في تطور خطير لاتساع دائرة الخلافات في ساحة التجمع اليمني للإصلاح حول تحميل مسؤولية التراجع الذي مني به التجمع في الانتخابات المحلية، حيث اثير جدل واسع في اوساط اعضاء مجلس شورى الاصلاح في انعقاد الدورة الاعتيادية للمجلس التي اختتمت مساء امس دون ان يصدر عنها بيان حتى ساعة متأخرة من الليل، تاركين تفسير ذلك التأخير لامكانية اتساع رقعة الخلاف حول مضمونه في الوقت الذي يرجح اعضاء في مجلس شورى الاصلاح اسباب نكسة ال«20» من سبتمبر في الانتخابات المحلية إلى اسباب داخلية عديدةابرزها :موقف الشيخين رئيسالهيئة العليا ورئيس مجلس الشورى، ويذهب آخرون في المجلس إلى تحميل تلك المسؤولية الامانة العامة وسوء سياساتها حيال قضايا استراتيجية للإصلاح وهو الامر الذي اصبح حدوثه كخلاف امراً واقعاً اكده الاستاذ عبدالوهاب الآنسي في تصريح ل«أخبار اليوم» -مساء امس- حيث اوضح في رده عن صحة ما تناقلته وسائل الاعلام عن مطالبات اعضاء مجلس شورى الاصلاح للشيخ عبدالله بن حسين الاحمر اسباب تأييده لانتخاب الرئيس علي عبدالله صالح، وكذا طالبوا تفسيراً من الشيخ عبدالمجيد الزنداني عن اسباب صمته وعدم حضوره وتدشينه فعاليات مؤيده للقاء المشترك ومرشحه بن شملان بقوله ما يتعلق بهذا الامر لانه لا نريد ان تبقى هناك زاوية غير واضحة تتعلق به، ولأن المجلس طرح ذلك الامر في إطار التقييم للانتخابات الماضية، واعطاء كل سبب من الاسباب سواء كانت ايجابية أو سلبية واعادتها إلى اسبابها الحقيقية بحيث لا يكون هناك تضخيم لجانب على حساب جوانب اخرى، مبدياً في اعتقاده ان عدم الوضوح ناتج عن التضخيم الاعلامي المضلل الذي كونت نتائجه ان يحصل مثل هذا اللبس. هذا الجدل الذي يدور في اروقة التجمع اليمني للاصلاح لم يكن جديداً كمعلومة، وانما الجديد فيه ربما لأنه تم في إطار سيناريو يتجه نحو ابعاد الشيخين عن منصبيهما القياديين وان ما حدث اليوم حلقة في سياق تحقيق الهدف. ويرى سياسيون مهتمون بشؤون الاصلاح بأن الذهاب بتحميل الشيخين عبدالله بن حسين الاحمر وعبدالمجيد الزنداني المسؤولية الاكبر في هزيمة الاصلاح في الانتخابات المحلية يعد بخلاف دوافع اهدافه واعترافاً بتأثيرهما ومكانتهما الكبيرة في اوساط قواعده وجماهيره ومناصريه التي تثير تساؤلاً اخر وهو البحث عن اسباب موقفي الشيخين تجاه الانتخابات ودوافعهما قبل تحميلهما اي مسؤولية للانتخابات. واضاف السياسيون بأن تجربة التجمع اليمني للاصلاح هي محط اهتمام يمني واقليمي ودولي واسع من شأنه ان يلقي بظلال ما يدور في اروقته إلى احتمال تدخل قوى اقليمية تتفق معه ايديولوجياً واخرى دولية لا تنسجم معه ايديولوجياً ولكن تجاريه سياسياً، كاشفين عن تخوفهم ان يكون ما يحدث اليوم يذهب في المنحى الذي تتداوله قوى ليبرالية داخل الاصلاح وخارجه، وتتمنى حدوثه وهو ابعاد الشيخ الاحمر عن رئاسة الاصلاح والدفع بنجله حميد الاحمر لاحتلال موقعه «نجم الحملة الانتخابية للقاء المشترك» وازالة الشيخ عبدالمجيد من رئاسة مجلس شورى الاصلاح لصالح الدكتور ياسين القباطي. وهو ما نفاه الآنسي في سياق حديثه ل«أخبار اليوم» مساء امس حيث اكد بأن ما نوقش في الأمس لا يذهب لتحميلهما المسؤولية بقوله: لا. . لا هذا ليس وارداً، لو كان يسعى لتحميلهما ما نوقش الموضوع معهما بهذه الشفافية، واضاف بقوله: مطلوب من المحافظات ان تزود الامانة بكافة المعلومات الصحيحة والموثقة والموضوعية لكي يبنى عليها تقرير الامانة العامة إلى المؤتمر العام القادم حول الانتخابات والتطرق إلى هذا يأتي من هذا الباب لجانبين. . الاول: هل كان لهذه المواقف -بالرغم من التوضيحات- تأثير على الانتخابات ام لا؟ واذا كان لها تأثير فبأي مقدار؟ فجاء الحديث حول هذا الموضوع من هذه الزاوية، واذا كان هناك مقصد غير هذا لكانت الامور سوف تنحو منحى اخر. توضيح الامين العام المساعد ونفيه ان يكون إثارة هذا الموضوع لاستهداف الشيخين قد يأخذ القبول لدى المهتمين والمحبين للاصلاح لكنه لم يكن بالمقدار الذي يذيب جليداً من التساؤلات لدى قواعد الاصلاح وانصاره والعديد من قياداته والتي يعتبر ابرزها تحديد مساحة علاقة الاصلاح بالاميركان وحدود انتهاء تلك العلاقة، اضافة إلى عدم وجود توضيحات وتغيرات شفافة لطبيعة علاقته بالقوى الامامية والتي يرى البعض ان نتائج تلك العلاقة على الاميركيين والتحالف مع الاماميين اضفى عليها قدرتهم في التأثير السياسي لدى نخبة الاصلاح والذي يتخوف ان تكون صاحبة مشروع يرى في الشيخين عقبة امام الانطلاقة الاوسع للاصلاح اقليمياً ودولياً خاصة وانهما يمثلان رمزين للقضايا الوطنية والعربية والاسلامية ضد المشروعين الصهيوأميركي من جهة والفارسي من جهة اخرى. وهو ما يمكن تفسيره حول تبلور المواقف الداعمة لفلسطين والمقاومة في العراق في شخصيتي الشيخين دون الاصلاح. إلى ذلك دعت قيادات في المعارضة وشخصيات اجتماعية قيادة التجمع اليمني للاصلاح إلى التعامل مع هكذا قضايا بعقلانية تامة، وادراك سياسي شامل لابعاد وتبعات اي منحى سياسي يسعى لاحداثه على حساب الرموز الوطنية مثل الشيخين، وبدلاً عن مناقشة تحميلهم مسؤولية خسارة التجمع يجب أن يكون هناك مناقشة وتقييم شامل لاداء التجمع السياسي والتنظيمي وتحالفاته الوطنية والاقليمية والدولية.