ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في عددها الصادر أمس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت يشعر بإحباط شديد وخيبة أمل بسبب عملية تضليل تعرض لها من قبل قيادة الجيش الإسرائيلي عندما تم إخباره بأنه قد تمت السيطرة على بلدة "بنت جبيل" ليتضح لاحقا أن مقاومي حزب الله لا زالوا يقاتلون في البلدة ويكبدون الجيش عشرات القتلى والجرحى إلى الآن. وأضافت هآرتس :إن أولمرت اقتنع منذ مساء الإثنين الماضي بأن لا معنى لاتساع الحملة العسكرية البرية، خاصة وأن الخطة التي قدَمها الجيش لم تعجبه في ظل اعتقاده الأكيد بأنه يتم الكذب عليه بانتظام وعلى مدار ثلاثة أسابيع حول المعارك في لبنان فيما يتكبد الإسرائيليون خسائر جسيمة وغير متوقعة. من جهتها أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن تخبطا كبيرا يسود هيئة اتخاذ القرارات الميدانية في الجيش الإسرائيلي وأن تعيين نائب رئيس الأركان الجنرال "كالبنسكي" ممثلا لرئيس الأركان في قيادة المنطقة الشمالية زاد من عملية الفوضى في القيادة المذكورة وأن هناك شبه قطيعة بين قيادة المنطقة وممثل رئيس الأركان. على نفس الصعيد اكد الخبير الامني الاستراتيجي الاسرائيلي "زئيف شيف"ان قوة اسرائيل الرادعة قد ضاعت في المعارك مع حزب الله، مشيرا الى ان على اسرائيل استعادة هيبتها المفقودة في معارك الجنوب في واحدة من افشل حروبها. وقال "شيف"ان الدولة العبرية تعرضت الى صفعة قوية على وجهها من حزب الله الذي لم يكن مفاجئا ما تمتع به من قدرات قتالية لدى قطاعات استخبارية اسرائيلية واسعة. من جهته اكد الكاتب والمحلل الاسرائيلي الشهير "يوئيل ماركوس "في هآرتس اليوم ان اسرائيل فشلت في هذه الحرب "مثلما فشلنا في حرب يوم الغفران "اكتوبر"مع فارق أنه في حينها صحا الجيش الاسرائيلي فحاصر الجيش المصري الثالث وأنهى الحرب بتحقيق تسوية مع مصر، أما الان فلا تسوية ولا حسم عسكري مع حزب الله ". . على صعيد متصل اعلنت الاذاعة العبرية الرسمية ان خلافا نشأ بالأمس بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت وبين وزيرة الخارجية الاسرائيلية، تسيبي ليفني حيث اصدر اولمرت قرارا بمنع ليفني من السفر لإلقاء خطاب على الطاولة المستديرة في مجلس الامن اثناء المحادثات على صياغة مسودة قرار. وكانت ليفني خطّطت هذا الاسبوع السفر إلى نيويورك وأجلت سفرهذا أكثر منن مرة في أعقاب ظهور خلافات عديدة،إلا أن أولمرت قرر نهاية عدم المصادقة على سفرها، وبرّر المقربون منه هذا القرار بقولهم :لقد طلبت ليفني المصادقة متأخرًا ولا طعم لسفرها بعدما تم اعداد المسودة. وقالت صحيفة هآرتس ان ما قاله مقربو اولمرت هو بمثابة غطاء فقط ولا يمكن اعتباره جديًا لأن الخلاف بين اولمرت وليفني برز حينما اظهرت ليفني "استقلالية" في الفترة الاخيرة حيث قام رئيس الوزراء بإبعادها عن الدائرة القريبة منه كليًا وصادق على سفر القائم بأعمال رئيس الوزراء شمعون بيرتس الى نيويورك ليكون شريكًا في تجهيز المسودة الأمريكية، بدلا منها. وكانت ليفني عارضت اتساع الحملة العسكرية البرية (على الرغم من أنها صوتت الى جانب القرار). وعاتبت ليفني في حينه قادة الجيش وسالتهم :هل أنهيتم المرحلة الأولى من الحملة العسكرية؟"فردوا عليها ب "لا". وقالت هآرتس :إن ليفني صوتت ضد ضرب مركز حزب الله في الضاحية الجنوبية "خوفًا من تصاعد حدة العنف"، ولكنّها ومنذ ذلك الوقت صوتت الى جانب القرارات لكنّها حافظت على "الهدوء"فيما تشير الصحيفة الى ان ليفني "لم تركض بين استديوهات التلفزيون من اجل الدفاع عن الحملات البرية التي تقوم بها اسرائيل وبحثت عن مخرج دبلوماسي. وقالت الصحيفة: إن تخبطات كبيرة في نفس رئيس الوزراء جراء ذلك الذي دعا وزير الحرب السابق، شاؤول موفاز، الى مكتبه الاسبوع الماضي حيث اكد له موفاز بانه من الممكن أن يحرز الجيش اهدافه بطريقة اسهل من تلك التي اقترحها عمير بيرتس. وكانت خطة موفاز تنص على حصار رجال حزب الله في لبنان ومن بعدها الهجوم عليهم واستعملها اولمرت من أجل خلق تشكيك في الخطة التي قدمّها بيرتس وساعدته كوندوليسا رايس التي قالت ان الحملة العسكرية مجمدة.