بعد إعلان فوزه برئاسة فرنسا في انتخابات ساخنة، تعهد نيكولا ساركوزي بمد يده للجميع، معتبرا أن الفرنسيين اختاروا القطيعة مع الماضي. وقال ساركوزي في خطاب النصر إنه يشعر بفخر لا يوصف لانتمائه إلى فرنسا، وعبر عن احترامه لمنافسته الاشتراكية سيغولين رويال. كما قال الرئيس الفرنسي المنتخب: أريد أن أعيد إلى الفرنسيين فخرهم بفرنسا، مؤكدا أنه يريد إعادة الاعتبار إلى العمل والسلطة والكفاءة. وتطرق رئيس فرنسا الجديد في كلمته إلى السياسة الخارجية، وقال: إن أصدقاء فرنسا من الأميركيين يمكنهم الاعتماد عليها، وإن فرنسا ستبقى على الدوام إلى جانبهم عندما يحتاجون إلى مساعدة، ودعا واشنطن إلى قيادة المعركة من أجل البيئة قائلا إن مصير البشرية على المحك. وحول العلاقة مع أوروبا، أكد ساركوزي أنه يمد يده لكل الأوروبيين قائلا إن فرنسا الليلة عائدة إلى أوروبا. وعن علاقة فرنسا مع جيرانها في الجنوب، دعا ساركوزي إلى تحقيق السلام في حوض البحر المتوسط وإلى بناء اتحاد بين دول المتوسط يكون جسرا بين أفريقيا وأوروبا. وناشد ساركوزي الأفارقة العمل مع فرنسا على ضبط الهجرة، وأكد على رغبة فرنسا في تقديم المساعدة للدول الأفريقية. ووجه ساركوزي التحية إلى منافسته سيغولين رويال وقال إنه يحترمها ويحترم كل الذين صوتوا لها. في المقابل أقرت رويال بهزيمتها في الانتخابات وهنأت ساركوزي، وقالت لمؤيديها في باريس بعد النتائج التلفزيونية التي أظهرت حصول ساركوزي على نحو «53%»: إن الاقتراع العام قد تحدث وأقدم للرئيس المقبل للجمهورية أطيب التمنيات في إنجاز مهمته في خدمة كل الشعب الفرنسي. كما قالت رويال لأنصارها احتفظوا بثقتكم، حافظوا على حماستكم، ثمة لقاءات ديمقراطية أخرى في انتظارنا، في إشارة إلى الانتخابات التشريعية المقررة في 10 و17 يونيو/ حزيران. وأضافت: إنني واثقة من أن ما قمنا به من أجل فرنسا سيؤتي ثماره، مؤكدة أنها تدرك خيبة الفرنسيين الذين أيدوها وحزنهم. كما أكدت أنها ستضطلع بالمسؤولية الملقاة على عاتقها من الآن فصاعدا، مضيفة: سأواصل الطريق معكم وقربكم. أما السكرتير الأول للحزب الاشتراكي ورفيق رويال فرنسوا هولاند فاعتبر أن عهدا جديدا بدأ لليسار، قائلاً: إن المرشحة الاشتراكية خاضت حملة جيدة. من جانبه رأى وزير الاقتصاد السابق دومينيك شتروس أن اليسار خسر الانتخابات منذ الدورة الأولى، معتبرا أن اليسار لم يكن يوما بالضعف الذي هو عليه اليوم.