق صحيفته بتهمة «إعادة نشر رسوم مسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم العام الماضي». كما قضى الحكم بمنع رئيس التحرير «كمال العلفي» من الكتابة لمدة ستة أشهر ورفض دعوى المحتسبين. وبررت المحكمة حكمها الصادر ضد صحيفة الرأي العام ورئيس تحريرها بالسخرية بالرسول الكريم من خلال إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول في بعض الصحف الدانماركية. واعتبر محمد ناجي علاو- رئيس مؤسسة علاو للمحاماة المترافعة فيالقضية- أن الحكم القضائي قد أخطأ بقوله بالإدانة، وقال بأنه يصب في خانة الانتهاكات الرسمية للصحافة، وأكد خطأ الحكم في إدانة الصحفي كمال العلفي». مشيرا إلى أنه: بدلاً من أن يجتهد القاضي لتثبيت أدلة البراءة سعى لتثبيت أدلة الإساءة خاصة في أمر حساس كهذا والمتصل بالعقيدة والدين، وهكذا هو قضاؤنا. . مضيفاً في أحسن الأحوال نعتبر أن القاضي اجتهد فأخطأ». إلى ذلك استنكر نقيب الصحفيين اليمنيين نصر طه مصطفى حكم المحكمة، وقال في تصريح ل سبأنت : أنه كان الأولى أن تنظر المحكمة إلى ما كتب من دفاع عن الرسول الكريم، خصوصا أن نشر الصور كان بشكل رمزي القصد منه التعريف، وليس الإساءة والترويج لها. وناشد نقيب الصحفيين رئيس المحكمة العليا إعادة النظر في الحكم بصورة عاجلة، وعبر عن أسفه لصدور حكم من هذا النوع، بعد توجه الدولة الجاد لإلغاء عقوبة حبس الصحفيين بسبب الرأي، وعقب النجاح الكبير الذي حققته اليمن في مؤتمر المانحين. وفي السياق نفسه قال علي الجرادي- المسئول الإعلامي في النقابة: إن أقسى من الحكم الذي صدر اليوم بإغلاق الصحيفة وحبس رئيس التحرير ما نقدمه عن ديننا بواسطة هذا الحكم من قسوة. وأضاف في تصريح ل«نيوز يمن»: إذ أن هذه الصحيفة حاولت الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم بكتابة وأخطأت دون قصد، بنشر الرسوم مع التشطيب عليها، فكان الجزاء هذه الأحكام المغلظة وأخشى أيضاً أن يتم تفسير الأحكام من قبل آخرين قد لا تفضي فقط بالسجن ولكنها قد تستحل دمائهم. واعتبر الجرادي حرية الصحافة في اليمن بأنها تقع تحت عقوبات 3 قوانين جزائية بالإضافة إلى قانون الصحافة، وعقوبات تصل إلى حد الإعدام في 5 أبواب، متسائلاً عن توجيهات رئيس الجمهورية بعدم حبس الصحفي فيما يتعلق بالنشر والتي لم تترجم إلى الآن قانونيا. وقال الجرادي: الأحكام القضائية الصادرة كعقوبات مغلظة لا تتناسب مع جرائم النشر وهو ما يقر به رئيس المحكمة العليا شخصياً. ودعا المسئول في نقابة الصحفيين اليمنيين الجهات المختصة في اليمن إلى تتأمل هذه الأحكام والتي تؤدي في النتيجة الأخيرة إلى تعطيل حرية الرأي؛ وقال: مع تقديرنا العميق للقضاء والأحكام الصادرة عنه إلا إننا نتخوف من أن ترسم في ظلال تلك الأحكام محاكم التفتيش بمخيلة الصحفيين اليمنيين. من جانبه استغرب رئيس تحرير الرأي العام كمال العلفي، ووصفه بأنه مسيء في حق البلاد. وأكد رئيس تحرير الرأي العام من مكان احتجازه في نيابة الصحافة والمطبوعات : أن رئيس المحكمة لم يعتمد أيا من الدفوع المقدمة من الصحيفة، بأن الموضوع كان للدفاع عن الرسول الكريم، وليس للسخرية. وكانت الصحيفة قد اصدرت بياناً طولب فيه زملاء الحرف والمهنة ونقابة الصحفيين اليمنيين، ونقابة الصحفيين العرب، ومنظمات الصحفيين العاملين، ومنظمة صحفيين بلا حدود العالمية، وجميع المنظمات المعنية بالحقوق والحريات، ومنظمات المجتمع المدني، والاحزاب، وكافة المنظمات السياسية للوقوف بجانب «الرأي العام» في هذه المحنة لما من شأنه ابطال هذا الحكم والانتصار لحرية الكلمة والحرف. وفي هذا الصدد تعلن مؤسسة «الشموع» رفضها لمبدأ الحكم بالحبس على الزميل كمال العلفي رئيس تحرير «الرأي العام» وما عدا هذا فالامر يرجع إلى القضاء وهو المخول بذلك بما يراه من احكام تغريمية وتأديبية.