سلمت الولاياتالمتحدة الأميركية «4» سجناء من معتقل غوانتانامو في كوبا الى اليمن، كما سلمت سجينين إلى تونس، حسب ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية. وندد المجلس من اجل الحقوق الدستورية وهو منظمة أميركية تضم محامين يمثلون معظم سجناء غوانتانامو، بتسليم احد هؤلاء السجناء الى تونس خشية أن يتعرض للتعذيب وسوء المعاملة. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية «أ ف ب» أنه بعد تسليم هؤلاء الستة انخفض عدد السجناء في قاعدة غوانتانامو البحرية الى حوالى «375» سجينا، حسب ما أوضح بيان للبنتاغون. وكان فتح هذا المعتقل في كانون الثاني/يناير 2002م حيث نقل اليه أشخاص كانت الولاياتالمتحدة تشك في انتمائهم الى تنظيم القاعدة او الى حركة طالبان. وينتظر حوالي «80» سجينا ايضا تسليمهم بلدانهم الأصلية اما ليطلق سراحهم وإما ليقضوا عقوبة بالسجن. وسيمثل ما بين «60» إلى «80» من السجناء امام محكمة خاصة، ولم يتحدد اي شيء بالنسبة لأكثر من «200» آخرين لم تقرر الولاياتالمتحدة حتى الان توجيه التهم إليهم ولا الإفراج عنهم. وحسب موقع «نيوز يمن» عن مصادر خاصة فقد وصل صادق وهاني وفواز وعلي، إلى اليمن في الساعة السابعة من مساء أمس الأول، وتسلمتهم الأجهزة الأمنية لإجراءات لم يفصح عنها قبيل الإفراج عنهم. وبالأربعة فإنه ومن أصل «107» يمني في المعتقل قد تسلمت اليمن «12» مواطنا، أفرجت عن جميعهم عقب تحقيقات احترازية حسب مصادر الأمن. ووفق المصادر ذاتها فإن الثلاثة الأوائل من الأسماء المذكورة كان الوفد الأمني اليمني الذي زار جونتانامو العام قبل الماضي قد التقاهم للتأكد من يمنيتهم. وينتمي ثلاثتهم الى محافظة إب، فيما لم يتسن ل«نيوزيمن» معرفة الرابع، والثلاثة هم صادق محمد سعيد إسماعيل، وهاني عبده مصلح شعلان البعداني، وفواز نعمان حمود عبد الله، وتقول التقارير أن الأخير يعاني من اضطراب نفسي، فيما لم يعرف انتماء الرابع والذي يحمل اسم «علي محسن صالح». وفي هذا السياق اكد المحامي خالد الآنسي- المدير التنفيذي لمؤسسة هود للدفاع عن الحقوق والحريات ان هذا مؤشر سلبي كون اليمن تظل في قائمة الدول الأقل التي استعادت من رعاياها، خصوصاً بعد ان كانت اليمن في المرتبة الثالثة من حيث المعتقلين وانها الآن في المرتبة الأولى. واشار الآنسي في تصريح خاص ل«أخبار اليوم» ان استلام اليمن الآن لمعتقلين يأتي كرد على ما كان قد صرح به الرئىس بوش من ان اليمن تطلب استلام معتقليها، متمنياً ان يكون هنالك رد آخر بأن لا يتعرض هؤلاء المعتقلين لاعتقال مجدد ولانتهاك لحقوقهم باعتبار ان الحكومة الاميركية قد كانت تتعلل بعدة اعذار بعدم اعادة المعتقلين إلى اليمن، منها ان الحكومة اليمنية ترفض استلام المعتقلين وانها رفضت التعهد بعدم تعرض المعتقلين بعد تسليمهم لها بالتعذيب وكذا رفضت الالتزام بعدم اعتقالهم، معتقداً ان الرد على هذه الاتهامات التي وجهتها الادارة الاميركية للحكومة اليمنية يتجسد باختصار في أن الحكومة اليمنية تبادر بالإفراج عن هؤلاء المعتقلين الذين تم تسليمهم فوراً وان تستمر في مطالبتها بالإفراج عن بقية معتقليها في غوانتانامو. ورأى الآنسي انه لابد من تشكيل لجنة وطنية حكومية برلمانية حقوقية اعلامية لتولي ملف معتقلي غوانتانامو وان يوكل إلى هذه اللجنة مهمة التخاطب مع الجهات المعنية الأميركية واجراءات المباحث والتواصل بما في ذلك الزيارات لغرض استعادة مثل هؤلاء المعتقلين، مؤكداً انه في حال عرقلة تسليم المعتقلين فعلى اليمن ان تلجأ للآليات الدولية، وان تتقدم بشكوى امام الأممالمتحدة ضد الإدارة الأميركية.