أدت مشادات ومهاترات كلامية يوم امس في مجلس النواب بين النائب سلطان البركاني- رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر- والنائب عبدالعزيز جباري-عضو الكتلة -إلى إيقاف الجلسة وفضها قبل موعدها. وفي تصريح ل«أخبار اليوم» اوضح محمد عبداللاه القاضي- عضو مجلس النواب وعضو كتلة المؤتمر- ان ما حصل هو انه تم استدعاء وزير الداخلية من قبل بعض الاعضاء لمساءلته في مواضيع متفرقة، وبعد حضور الدكتور رشاد العليمي- وزير الداخلية- واستماعه للاسئلة الموجهة اليه على اساس ان يقوم بالرد عليها، وكالعادة يقوم سلطان البركاني بتفويض نفسه في محاولة للاساءة للمؤتمر وكتلته باسم الدفاع عن الحكومة وهو دفاع في غير محله، فطرح مقترحات بانه يتم سحب هذه الاسئلة واورد بعض المبررات التي ليست اساسيات سواء في اللائحة أو القانون، ونتيجة لذلك حصل جدل بسيط بينه وبين الاعضاء الذين طرحوا الاسئلة ومنهم الاخ عبدالعزيز جباري، مشيراً :ثم نفاجأ عقب رد وزير الداخلية المقنع على كافة الاسئلة بقيام سلطان البركاني ويعقب في الوقت الذي لا يحق له الرد فيه بموجب اللائحة التي تقضي بحق التعقيب للسائل فقط، لكننا نفاجأ ان سلطان البركاني يعقب بكلام ويخرب الموضوع ويصنع فوضى داخل القاعة، مما اضطر ان قام الاخ عبدالعزيز جباري بالاعتراض على تعقيب البركاني، ثم نفاجأ للمرة الثانية ان الاخ البركاني يتلفظ بالفاظ سيئة على الاخ جباري ووصفه بالساقط والسفيه وكلام لا يذكر بدون اي سبب أو مبرر، ونتيجة لذلك اغتاض كل الحاضرين سواء في كتلة المؤتمر أو في الاحزاب الاخرى، ثم احتججت انا ومجموعة من الاعضاء منهم الاخ جباري والاخ عبده بشر وطلبنا من الاخ سلطان البركاني ان يعتذر ويسحب كلامه الذي قاله، ثم قام الاخ عبدالعزيز جباري يمسك الميكرفون ويرد عليه بنفس الاسلوب، وبذلك انتهى الموضوع. . لكن نفاجأ في العصر بالخبر الذي يحمل تصريح مصدر مسؤول في الكتلة البرلمانية للمؤتمر والذي هو سلطان البركاني طبعاً كونه رئىس الكتلة، وذلك بإحالتي أنا والأخوين عبده بشر وعبدالعزيز جباري إلى هيئة الرقابة التنظيمية للتحقيق معنا لعدم الالتزام بلوائح وأنظمة المؤتمر. وتساءل القاضي: هل سلطان البركاني يمثل المؤتمر الشعبي العام ويصرح بهذا التصريح؟ وهل له الحق في ذلك القرار واقحام اشخاص آخرين رغم ان المشكلة بينه وبين شخص واحد الذي هو عبدالعزيز جباري؟ مضيفاً: أعتقد ان احالة شخص للتحقيق كان عضواً عادياً ينتمي للمؤتمر ناهيك عن عضو لجنة عامة لابد ان يكون لها مبرراتها وان تجتمع الكتلة، وتناقش هذا الموضوع لمعرفة نوع التصرفات وادانتها من ذلك الشخص، ثم يصدر به قرار جماعي من المؤتمر لاحالته للتحقيق، واذا ثبت عليه شيء، فهناك اجراءات اخرى، لكن ان يصرح البركاني من نفسه ويتبنى انه هو المؤتمر كاملاً وباسم المؤتمر وقيادته فهذا شيء مشين لتنظيم المؤتمر وقيادته، وكأن المؤتمر هو شخص واحد هو سلطان البركاني وذلك لان الآخرين لم يرضوا بسياسته ولم يدافعوا عن بذاءته وسوء اخلاقه وسوء كلامه فاعتبرهم ليسوا اعضاء في المؤتمر، فهو دائماً ينصب نفسه المتحدث باسم المؤتمر في كثير من مواقف سابقة، ويطرح كلاماً يسيء للمؤتمر ويصور المؤتمر بأنه المضلل للفساد وللعبث وسوء الاخلاق وغير ذلك. وحول سؤال الصحيفة بأن البركاني يبدو انه يتحدث انطلاقاً من موقعه كرئىس كتلة للمؤتمر، قال القاضي: ليس ذلك بمشكلة لكن كل سياسة لها اسلوبها، فعليه ان يجتمع بالكتلة ويطرح عليهم الموضوع ويتم مناقشته قبل طرحه بما يخدم سياسة المؤتمر وتوجهاته، اما انه يتبنى مواضيع من ذاته وفي نفس اللحظة فليس من حقه ذلك حتى وان كان رئىس الكتلة. واستغرب القاضي من صدور تصريحات بايقاف «3» فقط هو احدهم رغم ان الذين احتجوا وانتقدوا تصرفه عدد كبير من البرلمان ولا توجد اي اسباب واضحة لذلك، نافياً اي وجود لتصفية حسابات بينهم وبين البركاني. وفيما يتعلق بتغيير رئىس الكتلة وفقاً للائحة الداخلية، اشار القاضي ان الكتلة اصدرت لائحتها قبل قرابة اكثر من سنة وبموجب اصدار تلك اللائحة والموافقة عليها، كان يفترض ان يتم اجتماع الكتلة واعادة انتخاب قيادة جديدة للكتلة، مضيفاً: ولكن لان الاخ سلطان البركاني هو رئىس الكتلة فالكتلة لم تجتمع من سنة ونصف تقريباً إلى الآن حتى لمناقشة ابسط المواضيع التي تدار في المجلس، بعكس الكتل الأخرى التي تجتمع على الاقل في الاسبوع مرة وتنسق جدول اعمالها وتدرس المواضيع التي ستطرح ودورها الذي يمكن ان تتبناه، منتقداً أداء كتلة المؤتمر ورئاستها وانها تدار بطريقة عشوائية وكأن المؤتمر ليس حزباً منظماً وليس لديه لوائح ولا يستطيع الالتزام بها، وانه لا توجد ادارة ناجحة للكتلة، ولذا فكل اعضاء الكتلة لا يعرفون ماذا سيطرحون في الجلسة القادمة، وعدد كبير منهم يتغيب لتلك الاسباب. وفي رده على سؤال الصحيفة بشأن ظهور هذه الخلافات فيما بين اعضاء كتلة المؤتمر في وسائل اعلامية كثيرة منها تابعة للمؤتمر واخرى اهلية وحزبية، وهل ذلك يشير إلى ان المؤتمر فشل في ادارة خلافاته التنظيمية داخلياً؟ قال القاضي: لا نستطيع ان نقول بأن المؤتمر فشل، ولكن يمكن القول بأنه ليس لديه سياسة داخلية وآلية معينة تنظم عمل قياداته والمنتسبين اليه، فهناك خلل وهذا الخلل يتساءل عنه كل اعضاء المؤتمر ويتمنون تصحيحه ولكن لا يوجد اي تجاوب أو اصلاح لذلك الخلل. واضاف في ختام تصريحه ل«أخبار اليوم» ان ما حدث يوم امس في البرلمان يسيء اليه كمجلس تشريعي واعضائه ويسيء كذلك إلى المؤتمر واعضائه وإلى الوطن بشكل عام، فشخص في مثل موقع سلطان البركاني يمثل اميناً عاماً مساعداً للمؤتمر ورئىس كتلته يتلفظ على عضو من اعضاء المجلس سواء كان في نفس الكتلة أو كتلة اخرى بالالفاظ التي وردت، فهذا يعتبر شيئاً كبيراً ويخالف حرمة مجلس النواب.